الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها إما حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط الأسبق الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ محمد معروف الشيباني الرياضة لدينا وسيلة للوجاهة والتباهي بالمال والتهيئة لهدف ما * هل يمكن تشبيه السياسة برياضة كرة القدم ؟ وما أوجه الشبه ؟ - إنْ اعتبرتَ السياسة رياضة فهي رياضة اللا قِيَم. مبدؤها المصلحة فقط .. كُراتُها غير واضحة .. تراها شرقاً وحقيقتُها في الغرب .. جُلُّها مخالفات .. بلا كُروت لا حمراء و لا صفراء. حَكَمُها أعمى أو يتعامى .. لا يُخرجُ كرتاً ولا يرى مخالفة .. نتيجتُها مضلِّلة .. كثير من حالاتها هزائم وهي تدعي نصراً و فوزاً. * أيعني هذا تداخُل الرياضة مع السياسة ؟ - في بلادنا الرياضة هي سياسة .. رياضة فقط في الملعب ووقتَ المباراة..أما على المدرجات وخارجها وقبل المباراة وبعدها فسياسة وسياسة وسياسة. * إذن لو كان بيننا "ويكيليكس" فماذا سيكشف من خبايا الرياضة ؟ - لن يستطيع . سيعود (بخُفّيْ حنَيْنْ) إنْ كان يعرفهما .. لأنه سيكتشف أنها بلا وثائق ولا توثيق .. أمورها كلُّها كلام..في كلام. * وهل أصبحت الرياضة وسيلة للشهرة وارتقاء المناصب ؟ - لا .. هي وسيلة للوجاهة والتباهي بالمال والتهيئة لشيء ما أو أشياء ذات بُعدٍ جماهيري لم نصلْها بعد. وليس الرياضيون وحدهم في ذلك. بل حتى بعض الدعاة كذلك. أزماتنا الرياضية ستظل قائمةً ما أقام عسيبُ * بأي معنى ؟ - بمعنى جماهيريّتِهِم. * وكيف يحدث ذلك؟ - جماهير الأندية انتماؤها للنادي ..لا للرئيس، وجماهير بعض الدعاة مع الداعي أكثر من المنهج. * وصفتَ مشاركة الفتاة السعودية في أولمبياد لندن بأنه منزلق خطير.. لماذا؟ و كيف؟ - هي فخٌّ آمل ألا نقع في شِراكه. والسبب ببساطة نفهمه جميعاً حكاماً ومحكومين؛ عشنا 100 عام منذ المؤسس بلا أولمبياد .. فإن كانت المائةُ خيراً فزيدونا منه.. وإن اعتبرتموها شراً فما لمسنا منها إلا خيراً. * لكن المشاركة ستكون وفق الضوابط الشرعية ؟ - الضوابط الشرعية عبارة نتخذها لامتصاص معارضة المتدينين؛ لكن الله لا ينخدع بها. * عندما يخفق الرياضيون تحتج عليهم الجماهير برمي العلب الفارغة وإطلاق صافرات الاستهجان، بينما تُواجه أخطاءُ السياسيين أحياناً بمحاولات اغتيال، لماذا الإختلاف ؟ - لأن الجماهير تصبر على الرياضيين، لسببين لن تجدهما في السياسيين هما: 1 - لعبُهُم واضح مسجلٌ بأعيُنِ الجميع.. جَفاهُمْ الكذبُ. 2 - عمرهُم الافتراضيُ في الملاعب محدود .. يخرجون بعده .. يعني لا يُعمّرون .. لذا يعيشون في سلام إلا مما ذكرتَ. * هل الرياضة ثقافة ؟ و كيف التعامل معها إن كانت كذلك؟ - أبرزُ معاني الثقافة هي الروح الرياضية التي تستوجب تَقبُّلَكَ الهزيمةِ واحترام من تنافسه أو يهزمك، والإعداد الجيد لفوزٍ قادم، وروح التحدي للأمام. كلُها قِيَمٌ حضارية وثقافية ومعاني تربوية عظيمة. لكنها جميعاً تُصلَبُ في محراب التعصب. * في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرق؟ - الرياضة تجمع وتفرق؛ تجمع وتَبْني إن غلَّبَتْ قِيَمَ الوطنية والتكاتف .. وتُفرق وتُقزّمُ إنْ آلَتْ إلى تعصبٍ وعنصرية. * ما أعظم ميزة في الحقل الرياضي ؟ - أنْ ليس فيه فساد مالي .. أو هكذا يبدو لي. * إلى متى ترزح منتخباتنا تحت "فكر إدارة الأزمات"، و لماذا تحدث الأزمات أصلاً ؟ - السبب الفردية والمزاجية في القرارات؛ أما إلى متى ؟ فستظل قائمةً ما أقام عسيبُ. * البطاقة الحمراء في وجه من تُشهرها ؟ - في وجه هيئة مكافحة الفساد حتى لا تتدخل في الرياضة !!؛ الله يسامحك يا أخي.. وهل منا من يستطيع إشهار بطاقة حمراء أو بنفسجية لِمَنْ في ملعب الرياضة كائناً من كان؟ و إنْ أصررتَ على البطاقة فخلّيها على جماهير المدرجات وكلِ من يُحظر عليه دخول الملعب، وأولُهم هيئة الفساد. * ولمن توجه البطاقة الصفراء ؟ - سأحتفظ بها في جيبي حتى يأتي اليوم الموعود وشاهدٍ ومشهود. * من يستحق في نظرك الميدالية الذهبية الرياضية ؟ - بلا مجاملة الأمير نواف بن فيصل عن استقالته من رئاسة اتحاد كرة القدم .. قرار شجاع أتمنى أن يُقتدى به في كثير من القطاعات..فالوقت وقتُ بناء لا تشبُّث بالكراسي. * لو قُيّض لك العمل في الرياضة فمن أي أبوابها ستدخل ؟ - من باب الخروج .. لأنه سيكون فاضيا ..لا أحد يستخدمه .. كل مسؤولينا لا يخرجون.. كأنهم في الجنة. * لو عيّناك "مدرباً" لتشكل "منتخبا رياضيا" من شخصيات "ثقافية صحفية"..من تختار ؟ - سأختار : (تركي السديري) كابتن وحارس .. فهو (عميد) و(لا يُخترق). (هاشم عبده هاشم) قلب دفاع .. فهو (قلبٌ لا يشيخ) ما شاء الله. (خالد المعينا) جناح أيسر.. مع أنه مِن (أصحابِ اليمين) لكن (إنجليزيته) أنيقة. (أحمد عدنان) هجوم رأس حربة..لا يُبقي ولا يذر. ثم (أستقيل) من التدريب ليُكلَّف (ناصرالجوهر).. يحوسهم .. ويحوسون فيه. * لأي الأندية تميل ؟ - لنادي المنتخب ..لأنه وطن ..أما لعِبُه فللأسف لعبُ نادٍ متواضع. * ختاماً هل تسير الرياضة لدينا في الاتجاه الصحيح أم عكس التيار ؟ - لا أظنها تعرف أي تيار تريد .. من باب أوْلى أنْ تتجه معه أو عكسه.