عندما ينشغل الوسط الثقافي والدعوي بالتعليق على تغريدة , تعد في مقياس الثقافة " وجهة نظر " ورأياً يحتمل الصحة والخطأ , ويصل الأمر إلى القضاء , والبعض شكك في ولاء البعض, والبعض نزع الثقافة من البعض , وطرف يحامي , وآخر يقاضي , فهذا مؤشر خطير يكشف لنا النفس القصير في تقبل الرأي الآخر, والخلل الحاصل في فهمنا لمعنى الاختلاف في الرأي . الخطأ وقع من الجانبين وأعني المبالغين منهم , سواء المؤيدين لتغريدة الشيحي أو المعارضين لها , لأن كلا الطرفين مارسوا نوعاً من الإقصاء والعامل المشترك هو الفرط والمبالغة في التأييد والمعارضة . حق مشروع للشيحي أن يعبر عن رأيه سواء أخطأ أو أصاب هذا شأن آخر , ويتم التعامل مع الخطأ بالحوار المصحوب بالاحترام , شخصياً لا أتفق مع الشيحي فيما كتب ولا حتى معا ما بدر منه في حوار مع المعارضين لتغريدته,لأنه بالغ في ردة فعله ومارس الإقصاء بأبشع صوره عندما سلب صفة الثقافة والتنوير من الجميع , وفي المقابل لا أتفق بالمرة مع كل من هاجمه وطلب محاسبته وسلب منه صفة المثقف , وكأن معايير الثقافة بيد الأفراد متى شاءوا نزعوها ممن يخالفهم ولا يتفق معهم , هذه التغريدة وما صاحبها يكشف لنا عن عمق الخلل الحاصل في تقبل الرأي الآخر بخطيئته واختلافه , ليس ضرورياً أن تكون كل تغريدات وآراء الشيحي وغيره صحيحة ونزيهة حتى لا نختلف معها ونقصيها ونرفضها بل ونقاضيها , هذا ينافي الثقافة ولا يتفق مع مبادئ الحوار واحترام حرية الكلمة . حقيقة صدمت من تعليق الدكتور عبد الله الغذامي لتأييده تحويل القضية إلى القضاء ! هذا إن صحت تسميتها قضية , لا يفترض أن يصعد الحوار والاختلاف إلى ساحة القضاء وإلا أصبحت كل تغريداتنا وآرائنا خطايا وتنتشر القضايا , وفي الجهة الأخرى من المؤيدين من عرض خدمة المحاماة مثل الواعظ البريك وهذا يوسع الفجوة ويعمق الاختلاف , كذلك تعليق الواعظ محمد العريفي غير موفق لأنه يباعد بين وجهات النظر ويخلق العدائية بين المثقفين . خلاصة القول لا زلنا نفتقد لثقافة الحوار وتقبل الآراء بجميع مواقفها . البلاد