منذ المراحل المبكرة لتأسيس هذا الكيان المبارك، - لا بل في الدولتين الأوليين.. - عانت الدولة السعودية والدعوة السلفية من صراعات العنف والتطرف من فكرة الفرق الوافد.. مما أوجب حلولا شرعية وسياسية للقضاء على التطرف.. والتحذير منه بطرق شرعية تحذر من العقائد وتحاسب الفاعل ولا تمس جذوره الإنسانية.. فالفكر الوافد والمصطنع كان من ذرائعه إعاقة الدعوة التي هي رسالة لكل الإنسانية، وليس لها هوية - عنصرية أو سياسية - إقليمية تخص مجتمع ولا تعني المسلمين برمتهم.. بل جاءت بأصح الأسانيد النصية والفقهية.. التي تحمل رسالة الإسلام الحنيف لكل الناس. فكان تكرار الصراع يحتم إظهار براءة الدعوة بقوة الإسناد.. من التأويلات الدخيلة عليها،.. فأظهرت الذرائع الواهية التي انتحلت النصوص.. بأن علة مقاصدها جاءت لتعيق مسيرة الدولة في حمل رسالة التوحيد.. ومن مشاركتها في بناء حضارة إنسانية تجمع بين الدين والدولة كل في شأنه.. كما هو مبين في مقاصد الإسلام.. فكان النجاح الذي حققته في الجمع بينهما ظاهراً للعالمين.. فمنذ نشوء هذه العوائق - الشبه - ظهر منها أنها تارة تعارض التفسير للنص..، وطوراً تعارض التحديث الحضاري للإنسان في هذه البلاد.. ولا يمكن لأي باحث ان يفرق بين هذين الذريعتين خلال ما واجهته هذه المسيرة المباركة في استهداف الدعوة والدولة. فأوائل الخروج في حرب الإخوان في - السبلة! - كانت ذرائعه في تفسير النص.. الجهادي في عدم التوقف في غزو الأقاليم المجاورة.. وهذا شرك نصب من أيادي أجنبية.. لإيقاع الدولة فيه، لإبعادها عن همها الداخلي في رسالة التوحيد وفي توحيد المجتمع.. من اجل تعجيل إسقاطها دعوياً وكيانياً.. وذلك بتحميلها ما لا طاقة له به.. - وهذا تكرر في مشروع المراكز الإسلامية.. والمآزق الجهادية.. في إخراج المستعمر! وعندما أسقط في أيديهم.. انتقلوا الى آليات الحضارة المعاصرة وعارضوا انتفاع مسلمي هذه البلاد منها.. كالمذياع - البرقية - الذي تجددت مفاهيمه.. في مراحل مختلفة لتشمل انواع الوسائل الإعلامية.. ولم يفرقوا في الاستفادة منه بين الخير الذي يحمله.. والشر الذي قد يؤديه من خلال أهله.. وكانت النتيجة ان التاريخ كشف عن الدوافع في هذه الصراع بأنها - أجنبية! - دخيلة على الدعوة والمجتمع.. وأن الاستعمار - حينذاك! - كان يقف وراءها.. وما إن مكن الله الملك المصلح عبدالعزيز - رحمه الله - من القضاء عليها.. حتى جدد المستشرقون حركات أسسها الاستعمار لهدم الرسالة وإعاقة المسلمين في مختلف بقاعهم عن الناتج الحضاري المعاصر.. ألا وهي حركة الإخوان المسلمين المنحرفة عن - توحيد الألهية! - بكل فرقها من البنائية الى التكفير والهجرة وحزب التحرير والتبليغ.. والتي تظهر كل فرقة منها حينما تفشل الأخرى.. فرفضها الملك عبدالعزيز عقيدة ومنهجاً، حيث رأى بوادر الشر في فكر مؤسسها - حسن البنا -، الذي رفض طلبه لإنشاء مكاتب «دعوية!» لحزبه فيها.. وقد لمس خطر جماعة الإخوان المسلمين في تجميع الناس وخاصة طلبة العلم.. فحذر من ذلك عشية افتتاحه معهد التوحيد في الطائف وقال: «.. اربعة امور لاستقامة الرعية: اولاً: إن كل أمر يتعلق بالدين من فتوى، وتحليل وتحريم، وأمر، ونهي لا يعمل بشيء من هذا ب«الرأي!»