شدّد د.سلمان بن فهد العودة «المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم» في حلقة مفتوحة من برنامج «الحياة كلمة» على أهمية ضبط الفتاوى في الفضائيات وغيرها وخاصة مسألة التكفير فقال:»مسألة الفتاوى في الفضائيات هي بأمس الحاجة إلى ضبط ودقة فأنت لا تفتي لشخص معين بل هناك الملايين يستمعون فتواك ، ويفهمونها بحسب اختلاف الظروف والبيئات فيجب أن يكون هناك ضبط للألفاظ والمصطلحات فالناس تختلف ألفاظهم وفهمهم لها ، فالعُرف له تأثير في الفتوى والأقوال الفقهية المعتبرة لها تأثير في اختلاف الفتوى وخاصة أن المذاهب الفقهية لها أتباع فهناك من يتبع المذهب الشافعي وهناك من يتبع الإمام أبي حنيفة ومالك وابن حنبل والأوزاعي وغيرهم وهذا الخلاف هو خلاف مقبول وليس هناك أهمية إلى إعادة اصطفاف الناس وتحفيزهم إلى التعصب الفقهي وإن كان هذا التعصب موجودا في مرحلة من المراحل لكن نريد أن نراعي ونجمع ولا نفرق بين المذاهب الفقهية ، ونحن مولعون دوما بقضية النص على التحريم فهناك أساليب كثيرة غير التحريم وقد كان السلف يتورعون من كلمة حرام فيمكن أن نقول لا يصلح هذا أو لا تفعله أو نذكر سلبياته وأضراره ونورد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحذر من هذا الشيء ولا نجعل المجتمع لا يتقبل إلا القطع!» وأضاف موضحا رأيه في مسألة التكفير فقال» لا أكتمك حديثاً فقد حصلت معي قصة في مسألة التكفير فقد جاء لي شاب وهو مغضب فسلمت عليه وأنا أبتسم رجاء أن يبتسم لكن لم يبتسم ودخل عندي بدون ميعاد للزيارة وأوضح أنه يريد يقتل أحد أقاربه وذكر عدة أمور سيئة يفعلها قريبه وقلت له أتدري أن القتل أشنع من الذنب الذي تنسبه إليه فقال الشاب أنا سألت فلان وفلان وعدّد عدداً من طلاب العلم وأنهم أفتوه فقد يكون الشاب استغل غفلتهم أو أنهم أفتوه ولم يحسبوا الأبعاد أو أن تكون الأسئلة مفخخة فمثلا يسأل سؤالا عاما ما رأيك بتارك الصلاة ؟ فيكون هناك جرأة على التكفير والدماء فيجب أن لا يطلق التكفير على الأعيان ولا يجب على الإنسان أن يُحدد أن فلانا كافر فلا يجوز هذا إلا لمفتي معتبر أو قاضي ليُبين بعد ذلك الأحكام المترتبة على الكفر من عدم الميراث وغيره من النتائج المترتبة على الانتقال من ملة إلى أخرى ، فيجب معالجة الفتوى ولا تقتصر بفتواك على مجتمعك الذي تعيشه « وبيّن العودة أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس له مسوغ فقال:» إن علاقتنا بالرسول صلى الله عليه وسلم ليس يسوغ أن تكون بمناسبة معينة نحتفل بها وكأننا نخالف ما ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الاقتداء به في الأخلاق والمعاملات والقيم والسياسات والتعامل فهو قدوة لنا» واسترسل فقال:» حينما نتكلم عن الهزيمة النفسية ونقول الأجنبي يدخل بسهولة لأراضينا في حين أن العربي يُعاني وذلك لأن الأبواب مُشرعة له فنحن نتكلم عن نوع من الوصاية وخاصة على التعليم الديني ونحن نستسلم لذلك ونحاول أن ندافع عن أنفسنا وهي سبب ضعفنا الهزيمة النفسية ، وعدم وجود خطة رشيدة كذلك الانشغالات الهامشية ، فنحن الذين فتحنا الأبواب لخصومنا وغيرهم ، فلا نستطيع أن نقول هذه الأمة لا تستحق أن تعيش بل يجب أن يظل الأمل يحدونا ويكفينا أن نفعل الشيء المقدور عليه فأنا وأنت ومحمد وأسامة وزيد وعبيد فكل واحد على الأقل يكفل الأمة نفسه بدون أن ننتظر مشروعا حضاريا يجمع شتات الأمة».