يعد مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب بمدينة الملك فهد الطبية في الرياض من أكبر المراكز الطبية المتخصصة بأمراض وجراحة القلب ويعد إنشاؤه مرحلة متطورة في إنشاء المراكز المتخصصة بعلاج أمراض القلب ، كما أنه يعد مجالا خصبا لتنفيذ الخطط لتدريب الكوادر السعودية الطبية والفنية وإيجاد عناصر طبية وطنية مؤهلة تدير مثل هذا الصرح بكل اقتدار بإذن الله وتتمحور الأهداف الرئيسة لهذا المركز في تقديم العناية الوقائية والعلاجية والتأهيلية الخاصة بأمراض القلب للمواطنين، ومسيرة الرياضالجديدة» التي بدأها سمو الأمير سلمان ويكملها سمو الأمير سطام أمير منطقة الرياض ساهمت بإيجاد بيئة طبية متخصصة تنافس مثيلاتها عالميا، ودعم القيادة - حفظها الله - لكافة القطاعات جعلها تستحق أن تنافس . ومن خلال هذا الاستطلاع التقت «الرياض» بالدكتور مصطفى بن عادل يوسف، مدير مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب بمدينة الملك فهد الطبية واستشاري علاج قلب بالقسطرة التداخلية ، فتحدث عن الانجازات التي تحققت في هذا المركز : * د. مصطفى متى تم إنشاء مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب؟ - أنشئ مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب بمدينة الملك فهد الطبية عام 1426ه بشأن تهيئة العلاج لمرضى القلب في المملكة وبلغت تكلفة إنشائه وتجهيزه الأولي أكثر من مائة وخمسين مليون ريال، ويهدف المركز إلى تقديم أفضل الخدمات العلاجية والجراحية لمرضى القلب إضافة إلى رفع مستوى صحة القلب والأوعية الدموية والعمل على رفع كفاءة منسوبي المركز عالمياً ومهارياً في جميع المهارات إضافة إلى فحص ومعالجة أمراض القلب المستعصية وإعداد الدراسات والأبحاث الطبية الخاصة في مجالات الحالات المستعصية في القلب للارتقاء بمستوى تقديم الخدمات لأبناء وطننا الحبيب إضافة لمساهمة المركز في العديد من البرامج التوعوية وتقديم الاستشارات الطبية المتخصصة وتقديم الدعم للمنشآت الطبية داخل وخارج مدينة الرياض من خلال زيارة عدد من الاستشاريين المتخصصين في المركز لهذه المنشآت إضافة لقبول المرضى الذين يحتاجون لخدمات علاجية متقدمة في أمراض القلب. وعندما أكمل المركز عامه الأول استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في مكتب سموه عددا من مسئولي وزارة الصحة ، وكنت ضمن الوفد وتشرفت باطلاع سموه على إنجازات المركز وقد أثنى سموه على الجهود المبذولة في المركز والانجازات التي تحققت مؤكدا استمرار دعمه للمركز لخدمة أبناء هذا الوطن. نقبل الجميع * هل تقبلون في المركز أي مواطن يعاني من أمراض القلب؟ - بالطبع فلدينا توجيه واضح بأن نقبل أي مرضى سعوديين من أي مكان في المملكة ومن أي قطاع حكومي أو خاص إذا أتوا بتحويل من طبيب يفيد أنهم بحاجة للعلاج لدينا ونقبلهم دون أي تأخير بإذن الله، وقد بدأنا بإعداد برامج تدريبية خاصة وهي من الأشياء المميزة التي اعتقد أنها جزء أساسي من رسالتنا، فالبرنامج الأول خاص بالأطباء وهو برنامج تدريبي لأطباء القلب بعد تخصصهم في الطب الباطني وهذا البرنامج حصل على موافقة الهيئة السعودية للتخصصات الطبية ليتسنى لنا السماح بالتدريب، ولأن المراكز المماثلة معدودة بالمملكة ونحن بالنسبة لنا يعد ذلك فخرا كبيرا أن المركز في وقت قصير ووقت مبكر أصبح يحظى بالقبول والتقدير من قبل