، وإنما مرده الى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتسألون عنه علماءكم، فما أفتوكم به وأمروكم به فاتبعوه،وما نهوكم عنه فاجتنبوه. ثانياً: ان لولاتكم عليكم حق السمع والطاعة في دقيق الأمور وجليلها والنصح في الباطن والظاهر، وألا يكون لكم تصرف بغير أمر ولايتكم مما تقتضي الشريعة. ثالثاً: ان تمنعوا وتمتنعوا من اجتماع الأفراد «والجماعات!» لعقد أي من الأمور الدينية والدنيوية دون الولاية؛ لأن هذا هو الباب الذي دخل عليكم الفساد منه «بتزويق» «الجاهلين الغلاة المفسدين». رابعاً: ان تحترموا المسلمين ومن في ذمة المسلمين في أعراضهم، وأنفسهم، وأموالهم، كما أوجب الله ذلك عليكم، هذه أمور أربعة لا أرى استقامة لأموركم بدونها، ولا تسد أبواب الشرور الداخلية عنكم إلا بالمحافظة عليها.» أ. ه (مقتطف من خطاب افتتاح معهد التوحيد - نشر في ام القرى، عدد -594 - في 2/2/1355ه). وهذه اول إشارة صريحة لعوامل التطرف وسد ذرائعه من التجمعات السرية للإخوان المسلمين وغيرهم.. الذين منذ بدأوا وهم يستهدفون الدعوة والدولة في علاقاتها مع غير المسلمين.. فكانت مواقف أئمة الدعوة من هذا الأمر حازمة في زمن الإمامين ابن باز وابن حميد وغيرهما.. ولم يظهر ما يعكر صفو التعاون العسكري في الظهران في زمنهم، بل أخرصوا المتشدقين وكشفوا شبهاتهم كما في فتنة حرب الخليج وستأتي. ثم ظهرت بقوة دعوة التبليغ - الحلولية! - في عهد الملك سعود - رحمه الله - التي تريد تحويل التوجيه للمنتمين إليها من أبنا المملكة.. إلى خارجها عند مشائخ الطرق الصوفية.. فرفضها المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم - انظر إلى فتاواه: ج1، ص: 267، 268، مطابع الحكومة. ولكن الصراع أخذ استمراريته عبر الأجيال.. لضعف العلم بينهم - خصوصاً - في منهاج الفرق، حيث ميعت هذه الحركة منظور التصنيف والاختلاف بين الفرق لتضعها في إطار واسع.. - أهل السنة والجماعة! - ولا يدعون بدعوة التوحيد السلفية التي حملتها المملكة.. فكان الصراع دعوياً محضاً. فتجددت الذرائع الدعوية ورفض الوسائل الحضارية في مرتين الأولى: في عهد الملك فيصل - رحمه الله! - على منهج الإخوان أصحاب - السبلة! - في حادثة التلفزيون.. التي انكر اصحابها بالسلاح. والثانية: في عهد الملك خالد - رحمه الله - بحادثة المسجد الحرام.. - أيضاً! - فكان الرد على التطرف موثقاً بالأسانيد النصية من إمامين للدعوة في هذا العصر - خصوصاً - من داخل المملكة ومن خارجها.. فدانه الإمام ابن باز وأشار بأنه يجب عدم تقليد منهج الخوارج والمعتزلة.. وصرح بأنه خروج صريح العلامة الألباني حينما سئل: .. ما رأيكم من الناحية الفقهية لصنيع هؤلاء في المسجد الحرام؟! الجواب: لو فعلوا فعلتهم هذه في العراء لاتجوز فما بالك في المسجد الحرام؟ السائل: يعني لا يجوز؟ الجواب: نعم! السائل: هل حدهم القتل؟ الجواب: «طبعاً». السائل: حتى وإن تأولوا؟! الجواب: حتى وإن تأولوا، فالخوارج متأولون، ولذلك لما سئل علي رضيه الله عنه، أكفار هم؟ قال: «لا، هم من الكفر فروا»، ولكن - والكلام للعلامة الألباني - أثاروا فتنة عمياء فيأخذون جزاءهم، «فهذا الخروج لا يجوز إسلامياً مطلقاً» فما بالك بالمسجد الحرام، فهذا آثم أكثر أ. ه (عن كتاب دفع التحريش!