أكد خبراء ومختصون وباحثون شرعيون أهمية تنظيم الأوقاف في المملكة، وإيجاد البيئة التشريعية والقانونية له، لتحفيز الراغبين في وقف بعض ثرواتهم وتنميتها. وبين الخبراء بمناسبة قرب انعقاد ملتقى تنظيم الأوقاف والذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الرياض وتنطلق فعالياته السبت المقبل ولمدة يومين برعاية "الرياض" إعلاميا أن أهم معوقات الأوقاف في السعودية هو غياب التنظيمات والتشريعات، موضحين أن واقع الأوقاف لا يتماشى وحجم الثروات الموجودة في المملكة، وأنه أصبح من اللازم عمل ضوابط وتنظيمات تسهل وتسرع من العمل الخيري في السعودية. وقال لاحم الناصر مستشار المصرفية الإسلامية إن نظام الوقف في السعودية بدائي جدا، كما أنه لا يوجد لدينا نظام وقف مستقل، لافتاً إلى أنه لا يوجد لدينا سوى نظام وقف بسيط جدا كعملية التسجيل العيني للأوقاف وكيفية حفظها وإدارتها وهي الأوقاف العينية فقط. وأضاف الناصر أن النظام بدائي جدا ولا يتناسب ولا يرتقي لمستوى اقتصاد وثروات المملكة، موضحا أنه ليس لدينا أنظمة لاستثمار الأوقاف وإدارتها وليس لدينا أنظمة للمؤسسات أو الشركات التي تدير الأوقاف أو الأموال الخيرية بحيث يكون لها نظام واضح في السجل التجاري بحيث يتم معاملتها معاملة مختلفة في احتساب الضريبة والزكاة وغير ذلك. وأشار الناصر إلى أن هناك عوائق كثيرة أمام إنشاء المؤسسات الخيرية كالبطء في الإجراءات وغياب التنظيمات، وكل هذه يجب أن تعالج إذا أردنا أن ننشط هذا الأمر ونجعل هناك أوقافا، ونحول نظام الأوقاف من نظام فردي إلى نظام مؤسسي منظم يستطيع أن يساهم بالارتقاء في المجتمع كما هو حاصل في الغرب. من جانبه أوضح عبدالحميد بن عبدالله الزامل أن أهمية الملتقى تكمن من عدة أمور أهمها وجود أوقاف مثل وقف الحرمين الشريفين، موضحا أن الأوقاف لدينا منذ القدم وهي للمحتاجين والفقراء، وكانت قديما تكثر في المزارع، ثم تحولت إلى العقار كوقف بعض المباني. وبين الزامل أن لدينا ضعفا في الثقافة الوقفية عند المؤسسات والأفراد، وهناك بعض اللبس وعدم التفريق بين الوقف، وبين الوصية ونوعية الوقف وطبيعته وكيف يتم الوقف، لذلك فالوقف بحاجة إلى زيادة الوعي التثقيفي. وأفاد الزامل أن بعض الواقفين يتخوفون من النظّار أو الأنظمة أن تعطلها وكذلك عدم دراسة بعض الواقفين للأوقاف وفهمها الفهم الشرعي، مؤكدا أن الجهات المسؤولة عليها توعية الناس بذلك. عبدالحميد الزامل