نتوجس كثيرا في تقدير أو تحديد حجم الإنفاق السياحي الخارجي, ولكن المؤكد أنه بمليارات الريالات , قد تفوق في تقديري وفق ما اطلعت على حجم المسافرين سواء لدول شقيقة أو في الغرب والشرق وخلال عام , أنها تفوق 30 مليار ريال , حين يتم حساب عدد الأفراد المسافرين ومتوسط الإنفاق اليومي , ولا يعني هنا أننا نحارب أو ضد السفر والسياحة الخارجية , بل أرى أنها مفيدة وجيدة وتضيف للأفراد ثقافة ووعياً واطلاعاً. لا اعرف سر الإصرار على فكرة أن , يظل المواطن « سائحا « في وطنه , ويتم وضع رهان المواطنة والوطن في السفر والسياحة , يجب أن تفكر هيئة السياحة بأن تصبح منافسا في تقديم الخدمات , كما هي بكفاءة القطاع الخاص , الذي يقدم منافسة وعروضا ومميزات لا تنتهي وتتوقف , وهذه تحديات كبيرة ومهمة يجب أن تضعها في حساباتها , يجب أن ينظر للسياحة على أنها «صناعة « و» تجارة « و»احتراف « و»حريات شخصية « لا تملك معها إلا أن تقدم أفضل ما عندك , من الشوارع والنقل والمواصلات والمطار والخدمات , والفنادق , والترفيه, والخدمات ,والبرامج السياحية. السياحة ليست «طقسا باردا , ومطعما , وتنقلا « بل مفهوم « التغيير , والاكتشاف « وتوفر الخدمات هو المحك الأساسي للسياحة , وكسر الروتين اليومي لحياة يومية لسنة كاملة , وهذا هو المهم , ولعل الأهم والأبرز هنا , توفر « الخدمات « فالسياحة صناعة وخدمات يجب أن تتوفر , ونحن بهذا الجانب نحتاج الكثير والكثير من العمل والانجاز والانفاق , وإشراك القطاع الخاص , فالخلل يصبح حين يذهب للخارج ثلاثة ملايين سائح ويبقى نصف مليون محليا , وقد لا يملكون القدرة للسفر , ولا يعني أن ليس لدينا مقومات السياحة , بل لدينا وهي متعددة ومتنوعة ,ولكن المشكلة في توفر الخدمات وبكفاية كاملة أو بنسب عالية, هذا غير موجود , ويكفي معاناة حجز السفر بالصيف لأبها أو جدة , وستجد مؤشرا بسيطا لنمط السياحة محليا , وهذا ما يجعل الكثير يفضل الخارجي على المحلي , ناهيك عن الأسعار التي في الخارج « كبرامج « أفضل مما لدينا بمراحل كبيرة جدا. نحتاج الكثير لتصبح لدينا صناعة سياحة حقيقة , تنافس لا تلغي السفر للخارج وهذا هو المهم.