الاختلاف ثقافة حضارية من يجيدها عن قناعة يستحق فعلًا حرية الاختيار... تغريدات التويتر كشفت الكثير من العورات الفكرية ولم تترك قيم البعض في مجالها المستور عليه... غرد ويغرد الكثير وتبقى تلك التغريدات جزءاً من خصوصية تعبير تقدم صاحبها للمتلقي دون ستار او واقٍ ...، قد تكون رد فعل وقد تكون ومضة تعبير عابرة، وقد تكون سقطة فكرية، وقد تكون مجرد حروف مترابطة بخيوط هلامية لا تسمن ولا تغني من جوع... حالة الانفتاح واتساع مساحة حرية الرأي للاسف كشفت ان لدينا انياباً طويلة تزيد حدتها مع مَن يختلف معها تقصي الى حد الانكار، وتقصي الى حد الحرابة والإعدام... ان لم تكن معي فانت ضدي ليست ثقافة ظلامية فقط بل هي إعدام بدون محاكمة لمن لا يملك سلاح الدفاع وسند الاتكاء... جاءت التغريدات وتكاثرت الحروف وتناثرت الآراء، وغابت الكثير من الحقائق، وبات التزوير سهلا والانكار ممكناً ولكن بعيدا عن هؤلاء وهؤلاء لماذا ارتفعت قامة الاقصاء في مجتمع مسلم كنا نعتقد أنه وسطي، كنا نزعم انه وسطي، ولكن الرماح تعلو وتبحث عن رؤوس لقطافها.... التغريد اتساع في فضاءات الحرية لم ينتزعها احد بل جاءت على طبق من رسيفر تبارى الجميع على اعتلائه، تلك الصغيرة المراهقة نقلت حروفها من طاولة المدرسة ودفتر الذكريات الى فضاء المغردين...، وذلك العالم الجليل نقل فكره من زوايا مجالس العلماء واركان المسجد وغرد ولم يقف المفكر خارج الاطار بل شارك في التغريد وتنوعت المشاهد وبقي الاقصاء جزءاً من منظومة العلاقة بين الباحثين عن حرية الحب وحرية التفكير ... الاختلاف يجعل من الليل سكناً ومن النهار معاشاً وتدوم الحياة وتبزع الشمس فيكون النجاح مكافأة للمثابرين وإن اخطأ العبد فللتوبة مجال عند رب العباد... ثقافة الإقصاء سلوك بشري ... يلهم القمر الشعراء فيتخيلون حبيباتهم وتتخيل حبيبها ولم يتوقف القمر لانهم كاذبون...، تنزل الامطار بعد استسقاء فتغرق الطرقات وتتعطل الحياة ولم يتوقف المسلمون عن الدعاء... بهطول المطر فوجه الصحراء يكون اكثر جمالا وإن ضاقت الطرق بقطرات المطر... لان ثقافة الاقصاء سلوك بشري... لا يتفقون ليست مشكلة، ولكن لا نحترم الاختلاف عرض لمرض ضعف لا نريده، هل مازلنا بحاجة التعرض للشمس اكثر ...، تقول الدراسات العلمية: نساؤنا يعانين من هشاشة العظام رغم لسان الشمس المندلع في وجوهنا، فهل يعاني فكرنا من هشاشة رغم وسطية ديننا الذي نبز به كل الاديان... أم أن ثقافة الإقصاء سلوك الضعفاء من البشر...