، لكاتب السطور). بل أظهر التاريخ أن الأصابع الأجنبية - الدخيلةَ على لسان وزير الداخلية الموفق! حينما صرح بذلك لصحيفة السياسية الكويتية في شهر رمضان عام 1424ه عن جذور التطرف والخروج في المسجد الحرام.. بأنه بدأ من خارج المملكة.. وأن جماعة التبليغ تقف خلفه واشار إلى مكر الاخوان المسلمين وعدم وفائهم، حيث بدلوا الضيافة إلى وكر للخيانة والتآمر في قوالب التعليم وغيرها. ثم تقوت جماعة الاخوان المسلمين بفرقة منهم حزب التحرير - يؤمن بعقيدة المعتزلة! ووقعوا مع أصحاب الوثيقة الذين اعلنوا الخروج بالكلمة.. قبل عقد ونيف من الزمن.. فأنكر عليهم الامام ابن باز في منهجهم الضال.. ونفى قبوله انضمام اسمه معهم. ثم ظهرت بقوة فرقة ضالة تكفيرية صريحة - القطبية تدين بعقيدة الخوارج! - والتي نبذها البناؤون ثم رضوا بها مؤخرا واعترضوا على التجمع الانساني في حرب الطاغية صدام حسين حينما غزا الكويت بدعاوى تكفيرية للكويت لأنها تحكم بالقوانين.. وأخرى تأويلية بعدم الجواز بالاستعانة بغير المسلم.. وكان الموقف الدعوي، من امام الدعوة ابن باز صادا لهمجية المنحرفة عن النص وفقهه وأفاد بما معناه بجواز التعاون الانساني لمنع الظلم وقهر الشعوب. فانتقلت القطبية إلى منحى التصريح بعقيدتها - الحاكمية، التي قررها سيدهم «قطب» وذلك في قوله: «والذين لا يفردون الله بالحاكمية في اي زمان، وفي اي مكان هم مشركون، ولا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد، ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده» «في الظلال .. 1492/,2. الشروق». فقرروا على المجتمع السعودي ما قرره سيد قطب على المجتمع المصري المسلم.. فكفروا المجتمع السعودي - بنوعيه الحضر، حيث آلياته الحديثة - بدءا من الدولة.. حيث اقامة المعاهدات الدولية والمواثيق التي تحفظ الأمن الدولي إلى البنوك.. والفضائيات وتعليم المرأة.. واستقدام غير المسلمين.. إلى عساكرها، والبادية حيث السلوم التي يحكمون بها.. فأعلنت ذلك صراحة عن طريق نوابت جدد وذلك تحت ذريعة دعوة - الحاكمية! وعزل المجتمعات عن الحضارة الغربية كما هي حالة - طالبان! - الصوفية.. كما صرح أحدهم بذلك على رؤوس الأشهاد في احدى القنوات الاخوانية - المشبوهة! ثم انتحلت - القطبية - العباءة السلفية لكون التبعية في الجغرافيا لا للدولة فهم يرفضونها صراحة.. بل خطؤوا دعوياً من قبل أئمة الدعوة السلفية ابن باز وغيره في داخل وخارج المملكة! - فصدروا فتاوى الإرهاب وضرب الرقاب الى الجزائر بذريعة الحاكمية وهو تصدير داخلي قبل أن يكون للخارج.. فنتج عن ذلك قتل أكثر من مائة وخمسين ألف قتيل من الشعب الجزائري المسلم.. وهم شهداء - إن شاء الله - كما نصت عليه الأحاديث الصريحة والصحيحة فيمن قتله الخوارج. فأسقط أئمة الدعوة المعاصرين ابن باز والألباني وابن عثيمين هذه الفتنة حينما نشرت المجلة السلفية فتاواهم في الأوضاع الجزائرية.. ونزل الآلاف من الجبال فسقطت عنهم أقنعة الدعوة السلفية - انظر إلى عدد المجلة السلفية لا جهاد في الجزائر وإنما فتنة خوارج! حيث نشرنا فتاوى أشياخ الدعوة وهذا نص للإمام ابن باز - رحم الله الجميع - السؤال الأول: الجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر تقولكم بانكم تؤيدون ما تقوم به من اغتيالات للشرطة وحمل السلاح عموما، هل هذا صحيح؟ وما حكم فعلهم مع ذكر ما أمكن من الأدلة جزاكم الله خيراً؟ الجواب: فقد نصحنا اخواننا جميعاً في كل مكان - اعني الدعاة - نصحناهم ان يكونوا على علم وعلى بصيرة وأن ينصحوا الناس بالعبارات الحسنة والاسلوب الحسن والموعظة الحسنة وأن يجادلوا بالتي هي أحسن، عملاً بقول الله سبحانه وتعالى: «{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} وقوله سبحانه: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} فالله جل وعلا امر العباد بالدعوة اليه، وارشدهم الى الطريقة الحكيمة، والدعوة بالحكمة تعني الدعوة بالعلم: قال الله، قال رسوله، بالموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، عند الشبهة يحصل الجدال بالتي هي أحسن، والاسلوب الحسن حتى تزول الشبهة، وان كان أحد من الدعاة في الجزائر قال عني قلت لهم: يغتالون الشرطة أو يستعملون السلاح في الدعوة الى الله هذا غلط ليس بصحيح بل هو كذب.. السؤال الثاني: قامت الجماعة الإسلامية المسلحة بتهديد أئمة وزارة الشؤون الدينية بالجزائر الذين لا يصرحون بسب الحكام على المنابر، اما توقيف صلاة الجماعة والجمعة واما القتل بحجة انه موظف لدى ما يسمونهم بالطواغيت، وقد نفذوا القتل في مجموعة من الأئمة الذين لم يستجيبوا لهم كما تعطلت صلاة الجماعة في بعض المدن فما حكم هذا الفعل؟ - الجواب: هذا ما يصلح هذا - ايضا - غلط، الواجب على الدعاة ان ينصحوا الناس بالكلام الطيب، وينصحوا الخطباء وينصحوا الأئمة حتى يستعملوا ماشرع الله، اما سب الأمراء على المنابر فليس من العلاج، فالعلاج الدعاء لهم بالهداية والتوفيق وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة، هذا هو العلاج، لأن سبهم لا يزيدهم الا شرا، لا يزيدهم خيرا، سبهم ليس من المصلحة.. اما سبهم ولعنهم أوسب الشرطة أو لعنهم أو ضربهم أو ضرب الخطباء كل هذا ليس من الإسلام، الواجب النصيحة والبلاغ والبيان قال جل وعلا: {هذا بلاغ للناس} فالقرآن بلاغ والسنة بلاغ، وقال عز شأنه: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} لأن هذا أقرب إلى النجاح وأقرب إلى الخير حتى تنشر الدعوة، ويتفقه الناس في الدين، حتى يعلموا أحكام الله، أما اذا عوملوا بالضرب أو بالوعيد للخطباء غيرهم كان هذا من اسباب ظهور الشر وكثرة الشر وقلة الخير، لا حول ولا قوة الا بالله نعم» أ.ه «المجلة السلفية العدد الثالث عام 1418ه». وقبل أن يتحد حزب الجهاد المصري - الذي آذى مصر العزيزة فوضع السيف يضرب رقاب برها وفاجرها - مع القطبية.. في ارهاب المملكة حكومة وشعباً رصدنا المقالات التكفيرية التي كان ينعق بها نوابت القوم حينما كانوا في افغانستان - ولله الحمد - وقمت بواجبي الدعوي كأحد حملة هذه الدعوة ونشرت بحثاً قوياً للعلامة الألباني - رحمه الله - وهو الموسوم: فتنة التكفير، وهو أول بحث علمي تنشره مجلة في هذا القرن يحذر من خطر التكفير - فحذرت المسلمين من عقيدة التكفير القطبية ثم أيد الامام ابن باز ما قرره أخوه الألباني في ذم التكفير وعدم التفصيل، ونشر التعقيب «انظر الى العدد الاول من المجلة السلفية عام 1415ه.. ونقلت عنها صحيفتا الشرق الأوسط وصحيفة المسلمون بتاريخ 21/5/1416ه وعلق عليها شيخنا الامام ابن باز في مجلة