طال انتظار مدرسين ومدرسات المدارس الأهلية لرفع رواتبهم المتدنية إلى 6500 ريال كما أمر بذلك خادم الحرمين الشرفيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله – ورغم تأخير تطبيق هذا الأمر الملكي الصادر بتاريخ 2- 7-1432 ه، وعلى الرغم من تحمل صندوق الموارد البشرية نصف الراتب لمدة 5 سنوات، تم رفع رسوم الدراسة على الطلاب والطالبات ما بين 1000 إلى 2000 ريال منذ صدور هذا القرار، وبالتالي نتج عن ذلك زيادة أعباء مالية يتحملها المواطن، وارتفعت أرباح أصحاب هذه المدارس، ولم يتم تحقيق الهدف المنشود من هذا القرار!! وبعد طول انتظار، صدر التنظيم الخاص بهذا القرار من لجنة التعليم الأهلي، وكان حقيقة صدمة وخيبة أمل للمدرسين والمدرسات، فقد تم تحديد ساعات العمل 48 ساعة في الأسبوع، واعتبر يوم الخميس يوم دوام رسمي، رغم أن التعليم المدرسي الحكومي لا يوجد به دوام رسمي يوم الخميس مطلقاً، ولا حتى التعليم الأهلي قبل القرار الملكي!! ورفع الرواتب هو نوع من الجذب لمدرسين والمدرسات، لكن بهذا التنظيم سوف يكون القرار عديم الفائدة، فالقطاع الخاص في السعودية لجأ إلى إلغاء دوام الخميس وزيادة ساعات العمل اليومية لتغطية النقص في ساعات، كما أن رفع الرسوم أدى إلى حدوث هجرة عكسية من المدارس الأهلية إلى المدارس الحكومية، وهذا يخالف الهدف الأساسي للقرار. صرح رئيس لجنة التعليم الأهلي بالغرفة التجارية في الرياض الأستاذ إبراهيم السالم، أن القرار إيجابي، ويصب في مصلحة الطالب والمعلم معاً، وأن من يرد 6500 ريال راتباً فعليه أن يداوم الخميس. وتساءل "هل يريد المعلم أن يأخذ علاوة ثم ينام"؟ لكن الأستاذ إبراهيم نسي أن المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية قضوا فترة طويلة وهم يتقاضون رواتب لا تزيد عن 2500 ريال في أفضل الحالات، وزملائهم يتقاضون أضعاف ذلك في المدارس الحكومية!! وفي نفس التصريح برر الأستاذ إبراهيم أن دوام يوم الخميس سوف يكون لحضور الدورات التدريبية أو التدريب على المناهج الجديدة المطورة، وحضور الأنشطة الرياضية والثقافية للطلاب والطالبات، وإن هذا النظام معمول به في دول الجوار مثل الأردن والإمارات. في الحقيقة لا احد ينكر أن للنشاط الطلابي دورا فعالا في ترغيب الطالب في المدرسة، وهو يقوم بتجديد نشاطه وينمي مواهبه، لكن هنالك سؤال إلى الأستاذ السالم، هل قمت بزيارة مباني المدارس الأهلية قبل أن تقترح هذا الاقتراح؟ هل رأيت المنازل عفواً اعني المباني هل هي مناسبة لإقامة النشاط الرياضي والثقافي الذي تطمح إليه!! وهل المباني المدرسية في دولة الأردن أو في دولة الإمارات مشابهة لما لدينا؟ يا أستاذ إبراهيم الوضع مختلف كلياً عن وضعنا البائس.. فالمدارس الخاصة هي عبارة عن منازل سكنية، تم تحويل المطبخ إلى معمل، ومجلس الرجال إلى مع مكتب المدير، و"المقلط" إلى فصل دراسي، فكيف نقيم في هذه المنازل فعاليات وأنشطة مدرسية. أتمنى في الأخير أن يتم مساواة المدرسين والمدرسات في القطاع الحكومي بالقطاع الخاص، فهم يبذلون نفس الجهد، بالإضافة أن المدرسين في القطاع الأهلي يفتقدون إلى الاستقرار الوظيفي، والدورات التدريبية يمكن للمعلمين والمعلمات الحصول عليه في أوقات الاختبارات النهائية أو في وقت الإجازات الرسمية، بدلاً عن يوم الخميس.