شدد خبير ومستثمر في قطاع التعليم العالمي بالمملكة على أن التحديات العالمية تستدعى العمل بجد من اجل إصلاح منظومة التعليم وجعلها قادرة على تحقيق طموحات الشباب، ورفع مهاراتهم ومعارفهم وجعلهم قادرين على تحقيق النجاح في سوق العمل، وجعلهم مؤهلين للمنافسة في الاقتصاد المعرفي. وقال الدكتور منصور بن صالح الخنيزان رئيس اللجنة الوطنية للتعليم العالمي والدولي بمجلس الغرف السعودية خلال ترؤسه إحدى جلسات مؤتمر "استدامة التعليم لبناء جيل قادر على قيادة المستقبل" الذي عقد مؤخرا بدبي بأن معالجة الإخفاقات التي يواجهها العالم في مجال تحقيق الرفاهية، وتقليل مستويات الفقر والجوع في العالم، والتي هي قضايا يلعب التعليم طرفا أصيلا فيها يستوجب العمل على تطوير وتحديث منظومة التعليم وربطها بالعملية التنموية لبناء جيل قادر على قيادة المستقبل. وأضاف بأن لا أحد يستطيع أن يغفل خطورة التأثير المتبادل بين العولمة والتعليم في عالمنا اليوم، حيث إن أجندة العولمة في مساراتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أثرت على توجهات عملية الإصلاح التربوي في جميع دول العالم، وأدت إلى إعادة هيكلة التربية ضمن سياق العولمة والسياسات الوطنية، كما صاحب العولمة ظهور مفاهيم جديدة في التعليم، مثل التعليم المفتوح، والتعليم عن بعد، والتعليم للجميع، وظهر مجتمع افتراضي في مجال التعليم بعد أن زاد التزاوج بين العملية التعليمية وتقنية وشبكات المعلومات في العالم. وقال الخنيزان بأن العولمة عززت من أهمية التعليم بمفهومه الواسع، وذلك بعد أن بثت روح المنافسة بين دول العالم، تلك المنافسة التي سادت أسواق السلع وأسواق الخدمات، وأسواق العمل، وميادين الإبداع والابتكار والاختراع، وكذلك بعد أن نجحت العولمة في تحويل اقتصادات العالم وتنمية الشعوب من الاعتماد الكثيف على الموارد الطبيعية الموروثة إلى الاعتماد على عنصر المعرفة المكتسب بالتعليم. وحذر من تداعيات العولمة على المدرسة والمعلم والطالب وما تفرضه عليهم من تحديات، حيث لم تعد العلاقات التقليدية بين أطراف العملية التعليمة كما كانت في الماضي، داعيا في ذلك للبحث عن أفكار وأساليب غير تقليدية في مجال تخطيط التعليم، وتطوير دور القيادات التربوية في المدرسة، ودور المعلم، ودور الطالب، من أجل استثمار وتطوير العملية التربوية كمنظومة مستدامة تتميز بمنهج شامل ومتكامل ينمّي المعارف ويعزّز المهارات والقدرات اللازمة لجميع عناصرها بهدف تحقيق مستقبل مستدام.