الزمن الذي يمضي ويعيده رجاله إلى حاضره ، وربما مستقبله هي حالة استثناء، ليس لأن المشهد، والذكريات، والمقتنيات، والصور هي مادته، ولكن لأن في الذات «قصة عشق» للماضي بكل تفاصيله، وملامحه..لا تريد أن تنفك عنه، أو تتخلى عن حضوره، وموعد زمانه..هي باختصار «ذات ولهانة» تجمع الماضي في سلة الحاضر لنرى الفارق بين زمنين أحلاهما من ضحى، وبذل، وفكّر، وأبدع ليقربنا معه إلى عشقه، ومعشوقته..وفي النهاية نقتنع أنه جميل بفعله، وإنجازه، ومبادرته. العميد متقاعد محمد بن ناصر الجمعان..أمضى سنوات وهو مغرم بجمع التراث، والمحافظة عليه، والاهتمام بمقتنياته، وتحمّل الكثير من جهده، وماله، وصحته؛ ليحقق حلمه..ونجح، ليس بشهادته، أو تزكية ذاته، وإنما بإنصاف من كانوا حاضرين في يوم عرسه الكبير، وهو يلمح الوجوه مبتسمة، والأنفاس تتنهد على ذكريات الماضي، والأقدام متثاقلة لا تريد أن تغادر المكان، أو حتى تتجاوز الماضي إلى سور الحاضر في الخارج.. وهو مع كل ذلك يوثّق إحساسهم، ويشعر أنه قريب من قلب كل واحدٍ منهم؛ لأنه عاشق وولهان. متحف (نفحات الماضي) بمحافظة الحريق -جنوبالرياض- لصاحبه الجمعان هو ملتقى الماضي بأصالته، وعراقة جذوره، وتاريخه، ومتنفس جيل الحاضر بكل مظاهر تمدنه، وتطوره، وانفتاحه، والفاصل بينهما ذكريات يفترض أن تعود؛ لنتذكر الفارق، ونشعر كيف كنّا وأين نحن الآن..هذه باختصار الرسالة التي لم تُكتب، ولكن «الرجل العاشق» ذهب أبعد من ذلك..هو يريد أن يقدّم لجيل اليوم ماضي أجدادهم، ومقتنياتهم، وتاريخهم ليحمدوا الله على فضله، ويستشعروا مسؤولياتهم في الحفاظ على هذا الوطن الشامخ أمناً وأماناً وتنمية، والولاء لقيادته الرشيدة حباً وتضحية. يذكر أن محافظ الحريق الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن المعمر قد دشن يوم الأحد الماضي متحف (نفحات الماضي)، بحضور عدد من مدراء ورؤساء الدوائر الحكومية في المحافظة والمراكز التابعة لها، حيث شرف الحفل كل من رئيس مركز نعام الأستاذ عبدالله بن سعود الهلال، ورئيس بلدية الحريق المهندس سليمان بن عبدالله العايد، ومدير شرطة محافظة الحريق العقيد اورنس بن فيصل العتيبي، ومدير الدفاع المدني المقدم عبدالرحمن بن محمد الخريف، والأستاذ عبدالعزيز بن ناصر الهضيبي رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بمحافظة الحريق، وعدد كبير من الوجهاء ومسؤولي وسائل الإعلام، والمهتمين بالتراث. حضور كبير خلال الافتتاح يتابع الوثائق والصحف القديمة المتحف حاز على رضا وإعجاب الزوار جانب من مقتنيات أثرية متعددة في المتحف