اتهم رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران من وصفهم ب"قلاع المقاومة" بالسعي لعرقلة برنامج حكومته الإصلاحي. وقال بنكيران، الذي كان يتحدث أول من أمس في اجتماع حزبي، إن حزبه (العدالة والتنمية)، الذي يقود الحكومة الحالية، أخذ على عاتقه أن يحارب الفساد في جميع القطاعات. وأضاف أنه رغم "المقاومة الشرسة" التي وجدها من طرف "مستفيدين" يرغبون في بقاء الأوضاع على ما هي عليه، إلا أنه عليه "أن يستمر في معركته الأساسية والتي هي إرجاع القرار إلى المعنيين بالأمر وهم المواطن والمواطنة، والاعتناء بالفئات التي لم تستفد ماديا ومعنويا، واصفا ما تقدم عليه الحكومة من إصلاحات ب"المعركة الكبيرة" التي تتطلب "حزبا متحفزا"، في إشارة إلى حزبه العدالة والتنمية. وزاد بنكيران موضحا بأن حزبه اختار "الإصلاح في إطار الاستقرار"، كما أكد أن الإصلاح معركة الجميع، معتبرا أن تحقيق الإصلاح والوصول إلى نتائجه المرجوة "مهمة ما تزال صعبة والآماد لا تزال طويلة"، على حد تعبيره. ولم يتردد بنكيران في الهجوم على خصوم حكومته الذين وصفهم ب"قلاع المقاومة" داخل الدولة، مشيرا إلى أن نفس هذه الجهات كانت قد عملت على عرقلة إصلاحات الحكومات السابقة". ويشار إلى أن جهات محسوبة على ما يسمى ب"التيار الفرنكوفوني" تحركت بقوة في الآونة الأخيرة لتشكيل لوبي قوي يقف ضد محاولات إصلاح قطاع الإعلام العمومي في المغرب. ويتصدى هذا التيار بقوة إلى خطة إصلاح أطلقها مصطفى الخلفي وزير الاتصال (من حزب العدالة والتنمية) تهدف إلى ما يسميه ب"مغربة" الإعلام المرئي والحد من "الميوعة" المنتشرة فيه وإعادة الاعتبار للغة العربية ورفع حصتها في القنوات التلفزية. وبخصوص هذا الموضوع الذي أثار جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية والسياسية، ألمح بنكيران إلى أن خصوم برنامج حكومته الإصلاحي "يحركون" أشخاصا "لا صلاحية لهم للتدخل في السياسة". وحذر بنكيران من عودة الاحتجاجات إلى الشارع في إطار الحراك الذي كان عرفه على غرار دول عربية أخرى. وقال، فيما يشبه التحذير للسلطة، بأن "الربيع العربي" لم ينته بعد.