الحمد لله الذي قدر الموت والحياة وجعل الموت نهاية كل إنسان كبر مقامه أو صغر قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم (إنك ميت وإنهم ميتون) وقال تعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وقال الشاعر: إن الجديدين في طول اختلافهما لا يذهبان ولكن يذهب الناس ويقول الآخر: اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن الدهر غير مخلد أو ما ترى أن الحوادث جمة وترى المنية للعباد بمرصد وإذا أتتك مصيبة تشجى بها فاذكر مصابك بالنبي محمد فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين إن شاء الله مؤمنين فعندما تلقينا نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الداخلية رحمه الله كان صدمة قوية هزت الأبدان وانهكت الأذهان وجعلت الكثيرين حيارى مذهولين لكن المسلم المؤمن عندما يتذكر حديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها إلا عوضه الله خير منها) فإنه حتماً سوف يقولها وبعدها سيخف عنه ألم المصاب عونا من الله ولطفا وإلا فإن الإحساس باق والمشاعر فائضة. فلله ما أعطى ولله ما جزى وليس لأيام الرزية كالصبر. لئن مات نايف الإنسان نايف الأمن نايف حامي حمى الإسلام نايف قامع الإرهاب بالحكمة والحزم السائر على نهج الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عدل لا يضاهى ودرة تردع البغاة أقول لئن مات بجسده لقد أحيا سنناً وقمع فتنًا وأبقى ذكراً حسناً. فإن تك أفنته المنون فجاءة فإن له ذكراً سيفني اللياليا فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والشهداء والصالحين ولا نحسبه إلا شهيدا والله حسيبه ومتوليه برحمته بإذنه تعالى، ثم لنعد لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام سابق الذكر ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها إلا عوضه الله خيراً منها. فنجد مصداق حديثه صلى الله عليه وسلم- فهو الذي لا ينطق عن الهوى- فلئن قبض الله روح الأمير نايف إلى جواره بإذنه تعالى فلقد عوضنا بفضله وكرمه ثم حسن اختيار إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وفقه الله لكل خير ووقاه من كل شر برجلين كريمين عظيمين لهم الخبرة الطويلة والنظرة الثاقبة هما صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي اختاره خادم الحرمين وعينه ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ومن قبل ذلك وزيراً للدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي عينه خادم الحرمين الشريفين وزيراً للداخلية فالحمد لله على حسن الإختيار وهذا من توفيق الله ورحمته بهذه البلاد وأهلها لئن غاب منا سيد قام سيد قؤول بأقوال الكرام فعول فاللهم أرحم نايف واعن ووفق وسدد سلمان وأحمد واجعلهم كسلفهم حماة للدين ورعاة للسنة ذائدين عنهما حتى يتوفر الأمن والأمان لبلد الحرمين ومهبط الوحي وهم إن شاء الله كذلك ونجزم واثقين بأن قوله تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) ينطبق عليهم ونسأل الله أن يوفقهم للعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوصت به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الخليفة معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه عندما آلت إليه الخلافة (من أرضى الله بسخط الناس رضي عليه وأرضى عليه الناس ومن أسخط الله برضى الناس سخط عليه وأسخط عليه الناس) فاللهم ارض عن قيادتنا وارض عنهم الناس وأجعلهم هداة مهتدين إنك على كل شيء قدير وصلى الله على محمد وآله وصحبه. * محافظ عفيف سابقاً