تطرقنا في العيادة السابقة الى مسببات سرطان المثانة ومدى انتشارة وفي هذا العدد نستكمل الحديث عن اعراضه وطرق علاجه وقانا الله وإياكم منه. أعراض الإصابة بسرطان المثانة: قد لا يسبب سرطان المثانة في مراحله المبكرة أية أعراض، بينما يلاحظ معظم المرضى وجود دم في البول ويكون هو السبب الرئيسي لطلب المشورة الطبية. وعند الإصابة بسرطان المثانة البولية قد يشتكي المريض من الآتي: 1 - خروج دم مع البول وغالبا من دون ألم وقد تكون هذه هي الشكوى الرئيسية للشخص، وقد يظهر البول بلون أحمر فاتح أو داكن كمشروب الكولا وقد يظهر فقط لدى فحص البول بالميكروسكوب ولايرى بالعين المجردة (البول الدموي المجهري). 2- حرقان في البول مع سرعة وعدم تحكم في البول أو ألم في منطقة ما فوق العانة. وفي الحالات المتقدمة قد يكون الألم في اسفل الظهر او البطن مصحوبة بتقلصات في الحالب. 3- زيادة عدد مرات التبول. 4- ضعف في قوة خروج البول مع حرقان شديد. 5- الإحساس المتكرر بالحاجة إلى التبول وعدم القدرة على ذلك. 6- ورم ملموس في اسفل الحوض وهذه تعتبر مرحلة اكثر تقدما. 7- ألم في الخاصرة لانسداد الكلية في ذلك الجانب بالورم وهذه تعتبر مرحلة متقدمة بعض الشيء. 8- أعراض عامة مصاحبة لمعظم الاورام مثل فقر الدم والتعب السريع ونقص الوزن وارتفاع الحرارة وآلام عامة في منطقة الحوض، وهذه العوارض تظهر بعد انتشار الورم من مكانه الى أنحاء أخرى من الجسم. التشخيص: يعتمد التشخيص على ركنين أساسيين هما: 1- التاريخ المرضى والحالة الاكلينيكية للمريض. 2- الفحوصات التشخيصية المناسبة: ومنها 1. فحص البول : يتم هذا الفحص لمعرفة إذا كان هناك دم في البول وإذا كان سبب الدم هو وجود سرطان، كما يوجد فحص آخر للبول تحت الميكرسكوب للبحث عن وجود الخلايا السرطانية به. 2. عمل الفحوصات الاشعاعية المناسبة ومنها أشعة الموجات فوق الصوتية للجهاز البولي او الاشعة الملونة او الاكثر دقة عن طريق الاشعة المقطعية: وهي قد تظهر وجود جسم نامٍ بالمثانة، كما انها تحدد درجة ومدى انتشار المرض. 3. عمل منظار للمثانة: عن طريق مجرى البول يتم عمل منظار للمريض تحت التخدير الموضعي وذلك حتى يتمكن الطبيب من رؤية المثانة وأي أورام بها كما يمكن أخذ عينة من أي ورم بها لتأكيد التشخيص النسيجي. 4. اخذ عينة للورم ودراستها تحت المجهر وهذا يتم تحت التخدير النصفي او الكامل ويعتبر من اهم خطوات تشخيص المرض وتحديد طريقة العلاج المناسبة له، كما يتم عن طريقها تصنيف الورم الى سطحي او عميق. 5. فحوصات اخرى مثل اشعة الرنين المغناطيسي او اشعة العظام النووية ويتم تحديد الحاجة لها بناء على حالة المريض. طرق العلاج: ويتم تحديدها بعد تشخيص المرض ودرجته بناء على الفحوصات المذكورة سابقا. ويتضمن العلاج اجمالا الجراحة، العلاج الكميائي والاشعاعي، العلاج المناعي وفي بعض الأحيان يكون مزيجا من طريقتين مختلفتين في العلاج مثل العلاج الكميائي والإشعاعي معا. أولا العلاج الجراحى: حيث يتم استئصال الورم سواء بالمنظار إذا كان مبكرا أو باستئصال جزئي أو كلي للمثانة إذا كان متأخرا. وإذا كان السرطان قد انتشر إلى الطبقة العضلية للمثانة، فقد يحتاج الأمر إلى استئصال المثانة (وأية أعضاء أخرى قد وصل إليها الورم)، ففي الرجال يتم استئصال الحويصلتين المنويتين والعقد الليمفاوية الحوضية والبروستات أيضا ويتم تحويل اخراج البول عن طريق الحالبين في الغالب الى توصيلة من الامعاء الى كيس خارج البطن او في حالات معينة يتم تشكيل مثانة بولية من الامعاء تزرع مكان المثانة