لقد فَقَدَ الوطن بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- ركنًا من أركانه، ورمزًا كبيرًا من قيادته؛ فكان ذلك صدمة كبيرة للوطن والمواطن؛ ولكن كان العزاء في الاختيار الموفق من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ليكون وليًّا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء. فالأمير سلمان رجل دولة بامتياز؛ فهو ابن المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وخريج مدرسته العظيمة في الدين والفكر والقيادة، وهو عضيد إخوانه الملوك في بناء هذه الدولة وقيادتها نحو منصات التنمية والحضارة؛ وقد أثبت نجاحه الكبير في كافة الملفات السياسية والإدارية التي تولى قيادتها. فالأمير سلمان هو مَن صنع تطور عاصمتنا الحبيبة (الرياض)، في كافة المجالات؛ لتصبح جوهرة الصحراء تزاحم في بنيتها التحتية، وعمرانها وخدماتها وتنظيمها وأمنها ورفاهيتها أرقى العواصم في العالم. الأمير سلمان صاحب فِكر ورؤية وحكمة تدعمها وتعضدها ثقافة سموه الواسعة؛ فسموه هَامة باسقة في الفكر والعلم والتاريخ والحضارة والسياسة؛ يهتم بالعلم، ويتواصل مع المثقفين داخل المملكة وخارجها، ويتابع أطروحاتهم، ويتحاور معهم. وسموه -حفظه الله- يرعى ويتابع المؤسسات والمراكز العلمية والفكرية ك(دارة الملك عبدالعزيز)، وكرسي سموه لتاريخ المدينةالمنورة في الجامعة الإسلامية وغيرهما. وقبل ذلك وبعده الأمير سلمان هو ذلك الإنسان في تواضعه، وكريم أخلاقه، وتعاملاته، وانضباطيته، وعطائه اللامحدود للجميع؛ ولاسيما المساكين والأيتام، وشاهد ذلك دعمه ورعايته للعديد من الجمعيات والمبادرات الخيرية. وأخيرًا قد لا تكفي الكلمات، ولا تتسع المقالات لتسليط شيء من الضوء على جوانب من صفات وخصائص الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ ولكن من المؤكد أنه الرجل المناسب في المكان المناسب؛ فالشكر نرفعه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أعزه الله- على اختياره الموفق لأن يكون الأمير سلمان وليًّا للعهد، والله نسأل أن يعين سموه وأن يوفقه في خدمة دينه ثم وطنه. وندعو الله -عز وجل- أن يديم على وطننا نعمة الإسلام، والأمن والأمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحكومته الرشيدة إنه سميع مجيب الدعاء. *مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة