افتتح صباح أمس سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المعرض الدولي للكتاب في دورته الثلاثين بمشاركة 750 ناشرا يمثلون 42 دولة خليجية وعربية وأجنبية وتم اختيار المملكة العربية السعودية ضيف شرف لدورته هذا العام حيث شاركت المملكة في المعرض بجناح متخصص وكبير أعدّ لهذه المناسبة شاركت فيه أكثر من 80 دار نشر من الوزارات والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة بالإضافة الى دور النشر والمكتبات وقد حضر الافتتاح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة وعدد من الوزراء وأصحاب المعالي والسعادة من المملكة العربية السعودية بالإضافة الى القنصل السعودي العام والملحق الثقافي وأصحاب دور النشر العارضين السعوديين وعدد من الطلبة السعوديين الذين أقاموا احتفالية ترحيبية بهذه المناسبة. د. خالد العنقري: نشكر الشارقة لاختيار المملكة ضيف شرف هذا العام وهذا ما يعزز الثوابت العربية والإسلامية لهويتنا الحضارية وقال معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أثناء افتتاح معرض الشارقة الدولي وبمناسبة اختيار المملكة ضيف الشرف قال: منذ عام 1982 وإمارة الشارقة في عشق متواصل مع الكلمة المكتوبة، ومنذ ذلك الحين ومعرض الشارقة الدولي للكتاب يبني سمعة طيبة عربية ودولية ليكون من المحافل والمناسبات الثقافية المهمة التي تجعل المعنيين بالنشر يضبطون على مواعيده مشاركاتهم السنوية، ويأتي حرص إمارة الشارقة على تبنيه وتنفيذه على الدوام وهذا يأتي من الثوابت العربية والإسلامية لغرسها في نفوس وعقول الناشئة حفاظاً على هويتنا الحضارية، وصونا لها من التبدد والضياع في عصر العولمة، ان الكتاب بأشكاله التقليدية والرسمية هو الوعاء الأساسي لتلقي المعرفة، وان تعدد مصادر التلقي مهما تيسرت يبقى الكتاب هو واسطة عقدها، وإذا كانت الأرقام تتحدث ان النسبة ضئيلة جداً لما يقرؤه العرب سنوياً فان ذلك لا ينبغي ان يعيق تواصل الجهود لتقريب الكتاب وتحديده للمتلقي العربي واتخاذ كافة السبل ومنها المعارض الدولية للكتاب لردم الفجوة وكسر حدة الجفوة بين القارئ العربي والكتاب، لقد حرصت وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية وبتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (أيده الله) على ان تكون مشاركة المملكة متميزة في هذا المعرض على الرغم من قصر المدة التي اتيحت للاستعداد له وفي اختتام كلمته تقدم معالي وزير التعليم العالي بشكر جزيل لسمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة على دعوته للملكة العربية السعودية لتكون ضيف شرف في هذا المعرض. عماد عدنان مدني: اختيار المملكة كضيف شرف يدل على أهمية ومكانة العلاقة المميزة بين الشعبين وقال الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام ل"الرياض": أولاً نشكر حكومة الشارقة على إقامة هذا المعرض المهم المتميز الذي يثري الفكر والثقافة في الوطن العربي والمنطقة الخليجية لأهميته ومحتواه كما نشكر حكومة الشارقة لاختيار المملكة العربية السعودية ضيف شرف للمعرض هذا العام وهذا ما يعزز الروابط الأخوية والثقافية والفكرية المتجانسة بين البلدين (المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة) وقد سررنا بمشاركة المملكة بهذا الجناح المتميز والذي اشعرنا بالفخر والاعتزاز من حيث التنظيم والإعداد وحجم المشاركة بهذا المستوى الذي يليق بسمعة ومكانة المملكة العربية السعودية. وقال السفير السعودي ابراهيم البراهيم إن اختيار المملكة العربية السعودية كضيف شرف في هذا المعرض في دورته الثلاثين شاهد إضافي على العمق التاريخي المتين للعلاقات والروابط والصلات المتينة بين البلدين الشقيقين، وتعزيز لأواصر المحبة التي تجمع بين قيادتهما الرشيدة وشعبيهما العزيزين، واستمرار للتعاون المشهود في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والثقافية، وذلك تحت منظومة مجلس التعاون الخليجي وذلك في ظل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعية إلى حوار الحضارات، هذا الاختيار المقدر عاليًا يأتي استشعارًا لما تشهده المملكة من حراك ثقافي مميز على الساحة العربية. وبين معالي السفير السعودي بأن المملكة تحرص على المشاركة ومواكبة النجاحات الدولية التي تحققت في هذا المعرض الدولي المهم الذي رسم له وبكل فخر واقتدار في خارطة معارض الكتاب الدولية موقعًا عالميًا ومكانة متميزة، وذلك بهدف إثراء التجربة، وتعزيز العلاقات الثقافية وتجسيرها ليس لخدمة شعوب المنطقة فحسب، بل لخدمة الشعوب المحبة للثقافة في الشرق والغرب. د. صالح السحيباني: استضافة المملكة ضيف شرف يلقي على عاتقنا جميعًا جهدًا مضاعفًا ومسؤولية كبيرة واستدرك معاليه قائلاً قد يظن البعض بأن هذه الشراكة الثقافية الوطيدة بين البلدين الشقيقين حديثة العهد والتاريخ، والحقيقة أنها متجذرة في عمق تاريخ البلدين، وإن ما يتمتع به البلدان من تطور مذهل شمل مختلف مناحي الحياة، كل ذلك بفضل الله تعالى، ثم بفضل التجربة الوحدوية التي أسسها القائدان العظيمان في كيان هذين البلدين الشقيقين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وصاحب السمو الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراهما وتغمدهما بواسع رحمته وغفرانه. وقال سعادة الأستاذ عماد عدنان مدني القنصل السعودي العام لدبي والإمارات الشمالية ل"الرياض": نشكر حكومة الشارقة لاستضافتها المملكة العربية السعودية كضيف شرف لهذا المعرض الدولي للكتاب للمرة الأولى وبهذه المناسبة نهنىء حكومة الشارقة بمرور 30 عاماً على استمرار إقامة المعرض الدولي للكتاب ، وعن مشاركة جناح المملكة قال مدني إنها مشاركة رائعة ومميزة تليق بهذا التكريم المميز وهذا يدل على قوة ترابط الشعبين السعودي والإماراتي واهتمام حكومتنا الرشيدة في الثقافة والأدب والفكر نتمنى مزيداً من التلاحم والتعاضد والمشاركات الأوسع لما يعزز مكانة بلداننا وتطويرها. وأكد بدوره الدكتور صالح بن حمد السحيباني الملحق الثقافي السعودي في دولة الإمارات العربية المتحدة على عمق العلاقات التاريخية الثقافية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قال: إن ما يشهده البلدان الشقيقان (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة) من حراك ثقافي مبشر بنهضة ثقافية شاملة تواكب التطور الكبير في كل مناحي الحياة في هذين البلدين، وذلك تحت قيادة حكيمة وتوجيهات سديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – يحفظهما الله تعالى –، وحرصهما الكبير على أن تكون هذه الثقافة معبرًا لإشاعة قيم الإسلام النبيلة المرتكزة على التسامح والتعاون، وكذا السجايا الحميدة التي تنتجها هذه الثقافة الأصيلة بما يعود على البلدين الشقيقين بالخير والتقدم والازدهار، وعلى الأمة الإسلامية جمعاء بالنفع والفائدة، وكذلك على الأمم الأخرى بالسلام والوئام، مشيرًا إلى أن ما يشهده البلدان من تطور سريع ومنجز ثقافي مشرف لا ينفصل البتة عن ماضيهما العريق، وهو بقدر تمسكه بأصالته، فإنه متفاعل مع غيره في إطار حضاري مستنير. وذكر د. السحيباني بأن