الرياضة أصبحت حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا بالوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها حديثاً أو منذ فترة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد، وضيفنا اليوم الكاتب والروائي عبدالرحمن العكيمي. الرياضة حراك ثقافي بحاجة للتخطيط والتنظيم ثم التطوير * روايتك (أم الغيث) فاصلة مهمة واستحضار جمالي للواقع الحياتي الذي عاشته البيئة الصحراوية قديًما هل ترى أن تاريخنا الرياضي القديم أثقل بانجازاته حاضرنا الرياضي ؟ منذ العام 94م تحديدًا توقفت الدهشة الخضراء التي كان يزرعها نجومنا الخضر في أصقاع الملاعب هنا وهناك منذ العام 94 م ونحن نبحث عن هوية جديدة لمنتخباتنا بكافة مستوياتها العمرية * قلت ذات مقال "حين يكون المكان هو البطل الحقيقي للرواية تكون الرواية معتركًا صعبًا" هل ترى منتخبنا وجد صعوبة في استثمار أرضه ودعم جماهيره في تصفيات المونديال الجارية؟ كم هو محزن أن يخذل الأخضر جماهيره الممتدة بنبضه تلك التي احتشدت في إستاد الملك فهد الدولي لكن المسؤولية مشتركة ومسألة تجاوز الخيبات التي تلاحق منتخبنا هي مسؤولية تكاملية بين أطراف عدة (الاتحاد السعودي - إدارة المنتخب - الأندية الرياضية - الإعلام الرياضي - الجهاز الفني - اللاعبون) * هل الرياضة هواية دخيلة في نظرك أم تراها ضرورة لشباب المستقبل؟ هي شكل من أشكال بناء الإنسان وعليها يجب أن نقيس مدى تقدم المجالات الأخرى لقد أصبحت الرياضة صوتًا وخطابًا حضاريًا لكل دولة من الدول. * وهل ترى بأنها ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الصحيح؟ هي نتاج حراك ومن يقف ويخطط وينظم ويطور يجب أن ينطلق من رؤية ثقافية حتى تصبح ثقافة لها نشاطها ومنجزها الحيوي والحضاري الفعال. * أعرضت يومًا ما عن قيادة جمعية الثقافة والفنون بتبوك هل ستعرض أيضًا عن رئاسة أحد الناديين الوطني أو الصقور لو تم عرضها عليك؟ صحيح كان اعتذاري بعد صدور قرار التكليف يعد أمراً محرجاً بعض الشيء لي وكذلك للمسئول الذي وضع ثقته في شخصي وهو سعادة رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور محمد الرصيص ولكن لظروف خاصة تفهمها المسئول اعتذرت، أما رئاسة النادي الوطني أو الصقور فهي مسؤولية عظيمة تحتاج إلى وقت كبير ربما لا يتوفر لدي. * انتقدت ذات مساء ما يسمى بالانتخابات الالكترونية في نادي تبوك الأدبي فهل ترى ثمة تشابهًا بين الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية ومثيلاتها في الأندية الرياضية ؟ لا تلك وضعها مختلف وأنا قررت عدم الخوض فيها مرة أخرى علينا أن نفكر بالمستقبل ولا ننظر إلى الوراء وهي بالتأكيد لاتشبه الجمعيات العمومية الأخرى لأن لكل جمعية في مؤسسة أخرى تختلف باختلاف نوعية نشاطها. * بين مؤيدي الرياضة النسائية ورافضيها أين تقف؟ أقف في المنتصف فما أكثر المشاريع والقرارات التي تحتاج إلى تخطيط جيد وتنفيذ متقن. * لماذا يطلق المثقفون مسمى الجلد المنفوخ على كرة القدم استخفافاً بها ثم لا يلبثون أن يطلقوا نيرانهم في كل اتجاه بعد أي خسارة للمنتخب؟ المثقف يقوم بدور الناقد ودور الساخط على أية حالة من حالات الفشل هو دائما تطلعي وحيث (المنتخب الوطني) هو حلم كل أطياف المجتمع وكل الذين يختلفون هنا وهناك يتفقون على عشق الأخضر وحين يخذلهم هذا المعشوق تكون ردود الفعل متباينة وتصل حد التشنج والانفعال وإطلاق الأحكام والآراء الغاضبة. * هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ أفهم هنا أن التسلل ليس حالة مخاتلة إنها محاولة جادة للوصول للهدف ولكن ضلت الطريق ربما وقعت متسللا ولكن بجهل في أصول اللعبة. * إسلامي – ليبرالي – متشدد – متحرر – شمالي – جنوبي – هلالي – نصراوي – ومزيداً من المسميات" لماذا كل هذه التصنيفات المشبعة بالإقصائية ولماذا أصبح المجتمع مكبلاً بها ؟ هذه ظواهر صحية تكشف عن تصنيفات فكرية واجتماعية هي موجودة في كل المجتمعات وكل ما ينشر أو يقال هنا وهناك عنها كان في مستويات مقبولة إلى حد ما لكن ماقاله أحدهم عن الوطنية وعن (إنسان الشمال وإنسان الجنوب) كان مروعاً للغاية وكنت أتمنى أن لا يمر مثل هذا الطرح العنصري الذي تخلى عن علميته وموضوعيته وهو يقع تحت تأثير المناطقية البغيضة حين خلع رداء الباحث المتخصص وارتدى رداء (المناطقية) وانتصر في داخله المناطقي على الثقافي كنت أتمنى أن لا يمر دون مواجهة أو حتى محاكمة. البطاقة الحمراء في وجه الفساد والصفراء لفكر الحواري * التعصب في تشجيع الأندية هل يمكن أن نسميه تطرفاً فكرياً رياضياً؟ ولماذا؟ هو تطرف رياضي لا شك حيث يصاب المتعصب بحالة من العمى الرياضي إذ لا يرى إلا فريقه لكننا لا يمكن أن نطلق عليه مصطلحاً فكرياً وهذا يحتاج إلى تفصيل وجدل واختلاف. * يقولون إن حرية الكتابة في المجال الرياضي أكبر منها في الشؤون الأخرى.. إلى أي مدى تقنعك هذه المقولة؟ هذا هامش حرية مبهج في المجال الرياضي وليته يرتحل إلى المجالات الأخرى. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ نحتاج إلى بطاقات حمراء وليست بطاقة واحدة فكل متخاذل أو متهاون يستحق أن يمنح البطاقة الحمراء، وكل من تسبب في خيبات الأخضر الأخيرة عليه أن يمنح البطاقة الحمراء لنفسه هذا في مجال الرياضة أما في المجالات الأخرى فعلى الجهات المسئولة ومنها هيئة مكافحة الفساد أن تشهر البطاقة الحمراء لكل من تثبت ممارسته للفساد. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ إلى اللاعب الذي لم يطور فكره الاحترافي ومازال يلعب بفكر الحواري * لمن من الرياضيين توجه له الدعوة على مائدتك؟ كثيرون هم الذين يستحقون الدعوة ومنهم الفيلسوف المبهر يوسف الثنيان والأسطورة ماجد عبدالله واللاعب جمال فرحان والأنيق خالد مسعد وصخرة الدفاع محمد الخليوي وكذلك الأمير نواف بن محمد والمعلق الرائع محمد رمضان. * العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطأها فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً !! باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ ما أكثر العبارات التي هيمنت على وعينا لعقود طويلة ولم نخضعها لمراجعاتنا بالنقد والبحث والنقاش ولعلي أترك إطلاق العبارات والشعارات ذات المدلولات إلى الجامعات وإلى المؤسسات الإعلامية. * بوصلتك الرياضية إلى أين تتجه عالمياً ؟ إلى كل ماهو مبدع ولا أتابع فريقًا بعينه ولكن يجذبني ريال مدريد وعلى مستوى المنتخبات لاتزال البرازيل هي التي تحظى بالمتابعة إذا كان ثمة مواجهة عالمية سواء في المونديال أو في القارات أو في كوبا أمريكا. * لو تلقيت دعوة لحضور نهائي كأس العالم هل ستحضر أو تجير التذكرة لشخص آخر ومن هو ؟ - طبعا سأحضر المونديال العالمي وأتمنى أن يرافقني الزميل الكاتب أحمد العرفج.