نظمت اللجنة النسائية بالنادي الأدبي الثقافي بالرياض ندوة أدبية عن (شعراء غائبون) شارك فيها الدكتور صالح زياد والشاعرة الإعلامية هدى الدغفق والدكتور عبدالله المعيقل والقاصة ليلى الأحيدب، في محاولة للإلمام بظاهرة الشعراء الغائبين، وقد بدأت الأمسية بعرض عام من مقدمي الأمسية الدكتور عبدالله الوشمي والزميلة هدى الدغفق. بدأت ليلى الأحيدب مشاركتها عن هذا الغياب من الحديث عن الشاعر عبدالكريم العودة، الذي تناولته الأحيدب من خلال العديد من نصوصه النثرية، التي وصف من خلالها غيابه بعد سجن الكتابة، وما شارك به العودة غيره من شعراء غائبين كانوا يرون أنفسهم شعراء بلا رواد، وبلا نقاد، وبدون أساتذة.. نتيجة للقطيعة بين الأجيال الثقافية، والشعراء خاصة. أما الناقد الدكتور عبدالله المعيقل فقد انطلق من مسألة نسبية الحضور والغياب من منظور إضافة الشاعر إلى تياره، أو على المرحلة التي ينتمي إليها، محاولا أن يجيب د.المعيقل على سؤال: لماذا الغياب؟ مستعرضا في ورقته العديد من أسباب الغياب إجابة على سؤال الغياب، الذي كشف د.عبدالله عن عدد من أسبابه والتي ذكر منها: محدودية الموهبة، البيئة الاجتماعية، إحساس الشاعر بالإحباط، الحس النقدي الذي ينمو داخل الشاعر ليحد ومن ثم يوقف شاعريته، النظرة إلى الشعر كخطيئة وخاصة إذا ما دونت. تلا ذلك ورقة للناقد الدكتور صالح زياد، الذي مهد لمشاركته بمفهوم الغياب من منظوري الغياب التام، والغياب الذي يرجى بعده حضور، ومنه إلى قياس الغياب ووصفه، وقياس الحضور ووصفه، متناولا تحول الغياب عبر انتقال الشاعر من حقل أدبي إلى آخر كما هو الحال مع شعراء تحولوا من الشعر إلى الرواية والقصة.. وقيمة التحول عند الشعراء الكبار التي تتخذ صفة الاستمرارية بينما قد تأخذ شكل الغياب عند المبتدئين. ومضى د. زياد في عرض لمأساويات الغياب عند الشعراء، من جنون وعزلة وإحباط.. مما يؤكد على عدم وجود الانسجام النفسي والثقافي والفكري لدى المبدع عامة والشاعر خاصة، ومنها إلى لحظة الصمت التي تعتري المبتدئين في الفنون بشكل ابدي، بينما تكون مؤقتة الحضور لدى المبدعين الكبار. من جانب آخر اعتبر د. صالح أن مسالة القيمة الإبداعية والثقافية والفكرية عامل مهم قد يكون له أكبر الأثر في تغييب المبدعين.. مختتما مشاركته بجدوى الحديث عن الغائبين، ومدى أهميتها، باعتبار الكتابة دالة كما أن الصمت دال. أما الشاعرة هدى الدغفق، فقد بدأت مشاركتها عن غياب الشاعر بجملة من التصورات التي جعلتها مدخلا للحديث عن شاعرة غابت، ألا وهي الشاعرة خديجة العمري، حيث تناولت الدغفق خارطة حضور هذه الشاعرة من خلال ما تميزت به من شاعرية عذبة، وفكرة عميقة، وصورة محلقة، وغزارة شعرية، استطاعت من خلاله خديجة أن تدخل معها القارئ إلى حالة من التلبس بالشعر، لما تمتلكه العمري من مقومات شعرية، التحفها صمت الغياب. إلا أن الدغفق آثرت أن تقدم نصي (إرم) و(سارة) للعمري، لتطرح من خلالها سؤال الغياب أمام هذه الشاعرة وغيرها، لتحمل المجتمع المسؤولية تجاه شعراء غائبين.