إذا نحن بالفعل ثالث دولة أو مجتمع في العالم أكثر استهلاكاً للماء, فهذا يعني أننا تجاه كارثة بكل المقاييس. لماذا؟؟ لأن من يسبقنا من الدول لديهم أنهار وبحيرات ومطر طوال العام. نحن غير، نعم غير سلباً, والدليل ذلك الاستهلاك الجائر للماء دون أي شعور بالخطر. ما معنى غسيل الأحواش بماء الشرب؟؟ لم أجد أي جواب لهذا العبث. أكتب هذا المقال يوم الجمعة وقد خرجت صباحاً والناس نيام. لكن لم ينم العبث. نعم، لقد كانت المياه تتسرب من تحت الأبواب مما يعني غسيل أحواش المنازل في غفلة من الرقيب سواء أكان أهل البيت أم مراقب إهدار الماء. أيها الناس أفيقوا, فالوضع أخطر مما تتصورون. الماء أساس الحياة مصدر ناضب بسبب شح المطر, ولن يكون الحل تحلية مياه البحر. حتى لا يعتقد أحد بأنني أهوّل من لا قضيّة هاهو وزير الماء والكهرباء يزور أمير منطقة الرياض ليُطلعه وهو العارف عن أوضاع الماء في بلادنا. الخبر الذي نشرته هذه الجريدة يوم الخميس الماضي 5 ابريل 2012م يُشير إلى خطورة الحال والمآل. قدّم وزير المياه للأمير لمحة عن الأوضاع والمحاصيل الأكثر استهلاكا للمياه الجوفية غير المتجددة خاصة الأعلاف والقمح والذي يوفر استيرادها بدلاً عن زراعتها حوالي عشرة بلايين متر مكعب من المياه سنوياً..! تصوروا الرقم، عشرة بلايين متر مكعب كنا ندلقها سنوياً من أجل أعلاف وقمح؟ قال لهم أمير البيئة سطّام: لا مناص من ضرورة العمل الجاد على ترشيد استهلاك الماء لأن الثروة المائية خاصة بالأجيال القادمة ويجب المحافظة عليها. الآن أجزم بأن كل قطرة ماء تُهدر يعني زيادة نسبة الخطر، فكيف بتلك المياه التي تُغسل بها الأحواش. الحال خطير والمآل أخطر، فمتى نستشعر تلك الأخطار؟