وكما لديكارت.. حين قال أنا أفكر إذا أنا موجود.. يأتي البعض من كتاب العمود الأسبوعي في بعض صحافتنا المحلية وبدافع الرغبة في الحضور وذيوع الشهرة ليكتب في غير ذي شأن.. وكأنما لسان حاله يقول (أنا أكتب إذاً أنا موجود) ناسياً أو متناسياً أنه بهذا يقلل من شأن دوره ككاتب وكمفكر ومثقف في دعم مسيرة النماء والتطور في بلده من خلال المساهمة برأيه فيما يصير لبلده التي أخذت أبعاداً وبلغت آماداً طالت كل شأن محققة الكثير من مقومات الحياة السعيدة والمترفة لشعب كان فيما قبل ذلك يعاني ويلات الجهل والفقر والفاقة والتخلف.. كل ذلك تطلب الكثير من الجهد المضاعف من حكومة آلت على نفسها المضي بشعبها نحو آفاق التقدم والرقي ومواكبة التطور الذي صار سمة العصر.. وكما لا يخفى دور رجال الفكر والثقافة وذوي البصيرة ممن يملكون القدرة على متابعة تفاصيل ما يحري ويقدمون الدعم من خلال قدراتهم الفكرية وخبراتهم مما له الفعل المؤثر في المساعدة في بلوغ الأهداف والغايات والابتعاد عن مواقع الزلل والتعثر.. مما تكون الجهات المعنية وذات العلاقة في أمس الحاجة إليه حيث لا غنى لها عن رؤى وأفكار مثل تلك النخب على اختلاف اختصاصاتها وما كان منها قريب الصلة بما تقوم به من عمل أياً كان شأنه عبر مراحل التنمية والبناء وبمثل هذا الكم والكيف مما يجعلها في أوج حاجتها وحاجة المسؤولين فيها لقناديل النهى لرجال الفكر والثقافة وكل من يملك القدرة والمساهمة في دعم هذا المسار غير المسبوق والذي يجعل هذه البلاد في مصاف الدول الأكثر تقدماً ورخاء مما صار محل اعجاب ودهشة الكثيرين وعلى مستوى العالم كله ذلك العالم الذي صار ينظر لهذه البلاد ولحكومتها بكل الإكبار والتقدير في وقت تعاني شعوب كثيرة أسوأ العواقب بسبب غياب الحكمة وتغييب العقل جراء السير وراء شعارات كان من نتائجها التيه والضياع اللذين أعاقا تلك الشعوب عن السير في ركب التقدم والعلمي منه على وجه الخصوص الذي صار شأن هذا العصر وغاية من يملكون وسائله فهل ينأى هؤلاء الكتاب عن مآلات العناية بالشكل إلى العناية بالمضمون إعلاء لرفع شأن الرأي وقيمته.