سمعنا وقرأنا فشل عقد الجمعيات العمومية لعدد من الأندية الأدبية لعدم اكتمال النصاب، وصاحب ذلك عدد من الاستقالات من مجالس الأندية، كما لاحظنا في نادي مكة الثقافي، وهنا أتساءل أين تكمن المشكلة؟ هل هي في لائحة الأندية الأدبية، أم الأعضاء، أم آلية الانتخابات، وحقيقة كنت مبتهجا مع بداية مرحلة الانتخابات وقد كتبت عن هذه الانتخابات في هذه الزاوية، مستعرضاً أهمية الجمعية العمومية للنادي. ما الذي حدث.. تمت الانتخابات وتغير أغلب أعضاء الأندية وشاركت المرأة في عضوية مجلس الإدارة، وكل هذا جيد، ولكن لماذا قاطع أعضاء الجمعية العمومية فيما بعد الاجتماع وربما النادي، اسمحوا لي أن أطرح رأيي بصراحة عن الأسباب، وهو رأي خاص، كثير من الذين شاركوا في بداية الانتخابات شاركوا من قبيل الفزعة لترشيح شخص ما لعضوية النادي، ربما توافرت بهؤلاء الشروط، ولكن الشرط الأهم وهو العلاقة بالنادي غير متوفرة، فهم شاركوا لسواد عين أديب أو أديبة ما ليصبح عضو مجلس إدارة، وقد انتهت مهمتهم. كان من المفترض أن العضوية بدأ توزيعها منذ مرحلة التغيير التي حدثت منذ سنوات في الأندية الأدبية في عهد معالي الأستاذ إياد مدني والدكتور عبد العزيز السبيل، في تلك الفترة كان هنالك حماس من أغلب الأدباء للتغيير، بعد سنوات من الركود شهدتها الأندية الأدبية، وقد رأينا ما صاحب ذلك من فعاليات مختلفة وحركة نشر جيدة، ولكن بقيت العضوية مغفلة تماماً، حتى جاءت فكرة الانتخابات القديمة المتجددة، وكانت الدعوة لعقد الجمعيات العمومية، وشاهدنا ما حدث فيها، من طعن، وجدل، واستقرت أغلب الأندية بعد الانتخابات، بينما بقيت أندية أخرى معلقة، وها هي المشكلة تعود مع طلب عقد الجمعيات العمومية. الآن لا بد من مرحلة تصحيحية للعضوية في الأندية الأدبية، بحيث يلزم كل ناد أدبي برصد الأدباء كلٌّ وفق منطقته، ومن ثم مخاطبتهم بشأن العضوية، وهي ليست إلزامية، ومن يرغب يضاف اسمه بعد تسديد الرسوم الرمزية وفق أنظمة النادي، ليحصل فيما بعد على إصدارات النادي ، ويكون ضمن الجمعية العمومية. أنا أعتقد أن كثيراً ممن شارك في الجمعية العمومية فترة الانتخابات لا يعي مطلقاً ماذا يعني أن يكون في الجمعية العمومية، إنها أشبه بالمساهمة، فهنالك فوائد وأرباح، وهنالك دعم، قد تكون الفوائد هذه معنوية، ولكن يجب أن يكون النادي داعماً لأعضائه، بتزويدهم بكل ما يصدر في النادي من إصدارات ودوريات، ويزودهم أيضاً بما يرغبون به من إصدارات الأندية الأخرى، وفق اتفاقيات بين الأندية، ومن الدعم أيضاً الاحتفاء بإصدارات أعضاء الجمعية العمومية، من حفلات توقيع، ومناقشة الإصدار، والمساهمة في توزيعه على النقاد أو توزيعه على بقية الأندية الأخرى، وأنا أتكلم هنا عن الإصدارات لأعضاء الجمعية العمومية التي تصدر خارج إطار النادي. إذن يجب أن نغير فكرة أن الجمعية العمومية تعقد لاختيار أعضاء لمجلس الإدارة، ومن لم يحالفه الحظ ، يغادر مقر النادي حتى تأتي الانتخابات، وهكذا، النادي الأدبي ليس لمجلس الإدارة المنتخب فقط، بل للجميع، ومجلس الإدارة هو المسؤول عن العملية الإدارية والمالية، والمخول له بإدارة الأنشطة. أتمنى في الأيام المقبلة أن يكون النادي الأدبي، ناديا حقيقيا يجمع كل الأدباء، في كل وقت.