تشهد العاصمة الرياض هذا العام إقامة أول مهرجان سياحي لهذا الصيف والذي انطلقت فعالياته منذ نهاية الأسبوع الماضي وظل الجميع يترقب بدء هذا المهرجان الذي تركز على شريجة معينة من المجتمع دون أن يتم مراعاة الشريحة المتبقية وهم الأهم (الشباب) حيث تم تنظيم فعاليات عديدة وأنشطة للعائلة والنساء من خلال الأسواق التجارية والمنتجعات ومدن الترفيه. الشباب لم يكن لهم نصيب من هذه الفعاليات لكي تمكنوا من قضاء هذه الإجازة الصيفية بعد جهد عام دراسي أو عملي. «الرياض» وخلال هذه الجولة التي قامت بها استطلاعاً مع عدد من الشباب لتعرف عن قرب على ما ينقصهم وأين يقضون أوقات الفراغ التي بدأت تشكل هاجساً مقلقاً لهم وخلال التنقل من عدة أماكن خلال النهار لم نلاحظ الشباب وإنما فقط العوائل التي تنتقل بين الأماكن التي تشهد فعاليات عديدة. لم يكن لهم أوقات الخروج إلا في المساء فالشباب لم يعد لهم متنفس يطفئون به حرارة الصيف إلا المقاهي المنتشرة في عدة أماكن حيث تبدأ في استقبالهم من بعد صلاة المغرب وجميع الأماكن تكاد تكون قد تم حجزها من مرتاديها وهم الشباب حيث تستمر جلسات السمر حتى منتصف الليل أو بالأصح حتى يغلق المقهى أبوابه ويخرج زبائنه. في البداية يتحدث الشاب أحمد بن سالم وهو موظف عندما سألنا عن معرفته بمهرجان الرياض السياحي قال للأسف انني ومجموعة من الأصدقاء كنا نتابع أخباره وما سيتم تقديمه من فعاليات علنا أن يكون لنا نصيب من خلالها إلا أنها كانت قاصرة على العوائل فقط دون مراعاة لنا وذلك من خلال الاستفادة من الأندية الرياضية حيث يوجد بالعاصمة أربعة أندية لماذا لم يتم استغلالها من خلال إما إقامة مسابقة دوري كرة قدم أو مرافق أخرى من مسابح وصالات الألعاب عبر رسوم محددة مضيفاً انه كما تشاهد لا يوجد لنا أي أماكن نذهب إليها بل البعض يضطر آسفاً للذهاب للمقاهي بالرغم من أنه ليس مدخناً أو مشيشاً بل إنها أصبحت أماكن للالتقاء والجلوس. ويتساءل أحمد عن الأسباب التي دعت رجال الأعمال لتجاهل الشباب بعدم إقامة مجمعات لهم. أما الشاب عبدالله بن فوزان الذي قال انني أتفق مع ما ذكره أحمد إلا أنه هناك عدة اقتراحات خلال مهرجان عيد الفطر الماضي حيث هناك نقلة في الفعاليات وهي تعتبر ايجابية نوعاً ما وهي اننا شاهدنا عدة عروض مسرحية كانت تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً لو تم اقامتها من ضمن فعاليات هذا العام لكانت متنفساً جيداً لنا نحن الشباب اضافة إلى انه لم يتم اقامة فعاليات في عروض ومسابقات استاد الأمير فيصل بن فهد الذي كان من المفترض أن يكون هناك برنامج شيق للشباب خصوصاً وأنه يضم مرافق عديدة لم يتم استغلالها. ويضيف أحد المواطنين الذي قال إن المهرجان سمعنا أنه جيد لكنه ركز فقط على التسوق والترفيه دون أن يكون هناك اقامة فعاليات توعوية إما لقاءات أو أمسيات شعرية للشباب مثل ما نشاهده في العديد من المناطق خلال مهرجاناتها السياحية بالرغم من أنه يتوفر لدينا العديد من الأماكن والمعالم التي لم تستغل ويفعل دورها مثل ما يتم في العديد من الدول العالمية ومنها المتاحف