بدأت ضغوط القوى الثورية في مصر على المرشح المتأهل لجولة الإعادة في انتخابات رئاسة الجمهورية التي تجرى في 16 و17 يونيو المقبل تتزايد من أجل التقليل من فرصة في الفوز بالرئاسة أمام مرشح حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، الذي يمثل أفضل الخيارات السلبية من وجهة نظر هذه القوى. وأحرق متظاهرون الليلة قبل الماضية مقر الحملة الانتخابية لشفيق في حي الدقي بالجيزة، وأوقفت الأجهزة الأمنية المصرية، امس 4 حزبيين بتهمة التورط في الاعتداء. وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية للصحافيين، إن الأجهزة الأمنية أوقفت في محافظة الجيزة صباح الثلاثاء 4 أشخاص بتهمة إحراق مقر شفيق، مشيراً الى أن اثنين من الموقوفين ينتميان الى حزب "العدل" وهما المحامي محمود رمضان والطالب أحمد فتحي علي، وآخرين أعضاء في حزب "الجبهة" هما بهاء عبد العظيم وسلطان فارس. وكان مجهولون قد أضرموا النار بالمقر الرئيسي لحملة شفيق في ميدان "فيني" في حي "الدقي" جنوبالقاهرة ليل الإثنين - الثلاثاء، بالتزامن مع إحراق عدد من المقار الفرعية لحملة المرشح للرئاسة في عدة مدن شمال القاهرة. وقد اندلعت مظاهرات منذ مساء الإثنين، في وسط القاهرة والميادين الرئيسية في محافظات الأسكندرية، والسويس، وبورسعيد، ودمياط، وكفر الشيخ، والغربية، إعتراضاً على وصول الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، والقيادي في جماة الاخوان المسلمين محمد مرسي، إلى جولة الإعادة في الإنتخابات الرئاسية المصرية. من جانبه، أكد عضو بحملة شفيق أنهم اتهموا رسميا عددا من الناشطين السياسيين البارزين وداعية إسلاميا شهيرا "في إشارة الى الدكتور صفوت حجازي"، وبعض الحركات الموجودة في الشارع السياسي والرافضة لشفيق كرئيس للجمهورية بإحراق المقر. وتولت 5 سيارات مصفحة تابعة لقوات الأمن حراسة مقر حملة شفيق بالدقي بعد أن أمرت بإخلائه من جميع الأشخاص. ودان حمدين صباحي المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية إحراق مقر حملة شفيق معتبرا أن ذلك ضد قيم الثورة السلمية وضد قيم وأخلاق المصريين، ويعد خروجا عن التظاهر السلمي. وقال صباحي في مداخلة بأحد البرامج التليفزيونية: "أدرك تماما أن الناس محبطة لأنهم يعون بأنهم مخيرون بين كابوسين يبددان الحلم المصري في العيش بحياة كريمة ضحى من أجلها الشهداء. ونظم أهالي الشهداء أمس "الثلاثاء" وقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالي، للمطالبة بتفعيل قانون العزل السياسي ضد شفيق، مهددين بالتصعيد. كان المرشح الخاسر في انتخابات رئاسة الجمهورية خالد علي قاد مسيرة ضمت آلاف المتظاهرين من الائتلافات الثورية خرجت من ميدان التحرير الليلة قبل الماضية، واخترقت شوارع وسط القاهرة وصولا إلى دار القضاء العالي، ثم عادت إلى ميدان التحرير. وحمل المتظاهرون خالد علي على أكتافهم بشارع طلعت حرب، كما رفعوا لافتات منها "معا لإنقاذ مصر" و"نداء إلى خونة الشهداء" و"لا لشفيق ابن مبارك" و"كلنا ضد الفلول"، ورددوا هتافات منها "يسقط يسقط حكم العسكر" و"عيش حرية عدالة اجتماعية" و"بيع بيع الثورة يا بديع (مرشد الإخوان المسلمين). وشهدت حركة المرور بشوارع وسط القاهرة ارتباكا حادا نتيجة احتشاد آلاف تزايد من المتظاهرين. وفي ميدان التحرير، احتشد المئات من أنصار حمدين صباحي، معلنين رفضهم نتيجة الانتخابات، فيما أعلنت الحملة تقبلها نتيجة الانتخابات وأن صباحي لم يدع للتظاهرات، ويرفض أعمل العنف أو التخريب. ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وباعة جائلين يقيمون بالميدان أثرت على حركة السير إلا أن الميدان عاد لحال الهدوء صباح أمس. من ناحية أخرى أكد إئتلاف القوى الإسلامية دعمه الكامل للدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية. ودعا الإئتلاف فى بيان أصدره أمس القوى الوطنية والثورية إلى دعم الدكتور مرسي، ليكون ذلك خطوة في اتجاه تحقيق العدل والخير للمصريين، وإشاعة الأمن والأمان. وطالب بيان ائتلاف القوى الإسلامية الدكتور محمد مرسي وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمون بالتحلي بروح التوافق الوطني والتسامي فوق كل الخلافات ، ومد جسور التواصل مع كل القوى الإسلامية والوطنية وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية. وطالب بيان ائتلاف القوى الإسلامية المسيحيين بوحدة أهداف ثورة المصريين وبعمق الروابط بينهم وبين المسلمين، وأن التصويت للمرشح الإسلامي لن يسلب أهل الكتاب حقًا مشروعًا لهم أو يصادر حريتهم في الاحتكام إلى شرائع مللهم.