حمل الأهلاويون خسارتهم من أمام الاتحاد أكثر مما تحتمل دون أن يفكروا في احترام الخصم مهما كانت ظروفه العناصرية والفنية متجهين إلى أمور خارج الملعب لم تكن سوى مسببات غير منطقية إذ لا يمكن لها أن تلغي تفوق مدرب الاتحاد الاسباني كانيدا على غريمه مدرب الأهلي جاروليم من خلال قراءته للخصم وفرض خطته الدفاعية المحكمة التي لا أراها عيبا يمكن أن يتصدر مسببات الخسارة التي أوردها الأهلاويون بعد المباراة وانتقدوها وبشدة دون ان يتحدثوا عن مسببات خسارة فريقهم الحقيقية فكثير من البطولات العالمية تم تحقيقها من خلال هذه الطريقة التي أثبتت قدرتها على اندفاع أي فريق يملك النزعة الهجومية ومباغتته بالمرتدات وخطف نتيجة المباراة بطريقة الكبار. الأهلي ومن خلال ردة الفعل الأولية لم تكن النظرة الفنية لفريهم حاضرة في تحليلاتهم واعترافهم ان بغياب البديل الجاهز على مقاعد البدلاء فبمجرد إصابة العماني عماد الحوسني اختفت الخطورة الأهلاوية الهجومية تماما، فيما كان لخروج بالمينو التأثير الأكبر على الناحية الدفاعية التي عانت كثيرا بعد خروجه مصابا هو الآخر فيما لم يستطع فيكتور وكماتشو إبقاء القوة الأهلاوية التي كانت تعتمد على الرباعي كسلسلة متكاملة للابداع . الاتحاد الذي أعطى المباراة حقها وحسب الإمكانات المتاحة وبمحترف غير سعودي واحد هو المصري حسني عبدربه لم يكمل المباراة هو الآخر للإصابة تعامل مع المباراة منطقيا وواقعيا فكسب اللقاء والثلاث نقاط التي كانت ستنهي الحلم الأهلاوي في تحقيق بطولة الدوري لولا أن منافسه الشباب تعادل مع الاتفاق وهو ما حول حزن جماهيره في استاد الأمير عبدالله الفيصل الى فرح عارم ببقاء الأمل الكبير في المنافسة على البطولة إلى آخر جولة تجمع الفريقين. من المتعارف عليه أنّ من أهمّ مقومات نجاح أيّ دوري في العالم هو رفع وتيرة التنافس الشريف بين الفرق من خلال جلب لاعبين وأجهزة تدريبية متميزة لإعطائه مزيداً من الإثارة المحمودة البعيدة عن التعصب الأعمى وإشعال فتيل الأحقاد بين الجماهير الرياضية والتي تجد الكثير منهما من أسرة واحدة، فلا يعني ابتعاد فريق عن المنافسة أن لا يُعطي كل المباريات قيمتها التنافسية وتقديم كل ما يستطيع من أجل الوصول إلى درجة تساعده على المنافسة حتى وان كانت في بطولات أو مواسم مقبلة. وردة الفعل الأهلاوية (الغريبة) التي أعقبت نهاية الديربي من خلال تصريحات كلها إسقاطات ونعوت مقيتة خصوصا من جانبه الإعلامي ضد لاعبي الاتحاد كان من أبشعها وصفهم ب"الجزارين" وهذا انتاج طبيعي لمحاولة تبرير حالة الانكسار مع ثقتي التامة من انه لو فاز فريقهم فلن يتحدثوا عن شيء من هذا وسيبتعدون عن الانزلاق في وحل الساقط من القول الذي لا يتناسب والعلاقة التاريخية بين ناديين كبيرين حين يلتقيان على المستطيل الأخضر فلا يمكن لأحد أن يتنبأ بمن سيفوز قبل انطلاقة المباراة لان العوامل النفسية هي من يكون لها الغلبة في نهاية الأمر؟! ولا يمكن أن نحجب تجاوزات بعض اللاعبين من الجانبين فيما يتعلق بالألعاب الخشنة التي يعاقب عليها القانون وفق تقدير حكم المباراة أو من جهات أخرى فيما بعد لما لم يشاهده الحكم، مع التأكيد على أنها تبقى في إطار التنافس في نهاية الأمر إذا نظرنا لها من زاوية حسن النية ولكن فيما يبدو أن منافسة الأهلي للشباب على الصدارة وفقدانه لثلاث نقاط ثمينة وفقدانه لخدمات لاعبين مهمين من ركائزه الأساسية هي من ذهبت بهم إلى التعلق بقشة الخشونة! وخسارة الأهلي للحوسني وبالمينو والاتحاد لحسني عبدربه للإصابات أعتقد ويوافقني الكثيرون أنها غير متعلقة بمخاشنات ويمكن أن تدخل ضمن دائرة زيادة أحمال المجهود البدني عليهم، بينما تعرض نور لكسور في أضلاعه كانت نتاج دخول خاطئ غير مقصود من المسيليم ، ويبقى تجاوز عسيري الاتحاد الذي نال عليه البطاقة الحمراء غير مبرر ولكنه لم يكن سبباً في الخسارة ، بينما تجاوز بلغيث في ضربة لهزازي من الخلف دون كرة بقي دون إجراء ولم يدخلوه ضمن الألعاب الخشنة، وكم نتمنى أن تكون ردة الفعل الأهلاوية الرسمية بعيدة عن تبريرات أخذت بُعداً مختلفاً عن الواقع سواء من خلال نقدهم للطريقة الدفاعية التي اتبعها مدرب الاتحاد والتي لا تُعد عيباً أو بادعائهم خشونة لاعبي الاتحاد !