المشهد الثقافي في البلدين ليس في معزل عن بعضهما البعض، فالثقافتان متشاركتان في مكوناتهما، ومتشابهتان في منبعهما، إذ تنعكس على هذا المشهد شخصية الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة التي تحافظ على الثوابت وترتكز عليها للانطلاق إلى المستقبل والحضارة بكل تفاؤل، ذلك أنها ثقافة قائمة على الاتصال والحوار والابداع والإنتاج، ومبنية على التسامح والتعارف والوئام.. وأشاد بما تحقق من إنجاز مبهر في هذا الشأن، مشيرًا إلى النتائج المثمرة التي تحققت مؤخرًا – بخاصة – في ظل الشراكة المتينة بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض وجامعة الإمارات في العين في تدشين الفهرس العربي الموحد. د. عبدالعزيز خوجة: مشاركة المملكة كانت واسعة وسارة ومميزة وقال الملحق الثقافي السعودي إن وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية وبتوجيهات سديدة من لدن معالي الوزير الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد السيف تحاول أن تقدم من خلال هذه المشاركة عصارة فكر مثقفينا، وخلاصة كتاباتهم وتجاربهم وإبداعاتهم العلمية والفكرية والمعرفية، حيث إن العالم لا يمكن له أن يأتي إلينا ليتعرف علينا، ولكن الواجب علينا هو تقديم أنفسنا وبلدنا العزيزة بالصورة الصحيحة، وبالشكل المشرف الذي نرضاه لأنفسنا، مؤملاً أن تعكس هذه المشاركة وتلك الاستضافة المكانة المتميزة للمملكة في القلوب، مبينا بأن استضافة المملكة كأول دولة تكون ضيف شرف في معرض الشارقة في دورة هذا العام يلقي على عاتقنا جميعًا جهدًا مضاعفًا ومسؤولية كبيرة،. وأضاف بأن مساحة الجناح السعودي تصل قرابة 200 م، حيث سيضم هذا الجناح عدداً كبيراً من الجامعات السعودية، إضافة إلى أحدث إصدارات الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة التي تشارك كل عام بأحدث مطبوعاتها وآخر إصداراتها وإنتاجها الفكري، كما أن الجناح السعودي سيشتمل هذا العام على أركان متعددة تثري هذه المشاركة المتميزة، وأخرى لها ارتباط ببعض المناسبات. وعن الجديد في مشاركة المملكة في معرض هذا العام قال د. صالح السحيباني بأنه خصص ركن للكتاب الإلكتروني يشتمل على أحدث الإصدارات السعودية في كافة مناحي الثقافة والعلم والمعرفة، كما أن هناك قسمًا خاصًا لجمعية الناشرين السعوديين سيكون داخل الجناح مع العلم أن دور النشر السعودية المشاركة يصل عددها إلى (80) دار نشر تقدم للقارئ اهم واَخر الإصدارات في مختلف المجالات، كما أن الجناح سيقدم كتباَ تاريخية مميزة عن تاريخ الجزيرة العربية بكل حدودها الجغرافية، موضحًا بأن الكتب العلمية التى تطبعها الجامعات السعودية سيكون لها نصيب وافر في جناح المملكة بحكم أهميتها العلمية وغزارتها المعرفية، ذلك أنها تصدر وبشكل متواصل، حيث تتناول موضوعات مهمة في كافة التخصصات والمجالات. إبراهيم البراهيم : اختيار المملكة شاهد إضافي على العمق التاريخي المتين للعلاقات والروابط بين البلدين وهذا إضافة إلى الأسماء المشاركة في النشاط الثقافي فإن هناك عدداً من المثقفين والمفكرين السعوديين تلقوا دعوات كريمة من إدارة معرض الشارقة هذا العام للحضور، وآخرون سيأتون برغبتهم من خلال اهتمامهم بالكتاب والمعرفة وتركيزهم وبشكل خاص على معرض الشارقة الدولي للكتاب لما له من مكانة بارزة في الساحة الثقافية العربية . هذا ويستمر المعرض من تاريخ 16 الى 26 نوفمبر ويقام على هامشه عدة ندوات ومؤتمرات وأمسيات ثقافية وفكرية وأدبية يشارك فيها العديد من الكتاب والمثقفين السعوديين والخليجين والعرب .