قال الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن مستشار مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن المسلم المؤمن بالقضاء والقدر المدرك لأحوال هذه الدنيا وتحولاتها لا يملك إلا أن يقف حيث أمره الله راضيًا محتسبًا صابرًا على حلو القضاء ومره، وخيره وشره، متمثلاً أمره في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين)، مرددًا ما جعله الله شعار المؤمنين، (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون)، وكل مصاب يحل بالفرد أو الأمة فهو لحكمة أرادها الله ولا راد لقضائه، ونحن نستشعر عظم الخطب، وهول المصاب بفقد عزيز من أعز الناس على أهل هذا الوطن الغالي، المملكة العربية السعودية، بل على المسلمين والعالم، إنه عظيم من عظماء المسلمين، وقامة من قامات الوطن، من أفنى حياته وعمره خدمة لدينه ووطنه ومليكه. وأضاف إن الأمير نايف - يرحمه الله - مدرسة في التمسك بهذا الدين وحمايته وحماية ثوابته، وأسوة في الحكمة والحزم والحصافة والرأي، والمواطنة الحقة، وحقًا من رام حصر جوانب العطاء في حياة الفقيد وسيرته فسيعجزه البيان، ولذا آثرت أن أركز على أمر يعد مثالاً لما سواه، وهو إسهام ومنجز ينبثق من المسؤولية العظيمة التي تحملها وقادها بحكمة وحنكة حقبة من الزمن قاربت الأربعين عامًا، عاصر خلالها أحداثًا جسامًا، ومتغيرات وتحولات وازن معالجتها والتعاطي معها بحكمة وإنسانية، وكان من أبرز تلكم المعالجات الأمن الفكري الذي قال عنه -يرحمه الله-: «إن الأمن البشري لا يكفي وحده لردع الأشرار بل يجب أن يكون هناك أمن فكري وعلينا توظيف القوى البشرية في الحق لتدحر الباطل..» الأمير نايف مدرسة لهذا المجال الذي أثبت فاعليته وأثره في كل المهددات، وأعظمها: فكر التطرف والإرهاب، وإنه قاهر الإرهاب والإرهابيين، محققا بذلك أعظم منجز خدمة لهذا الدين، وتحقيقًا لتوجيهات مليكنا المفدى، خادم الحرمين الشريفين، فرحمه الله رحمة واسعة، وأوسع مدخله، وبرد مضجعه، وجعل الجنة مأواه، وإنني أغتنمها فرصة لأقدم أحر التعازي إلى والدنا وقائدنا وحامي وحدتنا، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله، وأمد في عمرهما على الطاعة والإيمان-، ويمتد العزاء إلى كل الأسرة المالكة، وعلى الأخص أبناء الفقيد الأمراء، سعود ومحمد ونواف وفهد، وبنات الفقيد، جبر الله مصابهم، وأعظم لهم أجورهم، وأخلف عليهم خيرًا.