المسئولين للموافقة على بدء التدريب فيه، وهذا البرنامج موجود بمستشفيات أخرى، والبرنامج الثاني هو برنامج تخصص الفنيين السعوديين، لأنه يوجد بالمملكة نقص شديد في فنيي القلب المؤهلين والبرنامج الثالث هو لتدريب التمريض المتخصص في القلب، والنقص أشد في الناحية الفنية والتمريضية. وأود أن أنوه أن المركز يستقبل يوميا أعداداً متفاوتاً من التحويلات للعلاج الطارئ يوميا، وكان في السابق من ضمن الأشياء التي تقلل من خدماتنا بقبول المرضى قلة عدد الأسرة ولكن الحمد لله وبتوجيه من معالي الوزير وسعادة د. عبدا لله العمرو المدير التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية تمت زيادة عدد الأسرة، والآن نستطيع قبول المرضى بشكل أفضل وسوف يزداد عدد الأسرة مستقبلا وكان هذا هو العائق الأساسي سابقا أما الآن فقد ضاعفنا قدراتنا على تقديم الخدمات وباستطاعتنا قبول عدد أكبر من المرضى يوميا. سعودة وحوافز * ألا تعانون من نقص في الكادر التمريضي والفني ، وهل من يتم استقدامهم للعمل مؤهلون أم يحتاجون لتدريب؟ - وظائف المستشفى تتبع للتشغيل الذاتي وليست على الخدمة المدنية ولكنها تتبع نظام التأمينات والرواتب والحوافز مشجعة جدا ومن الأولويات للمدينة الطبية ككل ومن ضمنها مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب توظيف السعوديين والسعوديات في كل التخصصات الطبية والإدارية المرادفة للخدمة فهذا جزء مهم جدا من توجهنا وبالتالي أوجدنا البرامج التدريبية السابق ذكرها لأن الهدف السعودة وهو هدف ضمني لسعودة متميزة ونريد أن يكون زملاؤنا السعوديون من جميع الفئات على أفضل درجة من الأداء والعلم ونحاول أن نسارع في بدء هذه البرامج وفي الواقع فإن البرنامج التابع للتدريب الفني قد بدأ وبرنامج تدريب التمريض وبرنامج تدريب الأطباء قد بدأ في شهر يناير 2007م، وبالتالي نطمح أن نوجد نسبة جيدة من الكادر السعودي ضمن النظام الصحي بعد التخرج من هذه البرامج، كما نطمح أن ندرب أشخاصا سواء كانوا ممرضين أو ممرضات أو فنيين أو فنيات أو أطباء أو طبيبات من منطقة الرياض أو خارجها حتى يعودوا لاماكن أقامتهم ويعملوا بالخبرات التي حصلوا عليها، وبالتالي يرفعون بإذن الله مستوى الخدمات الخاصة بالعلاج القلبي للمواطنين في جميع انحاء المملكة وأرى أن فرص العمل في المركز ستكون مميزة والمردود الأهم هو الخدمة العظيمة للمجتمع. ومن ضمن الأشياء التي قررناها لمحاولة حل مشكلتنا في نقص الكادر الوظيفي أنشأنا البرامج الخاصة بالفنيين ومدتها سنتان ونصف وهي خاصة بالفنيين في كل من تخصصات التروية القلبية والأشعة الصوتية القلبية والقسطرة القلبية وتخطيط القلب، ويسمح للخريج أن يعمل كأخصائي فني أو فني في احد التخصصات التي ذكرت وان يعمل براتب مغر وفرص العمل ستكون مفتوحة أمامه سواء كان في المركز لدينا أو غيره، وسيكون للمميزين من الخريجين والخريجات فرصة الابتعاث إلى الخارج بعد الانتهاء من التدريب والوظائف بالنسبة لهذا الكادر متوفرة وبكثرة، والشيء الثالث هو تدريب التمريض فرأينا أن التمريض بشكل عام في العالم فيه نقص شديد خاصة التمريض المتخصص كتمريض القلب أو عمليات جراحة القلب أو القسطرة والعناية المركزة القلبية فقررنا من ضمن التوجهات والبرامج أن نضع خطة لمحاولة تدريب ومن ثم توظيف السعوديين والسعوديات في مجال التمريض والاستعانة بهم في الأماكن