لجأ العرب إلى حل جديد يقضي إلى "عزل" نظام الأسد بسبب تفاقم الأزمة السورية وتساقط آلاف الضحايا، بعد أن طالب المجلس الوزاري العربي خلال اجتماعه بالدوحة أمس، مجلس الأمن بتطبيق خطة المبعوث المشترك كوفي عنان عبر اللجوء إلى "الفصل السابع" من ميثاق الأممالمتحدة بما يتضمنه من وقف للعلاقات الاقتصادية وقطع للعلاقات الدبلوماسية ووقف لكافة سبل المواصلات والاتصالات. ميدانيا واصلت القوات السورية عملياتها في حمص وريفها، إذ اندلعت اشتباكات بين الجيش ومنشقين في ضواحي دمشق، وشنت هجمات بمروحيات لقصف مواقع للمعارضة في محافظة اللاذقية، فيما أوصى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بتطبيق خطة على مراحل تؤدي في نهاية المطاف لإسقاط نظام بشار الأسد. ------------------------------------------------------------------------ طالب المجلس الوزاري للجامعة العربية أمس مجلس الأمن بتطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي للأزمة السورية كوفي عنان عبر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، دون الإشارة إلى عمل عسكري. ونص البيان الختامي للاجتماع الذي عقد في الدوحة على دعوة "مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته طبقا لميثاق الأممالمتحدة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة المبعوث المشترك في إطار زمني محدد"، مشيرا إلى أن اللجوء إلى الفصل السابع يكون "بما تضمنه من وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل الاتصالات وقفا جزئيا أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية". ومن جهته أكد عنان أن المخاوف من اندلاع حرب طائفية شاملة جراء العنف في سورية تتعاظم يوما بعد يوم، محملا النظام المسؤولية الأولى عن وقف العنف. وحذر عنان أمام اجتماع اللجنة الوزارية من أن الأزمة بلغت "نقطة التحول" مشيرا إلى أن اللاعبين الرئيسيين في المجتمع الدولي متفقون على عدم إمكانية بقاء الوضع الراهن في سورية على حاله. وأشار إلى أن للأزمة السورية "تداعيات إقليمية على شكل توترات وحوادث عبر الحدود، وعمليات خطف لمواطنين وأجانب وتهجير سوريين إلى دول مجاورة". وذكر عنان أنه سيقدم في السابع من يونيو تقريرا للأمم المتحدة ومجلس الأمن حول مهمته في سورية. وأكد أنه يتعين على جميع الأطراف في النزاع السوري "العمل بمسؤولية لوقف العنف" إلا أنه قال إن "المسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد". وقال "إن الوقت آت، هذا إن لم يكن قد آن، من أجل إعادة نظر جدية" في الوضع في سورية. واعتبر أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يقرر "ما الخطوة المقبلة". وأشار إلى أنه التمس لدى محادثيه من اللاعبين الدوليين في الأزمة السورية "توجها واضحا بأنه لا يمكن أن تستمر الأمور على ما هي عليه". كما طالب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بتحديد سقف زمني في ظل استمرار القتل من قبل النظام السوري. وقال في الكلمة التي ألقاها في افتتاح أعمال الاجتماع "لا يمكن القبول باستمرار العنف في سورية والوضع كما هو عليه ومهمة كوفي عنان مستمرة". وتمنى أن تنتهي محنة سورية بأسرع وقت ممكن، وأوضح بأن اجتماع اللجنة الوزارية العربية يستهدف متابعة الوضع المحزن في البلاد. وقال "إننا في الجامعة العربية على أتم الاستعداد للاضطلاع بمسؤولياتنا والبحث عن حلول لكيفية الانتقال السلمي للسلطة في سورية إذا كانت هنالك جدية من قبل النظام هناك". وفي سياق متصل قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إنه طلب من الأممالمتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن التحرك لتأمين حماية الشعب السوري في وجه القمع الدامي. إلى ذلك عقد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل اجتماعاً مشتركاً في الدوحة ضم الشيخ حمد بن جاسم والمبعوث كوفي عنان. وتم خلال الاجتماع طبقاً لوكالة الأنباء القطرية بحث آخر تطورات الأوضاع في سورية.