ثمة كاريكاتير جميل للمبدع عبد السلام الهليل يصور فيه أحدهم (أظنه أبو دحيم) وهو يسأل عن نتيجة أخته في الاختبار أهي من الناحجات أم لا.. وعندما سأله المسؤول عن اسم أخته.. رد أبو دحيم قائلًا (احترم نفسك) تذكرت هذا الكاريكاتير ونحن نعيش هذه الأيام فترة انتهاء امتحانات الطلبة والطالبات في المدارس والكليات.. والجميع ينتظر.. وبعض النتائج قد أُعلنت.. فسعد الناجحون وفرحوا.. وسيستعد آخرون لدور ثان.. بعد أسابيع قليلة.. وثمة حقيقة عن امتحانات الماضي.. أيام كنا طلبة.. فقد كانت نتائج اختبارات أو أسماء الناجحين الذكور في الدور الأول فقط تُذاع في الراديو.. وهي التوجيهي والكفاءة والسادسة الابتدائية.. فالشهادة الابتدائية.. وحتى الخامسة الابتدائية تعتبر (ديقري) وتؤهل حاملها للدخول لسوق العمل.. ولي أقارب وأقران كُثُر أكثرهم أُحيل للتقاعد هذه الأيام بدأوا حياتهم العملية بعد نجاحهم من السادسة الابتدائية.. وحتى الخامسة ابتدائي (الخامسه والساته) المهم يعرف يفك الخط.. ولا أنسى قريباً لي (كبير في السن) رحمه الله.. عندما سمع اسمي بصوت مذيع الراديو.. من ضمن الناجحين في السادسة ابتدائي.. من مدرسة المأمون الابتدائية.. فابتدرني قائلاً: هاه بتوظف والا بتواصل تعليمك.. واشير عليك تشتغل (كيتب) فأنت بنجاحك من (الساته) صرت تعرف تفك الخط ماشاء الله عليك.. والسائد أيام زمان هو الانخراط في العمل أو الوظيفة الحكومية بعد النجاح من الخامسة.. وبالكثير السادسة ابتدائي.. ومن ذكريات الامتحانات (والتغشيش) انه كان هناك طالب تم فصله من المدرسة (لشقاوته وكثرة غيابه) وكان وفياً لزملائه الذين طُرد من زمالتهم في مدرسة المأمون الابتدائية.. ويكره المدير ويحقد عليه.. بسبب ذلك.. ومن المألوف (قبل الطرد وبعده) أن ترى مراقب المدرسة وحتى وكيلها.. وهو يقوم بمطاردة ذلك الطالب الشقي في مصابيح مدرسة المأمون الطينية.. وأثناء اختبار الدور الأول (خامس ابتدائي) لمادة الجغرافيا وبعد أن عرف الطالب المطرود اسم البلد المسؤول عنها في الاختبار وحدودها.. قام بتسلق الجدار الطيني للمدرسة التي طُرد منها وأخذ يردد بصوت عال (لتغشيش الطلبة الممتحنين) قائلاً: اسم الخريطة التي أتت في الاختبار: ترى جواب الخريطة هو السودان.. ويحدها شمالاً مصر.. وجنوباً الحبشة.. وهكذا.. ويقول الراوي انه لم يسقط في مادة الجغرافيا أحد في الدور الأول لتلك السنة.. فالجميع نجح بسبب (فزعة وتغشيش) زميلهم المطرود.. وأختم سوانح اليوم بطرفة يعرفها الكثير من جيلي.. عن نتيجة إحدى المدارس الأهلية (عنوان سوانح) وإعلان أسماء الطلبة الناجحين في الراديو.. حيث قال المذيع بعد ذكر أسماء عشرات الناجحين.. في مدارس حكومية وأهلية.. قبل أربعة عقود أو تزيد بأن نتيجة مدرسة النجاح الأهلية الابتدائية.. لم ينجح منها أحد.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.