كشف مدير مركز «الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب» في محافظة الأحساء الدكتور عبدالله العبد القادر، عن معالجة مئتي مصاب، بجلطات قلبية حادة، من خلال «مهاجمة الجلطة القلبية، أثناء فترة تكونها»، مشيراً إلى أن البرنامج بدأ العمل به خلال العام الماضي، في شكل تدريجي، لتوفير «خدمات تخصصية عالمية وعالية المستوى». وأشار العبد القادر، إلى أن الإجراء معمول به في معظم المستشفيات العالمية في مثل هذه الحالات، التي وصفها ب «القاتلة». ويقوم على إعطاء «الأدوية المذيبة للجلطة القلبية، والانتظار إلى حين حصول تحسن في الحالة أو عدمه»، لافتاً إلى احتمال حصول «مضاعفات غير قلبية قاتلة، نتيجة استخدام هذا النوع من الأدوية، ومن ضمنها النزيف الدماغي»، مضيفاً أن «المركز تبنى حلاً بديلاً لهذا الإجراء، يتم من خلاله مهاجمة الجلطة القلبية، أثناء فترة تكونها، وذلك بالوصول لها، وانتزاعها من مكانها، وزرع الموسعات التي تمليها حال المريض في حينه، إذ يعتبر هذا الإجراء خطوة لنجاح طبي كبير، يحسب لتقدم العلوم الطبية عالمياً، وتزاوجها مع علوم أخرى خلال العقدين الماضيين». وكشف أن البرنامج حقق «نتائج إيجابية ملموسة خلال الفترة الماضية، إذ استفاد منه 200 شخص، وتم اعتماده في المركز كعلاج روتيني، بمواصفات عالمية، وبخاصة بعد تجاوز البرنامج المرحلة التنظيمية في أول ثلاثة أشهر، منذ إطلاقه». وأبان أن «نسبة نجاح عملية فتح الشرايين المصابة بجلطات حادة باستخدام القسطرة، بلغت 95 في المئة، مقابل 60 في المئة في حال إعطاء المريض الأدوية المذيبة للجلطات كعلاج تقليدي، ما ينعكس في شكل ايجابي في المحافظة على عضلة القلب، وقدرتها على العمل بكفاءة عالية، وبخاصة بعد فتح الشرايين المصابة بجلطات». وأشار إلى دراسة علمية، أجراها أخيراً، المدير الطبي في المركز الدكتور عبدالله غباشي، على مجموعة من الحالات، أبانت أن «نسبة نجاح القسطرة، تقل كلما حضر المريض للعلاج في وقت متأخر». ونصحت الدراسة بضرورة «نقل المريض إلى أقسام الطوارئ في المراكز الطبية المتخصصة لعلاج القلب، عند شعوره بالآم فجائية في موضع الصدر والجهة اليسرى من الجسم كمؤشرات على حدوث جلطة حادة». وأوضح أن برنامج علاج جلطات القلب الحادة، بواسطة القسطرة، يشرف عليه فريق طبي متكامل، يضم أطباءً واستشاريين وجراحي قلب، إضافة إلى طاقم تمريضي متخصص وفنيي القسطرة والتخدير والتروية. وأبان أن المركز استقبل خلال الفترة الماضية «مريضا في أواخر العقد الخامس، أصيب بجلطة قلبية حادة، نتيجة انسداد في الشريان الأمامي للقلب، إذ تم سحب الجلطة القلبية بواسطة القسطرة». يُشار إلى أن مقر المركز تم إنشاؤه قبل ثمان سنوات، ويضم خمسة طوابق، وتبلغ طاقته الاستيعابية 77 سريراً، منها 10 خاصة بالعناية القلبية المركزة للشرايين، ومثلها للعناية المركزة لجراحة القلب. ويحوي المركز خمس عيادات متخصصة في أمراض القلب للكبار، والأطفال، وجراحة القلب والأوعية الدموية، وعيادة كهروفسيولوجية القلب.