أكد الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا أن نظام الرئيس بشار الأسد "بات في المراحل الأخيرة"، مشيرا إلى أنه فقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن. وقتل في سوريا أمس 15 شخصا جراء أعمال العنف في مختلف المناطق ما يرفع اعداد الضحايا منذ بدء الاحتجاجات في 15 آذار/مارس 2011 الى اكثر من 14100 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال سيدا "دخلنا مرحلة حساسة، النظام بات في المراحل الاخيرة"، معتبرا ان "المجازر المتكررة والقصف المركز (على الاحياء الآهلة بالسكان) تشير إلى تخبطه". واضاف ان "المعلومات تشير الى انه (النظام) فقد السيطرة على دمشق ومدن اخرى"، لافتا الى "اننا (المجلس) سندعم الجيش السوري الحر بكل الامكانيات". ولفت الى ان "مبادرة عنان ما زالت قائمة لكنها لا تطبق. وسنسعى عن طريق مجلس الامن لادراجها تحت الفصل السابع من اجل الزام النظام تطبيقها وترك كل الاحتمالات مفتوحة". وكان المجلس الوطني السوري، اكبر تحالف للمعارضة السورية، اعلن في بيان في وقت سابق امس انه انتخب الكردي عبد الباسط سيدا رئيسا له خلفا لبرهان غليون، وذلك في اجتماع للمجلس في اسطنبول. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن امس ان 14115 شخصا قتلوا في مختلف انحاء سوريا منذ 15 آذار/مارس 2011، مشيرا الى ان بينهم 9862 مدنيا. واضاف ان عدد المنشقين الذين قتلوا بلغ 783 مقابل 3470 من افراد الجيش النظامي وقوات الامن. واشار عبدالرحمن الى ان "هذا الرقم لا يشمل القتلى من فرق الشبيحة الموالية للنظام والذين يقدر عددهم بالآلاف". ولفت الى ان اكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي عنان في 12 نيسان/ابريل الماضي. من جهته، دعا "الجيش السوري الحر"، في بيان امس، ابناء الشعب السوري المشاركة في "التصعيد الثوري السلمي من خلال المشاركة في الاضراب العام ودعمه وتفعيله فهو اولى الخطوات نحو العصيان المدني الشامل". وشملت الدعوة الى الاضراب العام كذلك "كل العاملين في الدولة في الداخل وفي الخارج" لكي "يعلنوا موقفا شجاعا دون خجل أو تردد". ووجه "الجيش السوري الحر" "النداء الى العسكريين ضباطا وصف ضباط وجنودا الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء اهلهم وابنائهم وبناتهم للالتحاق بصفوف الثورة والانضمام الى صفوف الجيش السوري الحر". ميدانيا، قتل 15 شخصا في سوريا الاحد بينهم جنديان فيما تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية وقصفت مناطق في محافظة حمص (وسط) والحفة في ريف اللاذقية (غرب) التي يتمركز فيها مئات المقاتلين، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة. في ريف اللاذقية (غرب)، تتعرض مدينة الحفة، التي قفزت الى واجهة الاحداث في الايام الاخيرة، وقرى مجاورة التي وصلتها صباح اليوم تعزيزات من القوات النظامية، لها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي. ويستحكم المقاتلون في استهداف القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان "الجيش يتعرض لاكبر خسائر الان في الحفة لان مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية". وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية. ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة، التي قتل فيها منذ 5 حزيران/يونيو نحو 60 جنديا و46 مدنيا ومتمردا. ولفت عبد الرحمن الى ان الساحل لم يعد منطقة امنة" مضيفا ان "البلد برمته انخرط بالحركة الاحتجاجية" التي تهدها البلاد منذ منتصف اذار/مارس 2011. واشارت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على الحركة الاحتجاجية في البلاد، من جهتها، الى تجدد القصف المدفعي على المدينة بقذائف الهاون منذ الصباح. وفي ريف حمص، سقط ثلاثة مواطنين اثر القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة. كما قتل ستة اشخاص بينهم ناشط في منطقة القصير اثر القصف الذي تتعرض له المدينة. وتتعرض احد كتائب الدفاع الجوي التابعة للقوات النظامية المتمركزة قرب قرية الغنطو "لقصف مركز" بعد ان سيطر عليها "مقاتلون من الكتائب الثائرة" وانشق معظم عناصر الكتيبة وانسحب الجميع من الكتيبة قبل بدء القصف. وفي حمص، تتعرض احياء الخالدية وجورة الشياح واحياء اخرى "لقصف عنيف واطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء". واوضح المرصد ان اطلاق نار من قبل القوات النظامية اسفر عن مقتل مواطن في حي الخالدية الذي تقوم القوات بقصفه منذ الجمعة وفي ريف درعا (جنوب)، دارت اشتباكات فجر امس في بلدة الطيبة بين القوات النظامية و"مقاتلين من الكتائف الثائرة" ما اسفر عن مقتل عنصرين على الاقل من القوات النظامية. الى ذلك شارك الاف المواطنين في تشييع 9 من شهداء مدينة معرة النعمان الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) الذين قضوا اثر القصف الذي تعرضت له المدينة مساء السبت. وياتي ذلك غداة مقتل 83 مدنيا بالاضافة الى 28 من قوات النظام في مختلف المناطق السورية في حصيلة جديدة اوردها المرصد لضحايا اعمال العنف التي شهدتها البلاد. سياسيا، اعتبر المجلس الوطني السوري في بيان امس ان مواقف روسيا من الاحتجاجات في سوريا تسيء الى "العلاقة التاريخية" بين الشعبين الروسي والسوري.