الدعوة عدد 1511 - جمادى الأولى - 1416ه» فأصبح هذا البحث موثقاً كالعقيدة الواسطية عند اتباع السلف الصالح.. وكان حدا فاصلا بين العقيدة السلفية.. والفرقة القطبية التكفيرية. وكان من ثمرة تجمع فكر السيف مع عقيدة التكفير انه أخذ طورا آخر في هدم الدعوة والدولة حيث استهدف العلاقة السعودية مع الدولة العظمى ليتم اضعافها.. فبدأ في تفجير المجمعات العسكرية للحرس الوطني.. في عام 1416ه ثم تطور هذا الفكر ليعتدي على الأمريكيين في اقاليم أخرى.. إلى أن وصل لاستهدافهم في عقر دارهم ليضرب العلاقات الامريكية السعودية وذلك بضرب البرجين في نيويورك. التي قام به جزء من تبعيتهم وباسم دعوتهم من أجل اضعاف الدولة والدعوة واستعداء الدول على السعودية لمآرب لا تنطلي على كل ذي لب.. وتحول بفكر السفهاء لينالوا من الأمريكيين في داخل المملكة بتأويل ضال لا يعبر الا عن الانحراف عن الشريعة، بل عن الانسانية - انظر الى السلفية عدد 9 - فقد أسقط شبهات الرويبضة ابن لادن باسناد النص والفقه وأن لا علاقة بين ما يدعو اليه من مقاصد للشريعة وبين ماهو واقع فيه، بل تنبذ جميع مقاصد الشريعة.. وقد كان لمثل هذه الشبهات ظهور في زمن الملك عبدالعزيز حين بدأت العلاقة من أجل انتاج البترول وحفظ أمنه.. حيث يتطلب الامر حفظ الذمة والوفاء بالعهود للمستأمنين،، كما أوضح ذلك في خطابه في معهد التوحيد: «أن تحترموا المسلمين ومن في ذمة المسلمين في أعراضهم، وانفسهم وأموالهم، كما أوجب الله ذلك عليكم، هذه أمور أربعة لا أرى استقامة لأموركم بدونها، ولا تسد أبواب الشرور الداخلية عنكم الا بالمحافظة عليها».. أ.ه بل زاد دعاة التكفير من هذا الاستعداء.. ليوغروا هذه العلاقات بفتاوى تحريشية - باسم فتاوى لعلماء سعوديين! تحرض على قتل الأمريكيين في الخارج.. وهو - لا محالة! - تصدير للداخل يؤيد الرويبضة - ابن لادن!- فرخ الاخوان المسلمين في إرهابه داخل المملكة.. ويزيد العلاقات السعودية مع الدول سواء، بدليل ان هؤلاء الدعاة لم يستخدموا لفظ السعودية - قط! - في مؤلفاتهم، بل كان لهم مواقف تكفيرها لها.. وعندما رأوا ان مصلحة الاستعداء تتطلب عنواناً بهذا الاسم في الوثيقة وقعوا عليها.. من أجل التحريش. لقد تبرأ إمام الدعوة السلفية ابن باز من فكر الاخوان المسلمين وعدهم من الفرق الضالة، وهذا يثبت للعالمين براءة الدعوة السلفية من تهميش عقيدة التوحيد من مناهج الجماعة.. وقال رداً على سؤال: بأن حركة «الاخوان المسلمون». دخلت المملكة منذ فترة، وأصبح لها نشاط واضح بين طلبة العلم، ما رأيكم في هذه الحركة؟ وما مدى توافقها مع منهج السنة والجماعة؟ الجواب: حركة الاخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم؛ لأنه يس عندهم نشاط في الدعوة إلى التوحيد، وانكار الشرك، وانكار البدع، لهم أساليب خاصة؛ ينقصها: عدم النشاط في الدعوة إلي الله، ودعم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة، التي عليها أهل السنة والجماعة، فينبغي للاخوان المسلمين ان تكون عندهم عناية بالدعوة السلفية: الدعوة إلى توحيد الله، وانكار عبادة القبور والتعلق بالأموات، والاستغاثة بأهل القبور، كالحسن، أو الحسين أو البدوي، أما ما أشبه ذلك. يجب ان تكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل بمعنى (لا إله إلاّ الله) التي هي أصل الدين، وأول ما دعا إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة دعا إلى توحيد الله، إلى معنى (لا إله إلاّ الله)، فكثير من أهل العلم ينتقدون على الاخوان المسلمين هذا الأمر، أي: عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله، والاخلاص له، وانكار ما أحدثه الجهال من التعلق بالأموات، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم، الذي هو الشرك الأكبر. كذلك ينتقدون عليهم عدم العناية بالسنة: تتبع السنة، والعناية بالحديث الشريف، وما كان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية، وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الاخوان ينتقدونهم فيها. ونسأل الله ان يوفقهم. أ. ه مجلة المجلة العدد 806، ص: 24، تاريخ 25/2/1416ه). وسئل - رحمه الله - : أحسن إليك حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في افتراق الأمم قوله: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلاّ واحدة..» (الحديث)، فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع، وجماعة الاخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا.. هل هاتان الفرقتان تدخلان؟! (في الفرق الهالكة)؟! الجواب: تدخل في الثنتين والسبعين، ومن خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين، المراد بقوله: «أمتي». أي: أمة الإجابة استجابوا له واظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة الناجية السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام. السائل: يعني هاتان الفرقتان من ضمن الثنتين والسبعين؟ الجواب: نعم!، من ضمن الثنتين والسبعين، والمرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين» أ. ه (المجلة السلفية عدد السابع..). وهذه الفتوى تبطل انتحالهم للدعوة شرعياً.. وسياسياً للدولة كما بينت لك أقوال ولاة الأمر فيهم.. فلابد من التفريق بين التبعية وبين الانتماء للدعوة والولاء للدولة.. وهذا ما حاول به الاخوان المسلمون ان يورطوا به حثالة من السفهاء في ضرب البرجين ليسيئوا للدعوة والدولة.. - حسبنا الله ونعم الوكيل - فالإرهاب دخيل على المملكة العربية السعودية ودعوتها السلفية.. التي تقوم على ثوابتها.. بل على الإسلام.. وهذا ما يتطلب دور أي مؤتمر للمسلمين في انكار منهجه ووضع الحلول للقضاء عليه.. ليس بالتوصيات العامة بل بالإشارة إلى محل الخلل في فكر الجماعات التي ورطت الأمة في مآزق داخلية وخارجية.. وهذا الذي نصحنا به عندما أوقعوا الشعب الجزائري المسلم في مستنقع الدم.. وقلنا - حينئذ - : «بل الأمر يتطلب مؤتمراً علمياً إسلامياً رسمياً يجمع طوائف العلماء من العالم (السني)، وينظر في هذه القضية المؤلمة وينكر ما يحدث في الجزائر أو في أي بلد آخر ببيان لا شبهة فيه ولا لبس يشفي صدور المؤمنين، حتى يقف نزيف الأبرياء، ويجاهد كل من عارض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما قرر ذلك شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - في الفتاوى ج/20/,164. (السلفية عدد 3 عام 1418ه) وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم، والحمد لله الهادي إلى سواء السبيل.