والآثار الموجودة لدينا فلو كان هناك تنظيم زيارات والاطلاع على ما يوجد من خلال رسوم مالية يسبق ذلك الإعلان عنها حتى يخرج المهرجان من الإطار التقليدي إضافة إلى استغلال مقر مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة بإقامة العديد من الفعاليات الذي حقق العديد من النجاحات خلال المهرجانات وذلك بالحضور الكبير من المواطنين لما يتمتع المكان من أنه منغلق وأشبه ما يكون بالقرية. أحد الشباب قال: كنا نتمنى أن يكون هناك استغلال أمثل لمنطقة الثمامة التي تعد جاذبة للشباب الذين يمارسون هواية التطعيس فيها والتي نأمل ان يكون هناك فعاليات مسائية نظراً لارتفاع درجة الحرارة بالنهار تشرف عليها الهيئة العليا للسياحة واللجنة المشرفة على فعاليات المهرجان مثل ما تم في عدة مناطق بالمملكة. الشباب في العاصمة يقضون صيفهم الملتهب بدرجة الحرارة التي تتجاوز 45 درجة مئوية بخطوات متثاقلة ما بين المقاهي التي تشهد هذه الأيام ازدحاماً شديداً مع بداية الصيف. المتنفس الثاني وهو مقاهي الكوفي شوب المنتشرة على شارع التحلية شمال الرياض والتي تختلف عن سابقتها فالازدحام والتواجد لا يبدأ إلا في الساعات المتأخرة من الليل العاشرة مساء وفوق حيث يعد أبرز مكان للشباب إما للجلوس أو مشاهدة المباريات عبر شاشات التلفزيون هذه الأماكن هي التي خصصت للشباب التي وصفها بأنها لا تفي بمتطلباتهم وانهم كانوا يأملون بأماكن أفضل وفعاليات أخرى تكون هادفة للشباب في هذه الاجازة. وذكر أحد المشرفين على أحد المقاهي ان اعداد المرتادين له خلال الاجازات ترتفع وبشكل كبير حيث نستقبل يومياً 3500 شاب وحضورهم غالباً ما يبدؤون بالحضور الساعة التاسعة مساء ونظراً للتعليمات الموجهة لنا بالاغلاق خلال نهاية الأسبوع الساعة 2 صباحاً وبقية الأيام 1 صباحاً وسط مطالبات من الشباب بأن تكون حتى الصباح. ويضيف إننا نأمل أن يسمح لنا بالافتتاح طوال اليوم لأن هناك من يجد أوقات فراغ خلال النهار وليس شرطاً أن يكون مقتصراً على الليل إذا علمنا أن هذه الأماكن هي الخاصة للشباب مشيراً إلى انه في الاجازة يكون المقهى قد تم حجزه بالكامل. وأصعب ما يواجهنا هو عمليات اخراج الشباب خلال نهاية العمل الذين يطالبوننا بالاستمرار. ويؤكد أن المقاهي بدأت تأخذ مساراً آخر وهو اضافة فعاليات أخرى إما مطاعم فاخرة وتأجير جلسات لإقامة اجتماعات أو السماح لمن لا يشيشون وذلك حيث ان الكثير من الشباب للعب في عدة ألعاب لهم أو متابعة القنوات الفضائية. ٭ مشاهدات: ٭٭ أبدى العديد من الشباب أسفه الكبير على ما وصفوه بالتجاهل لعدم تأمين أماكن لهم لقضاء الصيف. ٭٭ بعد الساعة العاشرة تتحول المقاهي إلى نسبة إشغال بالكامل وازدحام وخاصة خلال وجود مباريات. ٭٭ الإغلاق في الساعة 2 صباحاً يحدث نوعاً من الفراغ للشباب الذين قد يقومون بتصرفات غير مسؤولة وهي إما التفحيط حتى أذان الفجر. ٭٭ طالب العديد من الشباب استغلال منطقة الثمامة بإقامة مشاريع تصب في صالحهم. ٭٭ الهيئة العليا للسياحة هي الجهة التي وصفها الشباب بأنهم يترقبون ماذا سوف تقدم لهم وتنقلهم من هذا الوضع.