أكد الدكتور عماد مصطفى سفير سورية في واشنطن أن زيارة ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية الأمريكية إلى دمشق هي خطوة صغيرة وإيجابية في الاتجاه الصحيح لتحسين العلاقات السورية الأمريكية وقال في تصريح ل «الرياض» إن زيارة ارميتاج هي مواصلة لما تم إنجازه خلال زيارة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وليم بيرنز التي حصلت منذ شهرين. وحول التناقض بين تصريحات ارميتاج التي أكد فيها أن سورية حققت تقدما فيما يتعلق بالحدود السورية العراقية، في الوقت الذي تشن فيه وسائل الإعلام الأمريكي حملة ضد سورية بهذا الخصوص أكد مصطفى بأن المتابع للساحة السياسية في واشنطن لا يستغرب هذه الحالة أبدا فتناقضات الإدارة الأمريكية فيما يخص سياساتها في الشرق الأوسط أصبحت حديث الناس كلهم، وأشار على أنه منذ فترة قصيرة صرح وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد بأمر يتعلق بانتخابات العراق وفي أقل من ساعة ظهر نائب وزير الخارجية الأمريكية على شاشات التلفزة ليدلي بتصريح يناقض تصريح وزير الدفاع، وأضاف هذا يدل على حالة التضاد والتناقض ليس في التصريحات وحسب بل أيضا في المواقف السياسية ومنطلقاتها تجاه العراق والورطة التي وجدت الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها بها ، ولذلك يجب أن لا نستغرب إذا أدلى ارميتاج بتصريح يعبر فيه عن إيجابية الاجتماع الذي حصل في دمشق أن يقفز بعض المتشددين في واشنطن المستائين من هذا التقدم ليدلوا بتصريحات يحاولوا من خلالها التخفيف من الوقع الإيجابي لتصريحات أرميتاج وليس في ذلك جديد بل هو تكرار لحالة معاشة تجاه أزمة العراق منذ بدايتها حتى اليوم. وعن الهدف الاساسي من زيارة أرميتاج إلى سورية وفيما إذا كان هدفها الضغط على دول الجوار من أجل الانتخابات العراقية أكد مصطفى أن القضية الأولى والرئيسية التي تشغل الإدارة الأمريكية اليوم هي الورطة الأمريكية في العراق، ولذلك من البديهي بأن تكون زيارة ارميتاج إلى دمشق أو أي دولة في العالم تتمحور حول العراق حيث تجد الإدارة الأمريكية نفسها غارقة في المستنقع وتحاول الخروج منه مع حفظ ماء الوجه، ولذلك ليس مستغربا أن يركز ارميتاج على العراق. وفيما إذا كان هناك طلبات أمريكية محددة من سورية بهذا الخصوص أكد سفير سورية في واشنطن أن ارميتاج سأل فيما إذا كنا نؤيد العملية الانتخابية المقبلة في العراق ؟ وقلنا له إن سورية لديها موقف ينطلق من استراتيجيتها وهو الإيمان بأن أي عمل من شأنه أن يعزز ويسرع تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي ويكون لصالح الشعب العراقي فإن سورية معه كونه سينعكس إيجابا على سورية ، واستدرك مصطفى أن القضية ليست بالأسماء فالمسألة ليست في تأييد الانتخابات أو عدم تأييدها.. وأضاف أن سورية لا تتدخل بالشأن الداخلي العراقي، ولكننا نؤمن أنه إذا حدثت انتخابات شاركت فيها جميع الأطراف العراقية دون أن يشعر أحد الأطراف أنه استبعد أو عزل وإذا كانت الانتخابات ستعزز الوحدة الوطنية في العراق فإن ذلك لصالح العراق ومعنى ذلك أنه لصالح سورية والمنطقة بشكل عام. وأوضح بأن بلاده أكدت للأمريكيين بأنها مع الانتخابات في العراق ليس لأنهم طلبوا ذلك بل «لأننا نؤمن أن هذه الانتخابات قد تساعد في تسريع بناء مؤسسات وطنية عراقية وتعبير الشعب العراقي عن رغبته في استعادة سيادته مثله مثل أي دولة ناضجة» خاصة أن الشعب العراقي شعب له تاريخ حضاري عريق وهو ليس بحاجة إلى وصاية الولاياتالمتحدةالأمريكية. ونوه مصطفى بأن سورية قالت للأمريكيين إنها تخشى مما تراه يحدث في العراق وطريقة إدارة الولاياتالمتحدة للأمور هناك مما قد يؤدي إلى زيادة في تعميق الشرخ الوطني بالعراق إلى ما لا يحمد عقباه وأضاف «طلبنا منهم الحذر وعدم زيادة حلقة جديدة في سلسلة أخطائهم» وأكد أن الجانب الأمريكي تقبل هذا الكلام... وفيما إذا تناول ارميتاج في محادثاته في سورية عملية السلام أم اقتصر الحديث عن العراق أكد مصطفى أن أغلب الحديث تناول الانتخابات العراقية لكنه أيضا تطرق لمسألة السلام وأشار «كمواطن سوري أعيش في واشنطن» أرى أن الموقف الرسمي الأمريكي يؤكد بأن إدارة بوش ملتزمة بالسلام العادل والشامل في المنطقة ودفع عملية السلام ولكن كمواطن عادي لا أرى في هذه التصريحات ترجمة حقيقية وفعلية ولا أرى لدى إدارة بوش الرغبة السياسية لتقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي كفاك تماديا وعليك التوقف في بناء جدار الفصل العنصري والتوقف عن تحويل غزة لسجن كبير والتوقف عن سفك الدماء الفلسطينية... وإنما نرى سياسة توسعية استيطانية استعمارية بالمعنى التقليدي لوصف الاستعمار، واضاف كمواطن ارى خطابا سياسيا رسميا مقبولا ولكن كمراقب لا ارى ترجمة فعلية لهذا الخطاب ، ونوه إلى ان سورية كدولة تتعامل مع الولاياتالمتحدة كدولة ولذلك عندما تدلي واشنطن بمثل هذه التصريحات نشجعها و«نقول لها إن هذه هي الأفكار السليمة ونذكرها أن السلام يجب أن يكون شاملا ونفترض حسن النوايا لدى الإدارة الأمريكية». وحول زيارة جون كيري عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي إلى سورية أكد مصطفى أن سورية ترحب بهذه الزيارة، وأضاف «نحن نؤمن في دمشق أن الحوار حتى مع الأطراف التي نختلف معها يعود بالمصلحة للطرفين، فهو يزيد فهم الطرف الآخر لقضايانا ويسمح لنا بالقيام بعرض منطقي وواقعي لقضايانا»..