إن الرزية لا رزية مثلها , لكنها إرادة الله , ولآت حين مناص , فالموت حقيقة وسنة من سنن الكون , ولقد خلقه الله سبحانه وتعالى قبل الحياة ((ولقد خلقنا الموت والحياة لنبلوكم أيكم أحسن عملا)) لم تكد تجف دموعنا على الأمير سلطان , باني الجيش , حتى فوجئنا بفاجعة وفاة سمو الأمير نايف باني الأمن , و عراب الأمن العربي , و أمير الأمن , و قاهر الإرهاب. إنه خبر عز علينا مستمعاً , و أثر في قلوبنا موقعاً , خبر تستاء له المسامع , وترتج منه الأضالع , وخبر يهد الرواسي , كادت له القلوب تطير والنفوس تطيح , خبر يشيب الوليد ويذيب الحديد , إن الأيادي تقصر عن التعزية بهذا الرزء الفادح , كيف لا وهو نايف بن عبد العزيز الابن الثالث والعشرون للملك المؤسس , لقد عمل أميرنا الغالي في كف ملوك بلادنا الأجلاء سعود وفيصل , وخالد , وفهد يرحمهم الله , و كان عضداً أميناً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله . كانت توجيهات سموه بمثابة الترياق والنبراس حتى غدت الأجهزة الأمنية السعودية واحدة من الأجهزة العالمية التي يشار إليها بالبنان , فكان يتابع كل صغيرة وكبيرة , و يهتم بدقائق الأمور , لذلك لم يكن من الصعب عليه أن يحيط بالإرهاب و يقمع فتنتهم على الرغم مما بذلته المنظمات الإرهابية من جهود مدعومة خارجياً , إلا أنه كما سبق و أن ذكر سموه فإن المملكة استطاعت وأد 200 عملية إرهابية في غضون 10 سنوات ما يدلل على حرفية الأمن السعودي الذي قاده سموه , ولا أحد يذكر مناقب سموه دون النظر لموسم الحج والذي يعد دروساً في إدارة الأزمة تدرس في الجامعات العربية والأجنبية . يحق لنا أن نباهي برجل الأمن الأول نايف بن عبد العزيز الذي يباهي به وزراء الداخلية العرب الذي ترأس مجلسهم منذ أكثر من 30 عاما. ومن هذا المقال انتهز الفرصة وبالنيابة عن اخواني واخواتي المبتعثين والمبتعثات ان اقدم احر التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكافة الشعوب العربية والاسلامية ساعين ان يكون كل فرد منا نايف بن عبدالعزيز في بلد ابتعاثه حامين ومحافظين على هذا البلد كل منا في مجاله.