أدخل مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض تقنية حديثة لتشخيص مرض الدرن خلال24 ساعة في وقت تستغرف الطرق التقليدية المتبعة نحو 30 يوماً للحصول على النتيجة النهائية. ويقوم جهاز متطور في فحص منتجات الخلايا اللمفاوية من نوع (ت) بعد تحليل عينة الدم المأخوذة من مريض الدرن وإعطاء نتائج دقيقة للغاية. ويعد مرض الدرن من أخطر الأمراض المعدية والمنتشرة في مناطق مختلفة من العالم ويصيب الرئتين بصفة رئيسية غير أنه يمكن أن يصيب أعضاء الجسم المختلفة كالمخ والعظام وتسبب المرض عصيات الدرن وهي نوع من أنواع البكتيريا تنتشر عن طريق العطس من الانسان المصاب، وقد تنتشر عن طريق اللبن من ماشية مصابة بهذا المرض. وتشير دراسات محلية سابقة إلى أن نسبة الإصابة بجرثومة الدرن النشط بين السعوديين تتراوح ما بين 32 إلى 64 حالة في كل مائة ألف مواطن بينما تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود مصاب واحد من بين كل ثلاثة أشخاص حول العالم بالمرض بنوعيه النشط والكامن من بينهم 8 ملايين يعانون من النوع النشط يموت منهم مايزيد على مليوني مريض سنوياً. وبحسب الدكتور سعيد درميم رئيس مختبر المناعة بمركز الأبحاث في المستشفى التخصصي فإن جرثومة الدرن قد تعيش في بعض الحالات في حالة كمون وتعطي إنطباعاً بخلو المريض من الدرن ويجري تشخيص هذه الحالات حالياً عبر عدة طرق منها الفحص المجهري والذي قد يظهر نتيجة سلبية (عدم وجود الجرثومة في جسم الإنسان) إذا لم تكن مسحة البلغم تحتوي على عدد كبير من الجرثومة، والفحص عن طريق استزراع الجرثومة التي قد تحتاج من 4 أسابيع إلى 8 اسابيع للكشف عنها، وطريقة وخز الجلد حيث يمكن أن تظهر النتائج إيجابية (وجود الجرثومة في جسم الإنسان) عن طريق الخطأ بسبب التطعيم وليس بسبب الإصابة، والفحص عن طريق أشعة الصدر وتكون نتائجها أحياناً غير دقيقة بسبب ا لالتباس مع الالتهابات الأخرى. وشرع فريق من علماء مركز الأبحاث في المستشفى التخصصي ممثلا بمختبر المناعة برئاسة الدكتور سعيد درميم بالاشتراك مع الدكتورة فاتن الزامل من جامعة الملك سعود والدكتور عبدالرحمن الراجحي رئيس قسم الطب الباطني بالمستشفى التخصصي في توطين تقنية قياسية مناعية جديدة تمكن من تشخيص مرض الدرن بكفاءة وسرعة عالية حيث يعتبر مركز الأبحاث في المستشفى التخصصي الوحيد في المنطقة الذي يدخل هذه التقنية في وقت يقوم عدد من علماء ا لمركز بعدة بحوث من أهمها المسح الجيني لجرثومة الدرن واكتشاف سلالاتها المختلفة في المملكة.