طالب المجلس الوزاري للجامعة العربية السبت مجلس الامن بتطبيق خطة كوفي عنان عبر اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة، من دون الاشارة الى عمل عسكري، فيما تواصلت العمليات الامنية والاشتباكات مع المنشقين في مناطق سورية ما اسفر عن 38 قتيلا بينهم 15 مدنيا. ونص البيان الختامي للاجتماع على دعوة "مجلس الامن الى تحمل مسؤوليته طبقا لميثاق الاممالمتحدة واتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة عنان في اطار زمني محدد". واشار البيان الى ان اللجوء الى الفصل السابع يكون "بما تضمنه من وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل الاتصالات وقفا جزئيا او كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية".وتحفظ كل من لبنان والعراق والجزائر عن الاشارة الى الفصل السابع. وقف بث القنوات السورية ... والعنف يردي 38 قتيلاً عنان يحذر من حرب أهلية وقطر تطالب بسقف لمهمته كما طلب مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته غير العادية في الدوحة من إدارة القمر الصناعي العربي "عربسات" والشركة المصرية للأقمار الصناعية " نايلسات" اتخاذ ما يلزم لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية. وأكد بيان صدر عن المجلس في ختام اجتماعه ضرورة تمكين لجنة التحقيق الخاصة التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان من أداء مهمتها للكشف عن منفذي مجزرة الحولة والمخططين لها والمتسترين عليها وتقديم المسؤولين عن هذه المجزرة إلى العدالة الجنائية الدولية لاقترافهم مخالفات جسيمة للقانون الدولي الإنساني. عنان والشيخ حمد بن جاسم ونبيل العربي على الطاولة الرئيسة لاجتماع اللجنة الوزارية بالدوحة (رويترز) من جانبه اكد الرئيس المستقيل ل"المجلس الوطني السوري" المعارض برهان غليون امام المجتمعين انه "اصبح من الواضح ان النظام السوري لا يريد اي حل سياسي" مشددا على ان "النظام لن يرحل الا اذا فرض عليه ذلك، وهذا التحدي الذي يواجه هذه اللجنة كما الاممالمتحدة".ورأى ان النظام السوري "خطر على الامن والاستقرار في المشرق كله"، معتبرا ان روسيا "اصبحت جزءا من المشكلة" في سوريا. ميدانيا ارتفعت حصيلة اعمال العنف في سوريا السبت الى 38 قتيلا بينهم 15 مدنيا وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واحصى المرصد مقتل تسعة مدنيين في محافظة حمص ومدنيين اثنين في محافظة ريف دمشق وثلاثة مدنيين في ادلب ومدني واحد في دمشق، لافتا الى ان الاخير يتحدر من درعا في جنوب سوريا. من جهة اخرى قتل جندي منشق في مواجهات في حمص القديمة فيما قتل 22 جنديا من القوات النظامية السورية في مواجهات مع منشقين في محافظتي ادلب والحسكة وكذلك في ريف درعا والغوطة الشرقية في ريف دمشق. من جهته طالب الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري السبت بتحديد سقف زمني لمهمة كوفي عنان في ظل استمرار القتل والعنف من قبل النظام السوري .وقال في الكلمة التي القاها في افتتاح اعمال اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية "لا يمكن القبول باستمرار العنف في سوريا والوضع كما هو عليه ومهمة كوفي عنان مستمرة".وطالب المجتمع الدولي بتحويل نقاط خطة عنان الست للفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة.وأعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن الاسف لكون النظام السوري لم ينفذ حتى الآن أيا من النقاط الست التي تضمنتها خطة المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية.وأعرب الشيخ حمد بن جاسم عن بالغ الحزن لمجزرة الحولة التي سقط فيها العديد من الضحايا الابرياء، وتمنى أن تنتهي محنة سورية" الشقيقة" بأسرع وقت ممكن، وأوضح بأن اجتماع اللجنة الوزارية العربية يستهدف متابعة الوضع المحزن في البلاد.ولم يستبعد الدعوة لعقد قمة عربية حتى يضطلع العالم العربي بمسؤولياته وتتخذ الاجراءات اللازمة بشأن ما يجري في سورية. وحذر المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان من خطر اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا ذات طابع طائفي يمكن أن تتسرب آثارها لدول أخرى. وأوضح عنان في كلمة له أمام اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا أن هناك حرباً أهلية شاملة بدأت تلوح في أفق سوريا ذات طابع طائفي مقلق وأن آثار الأزمة بدأت تتسرب آثارها للبلدان المجاورة. وشدد على أن تطورات الوضع في سوريا لم تعد مقبولة للشعب هناك وللمنطقة وللمجتمع الدولي. وقال إنه سيقدم إيجازا عن الأوضاع في سوريا للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن في 7 يوليو المقبل وسرداً على مهمته والخطوات التي قام بها حتى الآن لضمان تنفيذها من قبل أطراف الأزمة في سوريا مشيراً إلى انتشار 291 مراقبا وأكثر من 90 موظفا تابعين للأمم المتحدة في سوريا يقدمون تقارير موضوعية عما يجرى هناك.وعبر عنان عن أسفه لعدم حدوث وقف لاطلاق النار وللانتهاكات في سوريا وإطلاق عملية انتقالية تحقق تطلعات الشعب السوري. وأشار إلى ازدياد حالات العنف مبيناً أن بعثة الأممالمتحدة تؤدي عملها في سوريا بكل شجاعة ومهنية وتجري اتصالات مع أطراف الأزمة هناك بما في ذلك المعارضة السياسية والمسلحة وتساعد الأطراف في تطبيق تعهداتها بما يعزز من فرص السلام والاستقرار واتاحة انطلاق عملية سياسية. ووصف عنان الوضع في سوريا بالمعقد ويتطلب تصرف أطراف الأزمة بمسؤولية حياله مشيراً إلى أنه طالب الأسد خلال اللقاء الذي جرى بينهما بالتحرك السريع لتطبيق كل النقاط التي وردت في خطته والاقدام على خطوات واضحة لتنفيذها مشدداً على أن وفاء النظام السوري بما جاء في خطته أمر ضروري لاثبات جديته في حل الازمة امام الشعب وامام المجتمع الدولي. وعقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية اجتماعاً مشتركاً في الدوحة امس ضم الشيخ حمد بن جاسم وكوفي عنان. وتم خلال الاجتماع طبقاً لوكالة الأنباء القطرية بحث آخر تطورات الأوضاع الخاصة بالمبعوث الأممي المشترك إلى سوريا.