المتخصصة وليس في التمريض العام فقط والبرنامج مدته حوالي سنة ونصف خلالها يكون المتدرب أو المتدربة ضمن برنامج تدريس المحاضرات تدريب عملي وبعد السنة والنصف يتخرج المتدرب بتخصص في تمريض القلبي بعدها يدخل في المرحلة التالية وهي المرحلة العملية، سواء اختار جراحة القلب أو القسطرة أو الأجنحة آو النواحي الأخرى في العناية المركزة القلبية سواء كانت الجراحية أو القلبية الباطنة. تقنيات جديدة * ماهي أحدث وأهم التقنيات التي تم إدخالها بالمركز؟ - لدينا الآن تقنيات مميزة ونحن الأوائل في الشرق الأوسط في بعضها وفي بعضها الأوائل في العالم . ومن أحدث التقنيات التي تم ادخالها بالمركز وهي كالتالي: - تقنية منع حصول الخثرات بالقلب بزرع جهاز خاص بالأذين الأيسر للقلب. - تقنية كي الشريان الكلوي لعلاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم. - الأشعة المغناطيسية لتشخيص العيوب الخلقية للقلب وقصور الدم لعضلة القلب - غرفة القسطرة ذات التوجيه المغناطيسي عن بعد. - غرفة القسطرة والتي تعمل بها جراحة القلب والقسطرة القلبية. - تقنية الدعامات الذائبة للشرايين التاجية. - تقنية فحص الشرايين التاجية بالأشعة تحت الحمراء. - جراحة الأوعية الدموية مع علاج كثير من الحالات عن طريق القسطرة وبوضع الدعامات بالشريان الأبهري في حالات تشقق الشريان أو توسعه الشديد. - زرع أحدث الأجهزة المضاعفة والمنظمة لضربات القلب والتي بها تقنية خاصة لملاحظة فشل عضلة القلب. منافسة عالمية * تحدثتم عن إنجازات كبيرة جدا.. هل لديكم طموح بالمنافسة عالميا ؟ - أولا يجب أن نسدي الثناء والشكر لمعالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة لتقديمه العون والمساندة غير المحدودة لمدينة الملك فهد الطبية وتوجيهه الواضح بإنشاء مركز يعد عالميا في تقديمه للخدمات فكان الهدف من البداية أن ننشىء مركزاً يعتبر عالميا وليس فقط محليا أو على مستوى الشرق الأوسط ولا حتى الخليج ولكن لمنافسة المراكز العالمية بإذن الله، وطموحنا لأن نصل لهذه الدرجة من الكفاءة ومازلنا نعمل جاهدين لان نكون عند حسن ظن المواطنين وولاة الأمر حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو الأمير سلمان رعاه الله، وبإذن الله سوف نحقق مانريد وان نعمل يدا بيد مع المؤسسات الأخرى بداخل المملكة أو خارجها ولكن الأهم داخلها لتحقيق الشمول والتكامل في الخدمات الصحية القلبية، ونطمح أن يكون مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب من أفضل المراكز العالمية المتخصصة ، ونتمنى أن نكون مستقبلا أفضل مما نحن عليه اليوم، كما أننا نعتبر الآن على درجة مماثلة لكثير من المراكز العالمية في أمريكا الشمالية وأوربا ونتمنى بإذن الله ان نفوقهم قريبا ولكن أود أن أقول إننا لم نحقق حتى الآن طموحاتنا في الوصول للخدمات الطبية التي نريد أن نقدمها لمواطنينا ونعمل جاهدين يوميا لتحسين هذه الخدمات. ومؤخرا زار المركز وفد من الكونغرس الأمريكي كان في زيارة لمدينة الملك فهد الطبية ، وشاهدوا أحدث الأجهزة التي يضمها المركز وما توصل إليه في مجال جراحة القلب، واستمع أعضاء الكونغرس إلى شرح مفصل عن ما تحقق من انجازات طبية وعدد العمليات التي أجريت، إضافة إلى خطط المركز المستقبلية وذهلوا لمستوى الخدمات التي رأوها حيث فافت ما رأوه في بعض أفضل المراكز بالولايات المتحدةالأمريكية.