كشفت وزارة الداخلية أمس تفاصيل (117) عملية أمنية محكمة نفذتها أجهزتها المختصة خلال الأربعة أشهرالماضية ونجحت من خلالها في تفكيك عدد كبير من الخلايا والشبكات الإجرامية المتخصصة في تهريب وترويج المخدرات للمملكة. وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصورالتركي في مؤتمر صحفي أمس إن هذه العمليات أسفرت عن القبض على (681)متهماً بينهم مواطنون ومتورطون من (33)جنسية أخرى. ونفى اللواء التركي في إجابته على سؤال ل"الرياض"وجود قصور في تعامل باقي أجهزة الدولة المختصة مع وزارة الداخلية في مواجهة هذاالخطر الذي تتعرض له المملكة من عصابات المخدرات مؤكداً في إجابته أن الكميات الكبيرة التي يتم ضبطها تكشف الجهدالكبير الذي يبذل في هذاالاطار،إلا أنه شدد على أهمية الجانب الوقائي في هذه المواجهة مؤكدا أن الكلام وحده لا يكفي للسيطرة على سلوكيات البعض ورفع ثقافة الوعي لديهم داعياً في هذاالصدد الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم وعدم ترك الفرصة لأبنائنا للتورط في هذه الآفة والتمادي فيها. نأمل في تعاون الدول التي تستغل أراضيها لعبورالمخدرات لبلادنا..ودورالإعلام كبير وأضاف التركي في سياق حديثه أن ما ميز هذه العمليات الأمنية التي أسفرت عن هذه الضبطيات هو ضبط كمية كبيرة من الموادالمخدرة أثناء عملية نقلها بين المدن منها خمس حالات كان أصحابها يصطحبون زوجاتهم وأسرهم خلال العملية للتمويه على رجال الامن الذين كانوا على يقظة وتنبهوا لهذه الحيل. ودعا المتحدث الأمني في إجابته على سؤال "الرياض"إلى جهد أكبر على المستوى التربوي وبالمساجد وغيرها إضافة إلى دورالاسر في ملاحظة سلوكيات أبنائهم خصوصا الصغار منهم،مؤكدا انهم ينظرون لنتائج اكبر وادوار بحاجة لتفعيل اكبر في هذاالمجال،وأضاف أن الأحكام الشرعية بحق المروجين والمهربين تعلن وبالذات احكام القتل واعداً في حديثه بإعلان العقوبات الصادرة في هذاالشأن ابتداءً من البيان المقبل. وفي سؤال حول تدخل الداخلية في البرامج التلفزيونية التي تصور المروج كالبطل أوضح التركي أن الداخلية سلطه تنفيذية ولايمكن لها ان تتدخل فيمن يشارك في هذه البرامج إلا أنه تمنى من الاعلاميين والمثقفين وكتاب المسلسلات وغيرها أن يساهموا في هذا الجانب الهام في ابراز الصور الايجابية مؤكدا هنا على دور الاعلام الكبير ورسالته القوية سواء على المستوى التربوي او الثقافي مشددا على ان هذا الدور سيضمن لنا ان نكون يدا واحدة لخلق جيل قادر على تحمل مسؤولياته وادراك خطورة ماقد يضره. وحول وجود كميات كبيرة من الاموال مع هؤلاء المهربين أفاد التركي انها متلازمة مع هذه الاطراف حيث يحرص المهرب على جمع الاموال كما تدخل كذلك جرائم اخرى في هذاالسياق كتبييض الاموال، وعن وجود دراسات لاسباب الترويج واعمار المروجين أوضح المتحدث الامني في معرض حديثه ان هنالك العديد من الدراسات في هذا الشأن مشيرا الى ان الشبكات الاجرامية تتجه عادة لمن تتوفر لديه السيولة المادية لنشر سمومها. نسعى لخلق جيل يتحمل مسؤولياته وإعلان خلو المملكة من المخدرات..والكلام لايكفي لمواجهة الخطر وشدد التركي خلال المؤتمرالصحفي على ضرورة الاشراف الطبي في مسألة صرف واستخدام العقاقير الطبية حتى لاتستغل موادها بين المروجين، وفي سؤال عن الاستحكامات الامنية الحدودية الجديدة بيَّن التركي ان العمليات التي تم ضبطها كانت عبرالحدود الجنوبية والسواحل البحرية وشمالا تمت عبر النقاط الرسمية مما يدلل على ان تلك الاستحكامات تؤدي دورها المطلوب. وعن وقت إعلان خلو المملكة من المخدرات أشارالمتحدث الامني أن ذلك هدف الكل يسعى اليه ولكن لاننسى ان بلادنا مستهدفة حيث لايمر يوم إلا وتتعامل فيه الاجهزة المتخصة مع قضية تهريب مفيدا ان المساعي قائمة لمنع دخول أي مواد للمملكة متمنيا في هذاالصدد ان تقوم الدول التي تمر المخدرات عبرها للمملكة بجهود اكبر للحيلولة دون ذلك . وعن طبيعة هذه الشبكات أوضح التركي ان جميع من يتعاملون معهم مباشرة لايكونون ضمن المنظومة التي تقف على هذه العمليات حيث يحرص اصحابها على الزج بأشخاص لا ارتباط بينهم موضحا انه متى ما اظهرت التحقيقات وجود تنظيم خلف هذه العمليات فلن يترددوا في القيام بمهامهم للتعامل معه. وعن وجود جنسيات إيرانية وسورية بين المتورطين دعا التركي الى عدم اخذ المواضيع ابعد من ذلك مشيرا الى انها ليست المرة الاولى التي يعلن فيها عن الجنسيات والتي شملت (33)جنسية اخرى. وعن الشبكات التي تم ضبطها افاد التركي ان احداها كانت تهرب المخدرات انطلاقا من الاراضي الايرانية واخرى في الاردن وعملية تمت بواسطة غواصة بحرية واخرين كانوا قادمين للعمرة .