المستأصلة. وتحمل مثل هذه الجراحات نسبة من المضاعفات غير البسيطة ومعظم الرجال تقريبا يصابون بالعجز الجنسي بعد هذه الجراحة. وفي النساء يتم استئصال الرحم والمبيضين والإحليل وجزء من جدار المهبل، بالإضافة إلى المثانة. ثانيا العلاج المناعي: يستخدم لقاح الدرن (BCG) الذي يتكون عادة من عصيات درن ضعيفة لغسيل المثانة عن طريق قسطرة بولية في الاحليل. هذا العلاج الذى يثير تفاعلا التهابيا يقوي دفاعات أنسجة المثانة ضد الخلايا السرطانية، ويوفر بالتالي علاجا جيدا لسرطان المثانة وضمان ضد مخاطر عودة الإصابة بعد علاج الحالة بالطرق الجراحية والكيمياوية. ويمكن من خلال الاستخدام المتواصل للقاح الدرن معالجة حالات سرطان المثانة التي تصيب الطبقات الخارجية فقط (السطحي) كما يمكن لاستخدامه على مدى طويل ان يوقف تقدم المرض الى الطبقات الاخرى من المثانة. ثالثا العلاج الكيماوي: ويتم فيه إعطاء المريض أدوية ضد الورم سواء بالفم أو عن طريق الحقن وعادة مايستخدم فى حالة انتشار السرطان خارج المثانة، كما يستخدم مؤخرا مع العلاج الاشعاعي لعلاج الحالات المتقدمة لكن المحصورة في المثانة دون الجوء لاستئصال المثانة الكامل. رابعا العلاج الإشعاعي: وفيها يتم اعطاء جرعات من الاشعاع المركز على منطقة الحوض لعلاج سرطان المثانة المحصور فيها دون الحاجة لاستئصالها الكامل، كما ان الأشعة قد تستخدم بعد الجراحة لتدمير أى خلايا سرطانية متبقية، كما قد يستخدم العلاج الإشعاعي إيضا لعلاج بعض العلامات المتطورة للسرطان. المتابعة: نظرا لاستمرار العوامل المهيئة لوجود المرض والاحتمالية العالية لعودة سرطان المثانة بعد علاجه الاولي فان عملية المتابعة مهمة جدا للاكتشاف المبكر لعودته وتتم بواسطة عمل منظار المثانة الدوري وفحص الخلايا السرطانية فى البول وتتم كل 3 شهور فى العام الاول بعد الجراحة ثم كل 6 شهور فى العام الثانى ثم سنويا بعد ذلك. الوقاية من اورام المثانة: 1- الابتعاد عن التدخين. 2- علاج التهابات المسالك البولية وعدم إهمالها. 3- أخذ الحيطة من التجمعات المائية الراكدة واماكن تواجد البلهارسيا. 4- أخذ الحيطة عند التعرض للأصباغ والوان الطباعة. 5- تناول السوائل : حيث يعتبر تناول كميات كبيرة من السوائل لدى مرضى سرطان المثانة نمطا من أنواع العلاج عن طريق زيادة الادرار البولي منقصاً بذلك فترة التماس بين العوامل المسرطنة والبطانة البولية، كما أنها تقلّل من تركيز العوامل المسرطنة في البول. ويعتبر الماء من أكثر أنواع السوائل المتناولة ارتباطا مع انخفاض نسبة خطورة سرطان المثانة. 6- الشاي الأخضر: حدوث سرطان المثانة أقل بكثير لدى الشعوب التي تتناول الشاي وخاصة في قارة آسيا مقارنة بأمريكا وأوروبا، ولوحظ أن هناك علاقة عكسية بين تناول الشاي الأخضر وحدوث سرطان المثانة. 7- الفيتامين (ج) C: وهو عامل مضاد للأكسدة وللجذور الحرّة التي تغير الخلايا السليمة ويلعب فيتامين C دوراً واقياً في منع تطور سرطان المثانة. 8- تناول الخضروات والفواكه حيث انها تحوي مضادات الأكسدة، وقد أظهرت دراسة نشرها مركز آندرسون للسرطان التابع لجامعة تكساس أن الذين يملكون استعداداً للتلف الوراثي والذين يكثرون من استهلاك الخضار والفواكه الغنية بحامض الفوليك هم أقل عرضة للإصابة بسرطان المثانة بمعدل ثلاث مرات مقارنة مع نظرائهم الذين لا يحصلون على كفايتهم من هذا الفيتامين، والمعروف عن الأخير أنه يشارك في صنع المادة الوراثية وفي ترميمها وإصلاحها في حال تعرضها للخلل. يتم فحص البول المجهري لتحديد وجود خلايا سرطانية