ثمة مقولة شعبية (بياع الخَبَل عباته) تُقال في منطقة نجد في نهاية فصل الشتاء كل عام.. وتحديداً مع دخول فصل أو نوء العقارب.. عندما تكون (من الخير قارب) بعد شدة برد المربعانية والشبط.. فيظن البعض ان فصل الشتاء والبرد قد انقضى.. فيتخلصون من أدوات مكافحة البرد من وسائل تدفئة.. وملبس (عباءة ثقيلة ونحوه) لكن البرد يفاجئهم بعودته عدة أيام.. فيطلقون على أيام البرد تلك: بياع الخَبَل عباته.. وهو مثل أو مقولة يعرفها الجميع.. ويقابلها في مصر والحجاز مقولة (برد العجوزة) حيث قامت إمرأة عجوز بتكسير ورمي المنقلة (المنقد) التي تُشعل فيها الفحم أو الحطب للتدفئة ظناً منها ان الشتاء قد انتهى.. فندمت أو تندمت.. ماعلينا.. فالشتاء قد انتهى بالفعل وودعناه.. وقد بدأ البعض في تشغيل المكيفات.. فنحن الآن نعيش (روايح الصيف) وأجمل مايتناقله الشباب هذه الأيام.. للتعبير عن حالة الطقس.. دُعابة أو نكتة جديدة تُعرف أن الخَبَلَ ليس من باع عباءته فقط.. وتشرح حالة الطقس الحالية.. جائتني برسالة (إس إم إس) عبر جوالي.. تقول (الخَبَل اللي يغسل سيارته) هذه الأيام.. وأضاف آخر (واللي يغسل حوش بيته) بسبب زوابع الغبار والأتربة التي تتعرض لها أجواء الرياض.. والتي تنتهي بمطر قليل (رشاش) يحول التراب طيناً.. يوسخ (أحوشة) البيوت وسيارات الشباب الصغار الذين يهتمون بنظافتها كثيراً.. والتشخيص بسياراتهم الفارهة في التحلية والتخصصي.. بعد أن كنا (نشخص) بالفلكسواجن والكوريلا في شوارع العصارات والثميري والوزير.. قبل أربعة عقود من الزمان أو تزيد.. ونحن في الجزيرة العربية نُطلق على كل فصل من فصول السنة أو ظاهرة مناخية تسمية تختص بها.. فبعد (بياع الخبل عباته) نعيش الآن (روايح الصيف) وفي شهري جولاي وأوغسطس القادمين.. بعد ثلاثة شهور من الآن.. أي شدة الحر.. نقول عنهما طباخ التمر.. وقدحة اللونة.. وقد كنا في لاهور قبل ثلاثة عقود من الزمان أو تزيد نُطلق على شهري جولاي وأُوغسطس (طباخ المنقا) حيث تنزل في أسواق (عتيقة) لاهور أنواع المنقا الكثيرة والفاخرة والميتاي.. التي يقابلها هنا في الرياض.. نتيجة لطباخ التمر (روثانة المدينة) والسلج والمنيفي ونبتة سلطان والخلاص.. وأعود إلى صلب الموضوع.. فجو الرياض لا يزال مغبراً ونصائح الدفاع المدني تأتينا تباعاً في التلفزيون أو عبر رسائل الجوال.. محذرة من المزيد من الغبار والأتربة.. وأنا بدوري أنقل تحذير الدفاع المدني لأصحاب السيارات بأن لا يقوموا بغسل سياراتهم يومياً.. وأقول كذلك لأصحاب الفلل صغيرها والكبير.. بأن تتوقف الشغالات والسواويق عن غسل الأحواش.. حتى إشعار آخر من الدفاع المدني.. فقد صدق في وصف الأحوال الجوية.. من أطلق عبارة أو نكتة (الخبل اللي يغسل سيارته) في أجواء الرياض المغبرة هذه الأيام.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.