في حشد جنائزي وإعلامي لم يشهد له مثيل ودع الوطن بكل أطيافه أحد سياسيه البارزين وقياديه المحنكين ورجل الخير والفزعات المعروف لدى الصغير والكبير والبعيد والقريب سمو الأمير سلطان يرحمه الله الذي غيبه الموت بعد عمر مديد حافل بالأعمال والمواقف الجليلة في خدمة وطنه وأمته مسخراً من أجل ذلك ما له من المال والجاه والسلطة فجزاه الله خير الجزاء وعوضه بمنزلة رفيعة من الجنة. ولم يخفف علينا ما شعرنا به من بالغ الحزن على فقده إلا ما شاهدناه من مظاهر الوفاء لهذا الرجل العظيم والمتمثلة في تلك الحشود الغفيرة التي اكتظت بها مقبرة العود ولسان حال الجميع يقول: والله ما حطك بالقبر لكن آمنت باللي جعل دفن المسلمين مسنون ومتمثلاً في الاتصالات وبرقيات التعازي لخادم الحرمين الشريفين من ملوك ورؤساء وكبار المسئولين من مختلف دول العالم وإعلان بعض دول مجلس التعاون الحداد والفعاليات الرسمية والشعبية التي شهدتها مناطق المملكة تعبيراً عن مشاعر الأسى على رحيله وعلى ما كان يتحلى به من المواقف والأفعال والخصال الحميدة المشرفة للوطن والموصولة بالاحتياجات الإنسانية لكافة المشمولين بها من داخل الوطن وخارجه. فلله ما أعطى ولله ما أخذ. توخى حمام الموت والي عهدنا فلله ما يجري ولله ما جرى فليتنا يوم واروه بملحده وغيبوه وألقوا فوقه المدرا لم يمرض الله من حكامنا أحداً ولم يمت بعده أنثى ولا ذكرا إن محبة الناس لسلطان وحزنهم على فراقه سبب في هذا الكم الوفير من المراثي لأن الجميع يريد أن يشارك في تعداد مآثر وأفضال هذا الرجل الذي أحبهم وأحسن إليهم والنفوس البشرية مجبولة على محبة من يحسن إليها يقول أبو الفتح البستي: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان ثم إن فقد رجل بحجم ومكانة سلطان ومنزلته رزية حقيقية تهون وتصغر بجانبها الكثير من المصائب والرزايا يقول عنترة بن شداد: لعمرك والرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شهم يضر بموته خلق كثير رحم الله سلطان رحمة واسعة وعوض كافة المتضررين برحيله ومنهم المرضى والأرامل والأيتام والمعسرين والمحكومين وغيرهم من أصحاب الحاجات والكرب التي يفرجها عنهم. وعزاؤنا أن يكون إن شاء الله تعالى يتنعم الآن بما قدمه لنفسه من الأعمال الصالحة وأن يكون ممن يقال لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}، سائلين الله أن يوفق خلفه سمو الأمير نايف ويجعله خير خلف لخير سلف وأن يعينه على حمل هذه المسئولية والأمانة الجسيمة وهو إن شاء الله أهل لذلك وأكثر من ذلك كما ونسأله تعالى أن يحفظ وطننا وشعبنا وقيادتنا من كل مكروه وأن يجزي المتعاطفين معنا في هذا المصاب من سائر الدول والشعوب خيراً. (*) الرس