المتصفح لجريدة "الرياض" يقرأ بين الحين والآخر عن أخبار الترقيات في صفحة (المجتمع) وأيضاً (المحليات) وفرحة المرقين من مدنيين وعسكريين.. ولكن غالباً ماتشمل الترقية أصحاب الرتب والمراتب المتقدمة.. وسيكون مقالي اليوم عن هذا الموضوع والذي أتحدث فيه عن تأخر الترقية عن الموظفين الحكوميين العاملين في القطاعين المدني والعسكري على حدٍ سواء، وهو مقال أجزم أنه همٌ يلامس هموم ومعاناة شريحة كبيرة من الموظفين والموظفات الذين يشتكون كثيراً من هذه المعضلة ( الترقية ) كلٌ في عمله بسبب الواسطة والمحسوبيات.. ويتذمرون من البيروقراطية التي تعتمد على أنظمة (قديمة) لم يتم تطويرها رغم مرور سنوات عديدة على سن تلك الأنظمة التي حرمت موظفي وموظفات الدولة من أبرز حقوقهم الوظيفية وهي ( الترقية ) التي تعد أكبر حافز للموظف الحكومي ليكون أكثر إخلاصاً ومثابرةً وإنتاجيةً في مجال عمله.. وتدفعه لمضاعفة المزيد من الجهد والبذل والعطاء.. لكن مانعيشه ويشهده واقع بعض وزاراتنا وأجهزتنا الحكومية المختلفة يؤكد أن هناك مشكلة كبيرة.. ومعضلة أزلية تتسبب دوماً في تأخر منح الترقية لمستحقيها. فالحقيقة هي أن الموظف الناجح والمتفاني في عمله بكل إخلاص قد (يتعب) كثيراً وهو يبحث عن ترقية من جهة عمله كي تعطيه دافعاً قويا.. وحافزاً معنوياًً ليبرز ويطور من أدائه في الجهة التي يعمل بها.. وعلى النقيض نرى الموظف المتقاعس (يترقى) إلى مراتب أعلى من زملائه المجتهدين.. وهنا تكمن المشكلة.. وتُطرح علامات الاستفهام حول من رفع المتقاعس؟ ومن الذي حرم الموظف المثالي من ترقيةٍ يستحقها؟ والمتأمل في واقعنا الذي نعيشه يرى ويدرك أن المحسوبيات، وتدخل الواسطات هي من أوجد تلك المعضلة بيننا ف (يترقى) من لايستحق.. ويحرم من يستحق الترقية. كما أن هناك مشكلة أخرى تسببت في حرمان كثير من الموظفين للترقية وهي الترقية في منطقة أخرى في الوظائف المدنية تكون بعيدة عن أهله وأسرته ومصالحه الشخصية، كأن يصدر الأمر بترقية موظف من منطقة الجوف ويكون الرقم الشاغر للمرتبة الجديدة المرقى لها في منطقة نجران فيخير بين الترقية أو البقاء في منطقته على مرتبته السابقة.. وهي أكثر مايعاني الموظفون المدنيون منها في الوقت الحالي. ومن الطبيعي أن تأخر الترقية تعد أحد العوامل والأسباب التي تضعف من أداء الموظف وتقلل من عطائه. وما يقال عن الوظائف المدنية من حيث تأخر وغياب الترقية، يقال أيضاً عن العاملين في القطاع العسكري، وخاصةً في رتب الأفراد الذين يمضون سنوات طويلة بمسمى رتبة ( جندي ) دون ترقية تحسن من مستواهم الوظيفي والمعيشي، وتطور من أدائهم في الميدان.. فالترقية حافز كبير لكل موظف عسكرياً كان أو مدنياً. إن ما نأمله أن تتغير البيروقراطية إلى نظام حديث ومتطور يسهل من خلاله منح الترقية إلى كل من يستحقها بعيداً كل البعد عن المحسوبيات والاجتهادات والأنظمة العتيقة التي عفا عليها الزمن وشرب!!