إن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أحد دعائم البناء لهذه الدولة، فمنذ أربعين عاما وهو يمارس العمل بجانب الملوك والأمراء وولاة الأمر لهذه البلاد، إن تلك الأعمال الجليلة تتمثل في هذا الوطن الشامخ بالتزام شريعة الله، والتفاني من أجل الأمن والاستقرار لهذه البلاد، وهو يكثر التواصل المعرفي لجوانب الحياة في مراحل عمله وعمره فتعلم كثيراً من إدارة والده ولا ريب فهو المتحدث عن سيرة مؤسس الدولة، وليته يكتب فصولا من تلك الحياة وقراءتها واستنباطها والصحبة لها. ولما حمل أمانة مدينة العاصمة الرياض، لكون مراكز للدراسات التي ينطلق منها البناء، فكانت الرياض العاصمة الحديثة التي تجتذب صانعي القرار في دول العالم ونحن الأجيال المعاصرة شهدنا مرحلة البناء فتبهرنا الطرق ومدينة قصر الحكم، وامتداد العاصمة في الاتجاهات الأربعة. ومكتب الأمير سلمان ارتاده كبار رجال العالم المعاصر فهو حلقة الفكر والإقناع والقدرة على التأثير الإيجابي لرجال السياسة والاقتصاد، والسفراء والوفود فهم يخرجون من مكتبه وقد حملوا الثقة في هذه البلاد. إن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كشفت لنا الأيام قدرته على استقطاب رجال الفكر في بلادنا ومن مثقفي العالم العربي والإسلامي، فقصره مركز لحلقات المعرفة، ولا تكاد تجد مثقفا لم يزر هذا القصر ويشير إلى تلك الجلسات الفكرية. وسلمان رجل الأزمات الفكرية فكان حلقة وصل بين قادة الفكر والسلطة التنفيذية، وجادل وحاور حول النقاش في الصحوة، وكذلك حول الحروب وتعاون الأسرة الدولية، وهو يشرف على كثير من الجمعيات الخيرية الإنسانية في منطقة الرياض، ما جعل تلك الجمعيات تخدم الإنسان وتكون قدوة تقتفي نهجها الجمعيات الأخرى في المملكة، وسلمان أشرف على الدارة وجعلها مركزا بحثيا ذا عطاء متشعب الجوانب من الترجمة والتأليف الوطني، وجمع التاريخ فهي مركز بحثي لتاريخ الجزيرة العربية إلى جانب تاريخ الوطن المعاصر وكذلك أشرف على مكتبة الملك فهد الوطنية فبلغت درجة عالية من التواصل والتوثيق وجمع أشتات التأليف الوطني وفكره. إن الأمير سلمان سفير الوطن والحكمة في الخارج فزيارته وأقواله تفتح آفاق التواصل مع الدول العربية والإسلامية والخارجية فكنت أتابع تصريحاته التي تكشف عن عقلية حكيمة ذات صدقية ومنها تصريح له في فرنسا حول العلاقة السعودية المصرية في زمن تأزم العلاقات العربية مع أنور السادات، حيث أشاد بالتواصل الثقافي الفكري وأقر بمهمة مدرسي مصر في البلاد، فهم شاركوا في بناء التعليم حتى في بناء الأنظمة. إن الأمير سلمان رجل في ذاكرة أبناء الوطن جميعا فهم يقدرون أعماله ويثقون فيه ولذلك أيدوا قرار الملك حين جعله وزيرا للدفاع، وكذلك فإن الأكثرية رشحته لولاية العهد بعد وفاة سمو الأمير نايف، إننا نسأل الله أن يكون داعما للملك في بناء الوطن المعاصر وقيادة الوطن إلى الخير في سائر مجالاته.