أكد الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا أن نظام الرئيس بشار الأسد "بات في المراحل الأخيرة"، مشيرا إلى أنه فقد السيطرة على دمشق وعدداً من المدن. وقتل في سوريا أمس 36 شخصًا جراء أعمال العنف في مختلف المناطق ما يرفع اعداد الضحايا منذ بدء الاحتجاجات في 15 آذار/مارس 2011 الى اكثر من 14100 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال سيدا "دخلنا مرحلة حساسة، النظام بات في المراحل الاخيرة"، معتبرا ان "المجازر المتكررة والقصف المركز (على الاحياء الآهلة بالسكان) تشير إلى تخبطه". واضاف ان "المعلومات تشير الى انه (النظام) فقد السيطرة على دمشق ومدن اخرى"، لافتا الى "اننا (المجلس) سندعم الجيش السوري الحر بكل الامكانيات". ولفت الى ان "مبادرة عنان ما زالت قائمة لكنها لا تطبق. وسنسعى عن طريق مجلس الامن لادراجها تحت الفصل السابع من اجل الزام النظام تطبيقها وترك كل الاحتمالات مفتوحة". وحض سيدا الاحد من اسطنبول المسؤولين في النظام السوري وفي مؤسسات الدولة الى الانشقاق والانضمام الى المعارضة، . وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده غداة انتخابه رئيسا للمجلس الوطني خلفا لبرهان غليون "ندعو المسؤولين في مختلف الادارات المدنية والعسكرية الى الانشقاق عن النظام والانضمام الى صفوف الشعب لان المواجهة باتت في مرحلة الحسم ولا بد من تحديد المواقف". واضاف "نطمئن الجميع من ابناء شعبنا طوائف ومذاهب وقوميات وخاصة الاخوة في الطائفة العلوية والاخوة المسيحيين بأن سوريا المستقبل ستكون بكل ابنائها ولكل ابنائها رجالا ونساء". واكد ان "سوريا المستقبل ستكون مدنية ديموقراطية تعددية تحترم سائر الخصوصيات وتقر بحقوق الجميع وتلغي السياسات التمييزية وتعوض المتضررين وتولي الاهتمام الكافي للمناطق التي اهملت". واكد الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري انه "لن يكون هناك اي تمييز نتيجة الدين او المذهب او القومية او الجنس او الفكر". وتوجه سيدا بالشكر "الى كل الدول والشعوب التي تساند الشعب السوري خاصة دول الخليج وتركيا والاتحاد الاوروبي، بالاضافة الى جهود الاممالمتحدة والجامعة العربية والمبعوث الدولي والعربي كوفي انان". ودعا المجتمع الدولي الى "الاستمرار في حماية المدنيين ووقف آلة القتل السلطوية بقرار حاسم تحت الفصل السابع" في مجلس الامن. واضاف سيدا "نحن نؤكد هنا كما اكدنا مرارا اننا لسنا دعاة حرب او تدخل اجنبي لكن النظام هو الذي يدفع البلاد نحو هذا الاتجاه وهو الذي يخوض حربا ظالمة على الوطن والشعب"، مضيفا "نحن اعلناها سلمية لكن النظام الوحشي الاستبدادي مصر على خيار الابادة والارض المحروقة وقد اتخذ الشعب السوري قرار المقاومة ومن هذه المقاومة التاريخية سينبثق فجر الحياة الحرة الكريمة". وتوجه المعارض السوري الى القوى الدولية المؤيدة للنظام السوري، فدعا المسؤولين في روسيا والصين الى "التمعن جيدا في خطورة الموقف في سوريا وهي خطورة تصل الى حد تهديد الامن والاستقرار الاقليميين ان لم نقل الدوليين"، داعيا اياهما الى "الانضمام الى الجهد الدولي المؤازر لمطالب الشعب السوري المشروعة". كما دعا سيدا "المسؤولين في ايران الى الاقرار بالواقع القائم على الارض واحترام ارادة السوريين والسوريات والاستعداد لمرحلة جديدة من العلاقات مع سوريا على اساس احترام حقائق التاريخ والجغرافيا". واكد انفتاحه على جميع قوى المعارضة من "احزاب ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وطنية" بهدف تحقيق "اقصى درجات التعاون والتنسيق بما يخدم مصلحة الثورة والشعب". وقتل 36 شخصا في سوريا الاحد هم 24 مدنيا و11 جنديا ومقاتل من المعارضة فيما تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية وقصفت مناطق في محافظة حمص (وسط) والحفة في ريف اللاذقية (غرب) التي يتمركز فيها مئات المقاتلين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة. ففي ريف اللاذقية (غرب)، تعرضت مدينة الحفة، التي برزت الى الواجهة في الايام الاخيرة، وقرى مجاورة وصلت اليها صباح الاحد تعزيزات من القوات النظامية، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي. واوضح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس ان "الجيش يتعرض لاكبر خسائر الان في الحفة لان مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية". ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة التي قتل فيها منذ 5 يونيو نحو 62 جنديا و46 مدنيا ومتمردا، وحيث يستهدف المقاتلون القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم. ولفت عبدالرحمن الى ان الساحل" لم يعد منطقة آمنة" مضيفا ان "البلاد برمتها انخرطت في الحركة الاحتجاجية" التي تشهدها منذ منتصف اذار/مارس 2011. واوضح المرصد ان معارك جرت بين المقاتلين من المعارضة والقوات النظامية السورية على اطراف الحفة ما ادى الى مصرع مقاتل من المعارضة و"سقوط جرحى وقتلى من القوات النظامية" لم يحدد عددهم. وفي ريف حمص، سقط ثلاثة مواطنين في القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة. وقتل ستة اشخاص بينهم ناشط في منطقة القصير. واشار المرصد الى مقتل اشخاص في مدينة الرستن في ظروف لم يتمكن من تحديدها. وفي حمص، تعرض حي الخالدية وحي جورة الشياح واحياء اخرى "لقصف عنيف واطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء". واضاف المرصد ان القصف يترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة. واوضح ان اطلاق نار للقوات النظامية اسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين، كما قتل ثلاثة مواطنين آخرين اثر القصف الذي تعرض له حي الخالدية في مدينة حمص من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي، بحسب المرصد. وفي ريف حلب (شمال)، سقط مواطنان من بلدة حيان اثر تعرض البلدة للقصف من قبل مروحيات القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة منذ ايام. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، قتل مواطن في بلدة كفرومة اثر اطلاق رصاص عشوائي خلال اقتحام البلدة. الى ذلك، افاد المرصد ان آلاف المواطنين شاركوا في تشييع تسعة قتلى في مدينة معرة النعمان قضوا جراء القصف الذي تعرضت له المدينة مساء السبت. واقتحمت القوات السورية بلدة دير العصافير بريف دمشق التي سقط فيها مواطن اثر اطلاق رصاص خلال حملة دهم بحثا عن مطلوبين. كما قتل طفل اثر اصابته باطلاق رصاص في بلدة قطنا في ريف دمشق، بحسب ناشطين في البلدة. ونقل المرصد ايضا ان القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي القابون بدمشق بحثا عن مطلوبين. وفي عتمان في ريف درعا قتل ثلاثة مواطنين اثر اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية للبلدة، حسب المرصد. كما افاد المرصد عن سقوط 11 عنصرا من القوات النظامية على الاقل في اشتباكات بمحافظة درعا (جنوب) وفي استهداف قافلة عسكرية بريف دير الزور (شرق) واشتباكات في محافظة حمص. من ناحية اخرى دعا "الجيش السوري الحر" ابناء الشعب السوري الى الاضراب العام وصولا الى العصيان المدني الشامل، وحث عناصر وضباط الجيش النظامي الذين لم "تتلطخ ايديهم" بدماء شعبهم على الالتحاق بصفوف المقاتلين المعارضين، بحسب بيان صدر اليوم الاحد. وجاءت دعوة "الجيش السوري الحر" الذي يتألف بمعظمه من عدد من منشقين عن الجيش النظامي، في بيان حمل توقيع العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين، الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقائد المجلس العسكري في حمص وريفها. وطلب البيان من ابناء الشعب السوري المشاركة في "التصعيد الثوري السلمي من خلال المشاركة في الاضراب العام ودعمه وتفعيله فهو اولى الخطوات نحو العصيان المدني الشامل".