اقام نادي الرياض الأدبي الثقافي مساء يوم أمس، أولى فعاليات "بيت الشعر" بالنادي للشاعر أحمد الصالح، التي تعد باكورة دورة النشاط الثقافي لبيت الشعر لهذا المؤسم الذي تترأس لجنته الشاعرة الإعلامية هدى الدغفق، حيث أقيمت الأمسية تحت عنوان "ليلة أحمد الصالح" احتفاء بمسيرته الشعرية، بوصفه أحد القامات الشعرية في مشهدنا المحلي، وبمناسبة صدور ديوانه الجديد "الأرض تجمع أشلاءها" حيث استهل الأمسية رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي بكلمة ترحيبية بالمحتفى به، على تلبيته دعوة النادي من جانب، ومحبيه ومريديه من جانب آخر.. واصفا الشاعر مسافر بأنه قامة شعرية تمتد في مسافات إبداعية، استطاعت أن تضع بصمة شعرية تأثر بها كثير من الشعراء في مشهدنا المحلي، إلى جانب ما يتميز به الصالح من روح التواضع وحب الجميع، وعدم البحث عن الأضواء والظهور والشهرة مع ما يجمعه بالآخرين من حوله وممن عرفوه وقرؤوه من حب وصداقة.. ما يجعل النظر إلى مسافر بين نظر إلى الشاعر والقامة والمبدع والإنسان معا. ثم قدت مديرة الأمسية هدى الدغفق الضيف عبر كلمة ترحيبية استحضرت خلالها جوانب إبداعية موجزة عن شاعر الأمسية الذي ألقى جملة متناغمة من قصائده التي جاءت بين الذات من جانب، والعديد من الهموم الاجتماعية من جانب آخر.. ليستهل نصوصه بقصيدة "أكثر من عراق" التي يصور فيها مسافر العديد من جراح أمتنا الإسلامية والعربية.. منتقلا إلى قصيدة بعنوان: نعم الصبى؛ التي جاءت وقفات تأملية مع مشوار العمر عبر مراحل اجتماعية رصد من خلالها الصالح العديد من الوقفات والتأملات الفكرية عبر تساؤلات تمتد بين خلجات الذات ووقائع الحياة المختلفة. ثم انتقل مسافر إلى قصيدة أخرى جاءت في مجمل أبياته قائمة على الرمزية والتي وسمها بعنوان "السدرة" التي جعلها قائمة على الحاية من جانب واللغة الشعرية الحوارية من جانب آخر.. لما يتمتلكه مسافر من ناصية الأساليب الشعرية، إضافة إلى قدرته الشعرية في توظيف فنون بيان الشعر وبديعه ومعلانيه.. مما أظفى على المساء تفاعلا من عامة الحضور.. منتقلا بعدها إلى ثلاثة نصوص غزلية جاءت الأولى منها بعنوان "عبق العرار" أما الثانية فجاءت تحمل عنوان "لا زلت والرحيل" منتقلا إلى الثالثة عن "طيف" حيث يصور الشاعر خلال القصائد الثلاثة جوانب من جوانح النفس الغزلية التي جعلت من العفة والطهر مسلكا لها، عبر صور شعرية تنسجم فيها الذات مخلطة حس الطبيعة بجمالياتها وتضاريسها لنجد الشاعر ومحبوبته في زوايا الطبيعة بأنهارها وخزاماها وعراها وبين هتان سحابها وابتسامات ربيعها الذي تكتحل به حورا يزيد من لغة عينيها. الأستاذ عبدالله الناصر والشيخ محمد الصالح و«مسافر» وبندر الصالح ومضى مسافر في جولة شعرية أولى ليختتمها بنص عنوانه "كانت لنا لغة جميلة" ليعقب ذلك العديد من شهادات الحضور التي جاء منها مداخلة للشيخ محمد الصالح، وأخرى للأستاذ عبدالله الناصر، ومداخلة للشاعر عبدالله الزيد، ومداخلة لعضو مجلس إدارة النادي الأستاذ بندر الصالح، ومداخلة للدكتور عبدالرحمن السماعيل، وأخرى للأستاذ حمد القاضي، ومداخلة للأستاذ محمد القشعمي، الذين تحدثوا عن ضيف الأمسية من عدة جوانب تقاطعت مداخلاتهم وشهاداتهم في الإجماع على مكانة مسافر وقامته الشعرية في مشهدنا الثقافي الوطني، وعلى ما يمثله الصالح من مكانة إبداعية شعرية، إلى جانب ما يتصف به شخصه من سمات الإنسان المحب للجميع، المتواضع في بساطته التي لا يرى الظهور معها إلا ضربا من التكلف.. حيث أعقب ذلك جولة ختامية ألقى ضيف الأمسية خلالها ثلاثة نصوص، أعقبها توقيع مسافر للحضور على ديوانه "الأرض تجمع أشلاءها" وذلك إهداء لحضور الأمسية، التي شهدت حضور كبيرا من الجنسين.. حيث وقع جمع من الحضور على صورة كبيرة لفارس الأمسية التي قدمت إلى "مسافر" تذكارا من جمهوره ومحبيه.