في عام 2010م كنت في بيروت لحضور معرض بيروت الدولي للكتاب والذي يقام سنويا وكنت وقتها حريصاً على اضبارة اصدرها حزب التحرير توزع داخل الحزب وكان تداولها محدوداً وغير مطبوعة وهي معروفة باسم الاضبارة التثقيفية، تفرض قراءتها على العناصر الحزبية ذوي المراتب المتقدمة تنظيميا، وكان لحزب التحرير منفذ بيع في المعرض وحينما وصلت له وجدت القائم عليه شابا صغيرا وسألته هل يوجد عندك الاضبارة التثقيفية؟ فقال لي: لا ثم سألته: ألا يوجد فتاوى للشيخ تقي الدين النبهاني فقال لي: لا فقلت له: هذا أمر غريب! ثم تركته ووقفت أتفرج على إصداراتهم، وهنا لحقني هذا الشاب وكأنه تذكر دوره التبشيري بالحزب، ومبادئه وقال لي: إن الأصل في حزب التحرير أنه حزب سياسي وليس حزبا إسلاميا كما هو سائد بين الأحزاب ولأني على عجلة من أمري استأذنته وانطلقت الى دار نشر أخرى. هذا الأخ يقول ان حزب التحرير حزب سياسي بالدرجة الأولى وليس حزبا اسلاميا تقليديا.. وحينما قرأت أدبياتهم وجدتهم حزب تكفيري ظلامي فهم لا يأخذون من التجارب الإنسانية إلا العلوم البحتة مثل الطب والفلك والكيمياء والفيزياء وغيرها. يقول عبد القديم زلّوم في كتاب (الديمقراطية نظام كفر يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها) عن الديموقراطية: (... ويجب على المسلمين أن ينبذوها نبذا كليا، فهي رجس، وهي حكم الطاغوت، وهي كفر، وافكار كفر، وانظمة كفر، وقوانين كفر...) مشكلة هذا الحزب أنه مصر بل متعصب لأفكاره حتى أنهم كانوا يشترطون لإقامة الدولة الإسلامية مدة عشر سنوات وحينما لم يستطيعوا تنفيذ شرطهم لميعاد قيام الدولة الإسلامية خرجوا على الناس بقولهم: إن الزمن يجدد نفسه فعشر سنوات قد يتلوها عشر سنوات اخرى وهكذا ولو سألتهم عن دليل ذلك لما وجدت من يجيبك منهم! ويستسهلون التكفير أو ما يؤدي الى التكفير وبالرغم من أنهم يتلبسون سمة الحداثة إلا أن أدبياتهم ترشح رجعية وتهورا.. مثل موقفهم المجاني من الصحابي معاوية بن أبي سفيان وسبهم له وموقفهم من القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الصهيوني ويكفي ان تطالع الاضبارة التثقيفية لكي تجد العجب العجاب وغرائب الآراء والفتاوى.