نجح الإتحاد في الفوز ببطولته الخاصة في مباراة كان نجمها الأول رجال الإسعاف والهلال الأحمر الذين نقلوا معظم لاعبي الأهلي للعلاج خارج أرض الملعب حيث تفنن لاعبوا العميد في تقدم أرقى أنواع الفنون القتالية التي بدأها أسامة المولد بلكمة خطافية داعب بها وجه الحوسني قبل أن يكرمه بإنبراشة ساحرة نقلته لدكة البدلاء ومنها لأقرب عيادة طبية وأنهاها الشاب أحمد عسيري بوثبة ثلاثية كادت أن تقعد تيسير عن الوقوف على قدميه مدى الحياة بالإضافة لبعض الأكروبات الإحترافية التي أمتع بها أبو سبعان وكريري كافة متابعي اللقاء الذين شاهدوا بالومينهو وهو يذرف الدموع حسرة على ضياع مستقبله الرياضي على يد ( مقاتلي النينجا ) في مشهد لا يرقى للتنافس الرياضي الشريف الذي يكفل لك اللعب بتسعة مدافعين وتكوين حوائط بشرية أمام حارس مرماك ويكفل لك إضاعة الوقت في لقاء لا يقدم ولا يؤخر ولكن هو لا يكفل لك اللعب على مفاصل اللاعبين وتحويل ساحة اللقاء لدورة تثقيفية في فنون الإسعافات الأولية فقلة الحيلة لاتعني تجاوز الأعراف الرياضية وسطوة الفريق المنافس لا تتطلب إيقافه بكافة الوسائل المشينة ومحاولة حرمانه من بطولة تتجه إليه صاغرة لا تورد بهذه الطريقة البدائية التي سادت أيام طيبي الذكر أحمد جميل ومحمد الصحفي وأحمد خريش وذهب ضحيتها العديد من نجوم الكرة السعودية السابقين . فكرة القدم تنافس رياضي شريف يجب ألا يتجاوز أطره السامية مهما كانت الذرائع فالمرتبة السادسة التي ينفرد بها الإتحاد دون منافس ليست حدثا فريدا وسبق وأن تمتع مسؤلوه وأنصاره بمزاياها الدافئة طوال ثلاثة عقود مظلمة كان الأهلي حينها سيدا لجدة ومالكا حصريا لكافة الكؤس الملكية ومحاولة تجيير بطولة الدوري للشباب نكاية في الأهلي الذي أذاق ( نور ) ورفاقه الأمرين في أربعة نهائيات متتالية هي مغامرة ساذجة تحولت لصفعة أفسدت طعم البطولة الاتحادية لأن حليفهم لم يستطع الأكل بيده ووضع نفسه تحت رحمة الملكي الذي سيعيد ترتيب أوراق الساحة الرياضية وسيقدم في النهائي الموعود درسا بالمجان لهواة الإثارة الممجوجة والعزف على وتر الاستفزازات البالية . منذ بداية اللقاء وضح جليا أن لاعبي الإتحاد كانوا يبحثون عن أهداف محددة ومجدولة يأتي على رأسها حرمان الأهلي من أبرز لاعبيه قبل مواجهته للشباب وهو مانجحوا فيه بامتياز حيث بات في حكم المؤكد غياب عماد الحوسني وبالومينهو وكاد أن يلحق بهما تيسير الجاسم لولا لطف الله . بارك الأهلاويون بكل رقي لأشقائهم الفوز ببطولتهم الخاصة وطووا صفحة هذا اللقاء ماضين قدما في تجهيز فريقهم لخوضي اللقاءين الذي يفصلانه عن تحقيق بطولة كأس الدوري وهنا تتجلى مدى عظمة الفرق الكبيرة ومدى تباين الطموح بينها وبين فرق الوسط والمؤخرة التي لا تتجاوز طموحاتها تعطيل فرق المقدمة وتحقيق إنجازات وهمية تقام لأجلها الاحتفالات والليالي الملاح فألف مبروك للإتحاد بطولته الخاصة وألف مبروك للأهلي اقترابه من تحقيق بطولة الدوري وحمدا لله على سلامة ماتبقى من لاعبيه . إصابة عماد الحوسني وبالومينهو وعدم قدرتهما على إكمال اللقاء إضافة لتغاضي الحكم ( البلجيكي ) عن طرد أسامة المولد صعب من مهمة الأهلي في إدراك التعادل ومن ثم التقدم ولكن يبقى الأهلي متى ماتجاوز الرائد هو الأقرب لتحقيق بطولة الدوري نظرا لإقامة اللقاء المفصلي لختام البطولة ( الحقيقة ) على أرض المجانين الذين تعهدوا بتحقيق البطولة متى ما كانت جولة الحسم في ملعب النار . ظهر الحكم العالمي خليل جلال بمستوى تحكيمي رائع حفظ به هيبة التحكيم المحلي داحضا بذلك كل الشائعات التي طالته وحاولت التأثير على قراراته التي أتت منصفة للفريقين وخصوصا الشباب الذي منحه ركلة جزائية وتساهل مع خشونة ونرفزة معظم لاعبيه وقدم في منتصف شوط اللقاء الثاني خدمة جليلة لخالد البلطان وفريقه حين أشهر البطاقة الحمراء للاعب الاتفاق يحيى حكمي مما أخجل البلطان وأرغمه على الثناء على جلال الذي دلل على أن ( الإبداع ) مرتبط دائما بالأهلي . سيتأثر الأهلي كثيرا فيما لو أبعدت الإصابة الحوسني وبالومينهو عن المواجهتين القادمتين ولكن ورغم هذه الخسارة الفادحة يبدو أن ( الملكي ) هو الأقرب لتحقيق بطولة الدوري وما تعثره أمام أبطال ( النينجا ) إلا استراحة محارب أراد من خلالها منح البطولة مزيدا من الإثارة لحين استدراج فريسته المنشودة في لقطة الختام . يأخذ بعض الأهلاويون مأخذا على الأمير خالد بن عبد الله مفاده عدم الرد على بعض التصريحات المسيئة التي يطلقها بعض رؤساء الأندية وأقاربهم لذلك نذّكر بأن الأمير خالد بن عبد الله تجاوز عن أشخاص أكبر قيمة وقامة من هؤلاء