بدأت إدارة الخدمات التعليمية في الهيئة الملكية بالجبيل، التطبيق التجريبي لمشروع (منظومة معرفة) خلال الفصل الدراسي الثاني من هذا العام، وأوضح عبدالعزيز بن عبدالله المسند مدير إدارة الخدمات التعليمية لشمس” أن عملية تحسين التعليم وتطويره من أبرز تطلعات الهيئة الملكية باعتباره من الخدمات المتكاملة التي تساهم في إيجاد بيئة استثمارية جاذبة وميزة تنافسية لمدينة الجبيل الصناعية، كما أن تطوير التعليم عملية استثمار استراتيجية وقوة تطويرية مهمة في مجتمع المعلومات، خصوصا أن الاقتصاد العالمي الذي تقوده المعرفة يفرض علينا أن نعد طلاب اليوم وفقا لرؤية المستقبل ومتطلباته مع الحفاظ على الهوية. كما أشار إلى أن نماذج التعليم التقليدية لم تعد قادرة على الوفاء بمتطلبات التعليم في عصر المعرفة، ولابد من إعادة صياغة المفاهيم التعليمية واستراتيجيات التعليم والتعلم بطريقة جديدة وإعادة بناء بيئات التعلم المختلفة بما يتلاءم مع متطلبات العصر. مبينا أن خطة تطوير التعليم في الهيئة الملكية بالجبيل انطلقت منذ عام 1426ه وارتكزت على نظام التعليم الإلكتروني وبرنامج تنمية التفكير والإبداع، وقد بارك الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود - رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع - نظام التعليم الإلكتروني عند زيارته في شهر ربيع الآخر من عام 1426 ه لمدرسة الإمام عاصم لتحفيظ القرآن الكريم، التي كانت تحتوي على 12 فصلا دراسيا مزودا بأجهزة تعليم إلكتروني، ومنذ ذلك الوقت نفذت الإدارة الكثير من المبادرات لإحداث ثورة في مجال دمج تقنية المعلومات والاتصالات في التعليم حتى استكملت البنية التحتية. وأفاد بأن الإدارة اتخذت “الاستثمار في جيل المستقبل” شعارا لتطوير التعليم لتحقيق رؤية مهمة وهي (تعليم متميز يساهم في بناء قدرات معرفية إبداعية لجيل المستقبل تؤهله للعطاء والابتكار والمنافسة العالمية والتفاعل الايجابي مع تحديات العصر مع الحفاظ على الهوية). كما تم اعتماد استراتيجية للعمل تقوم على “استثمار أقصى طاقات المعلمين والمتعلمين بأساليب تعليمية إلكترونية في مناخ مثير للتفكير والإبداع وصولا إلى بيئة تعليمية جاذبة ذات جودة عالمية تحقق رؤية الهيئة الملكية للجبيل وينبع”. وتحدث مدير التعليم عن أن مشروع منظومة معرفة يأتي تتويجا لجميع المبادرات السابقة ويتكون من جانبين مهمين: الأول التعليم الإلكتروني (نظام إدارة التعليم)، والثاني بوابة الخدمات الإدارية الإلكترونية، وأضاف أن منظومة معرفة هي بيئة تعليمية إلكترونية متكاملة تعتمد على التعلم الذاتي والتشاركي النشط وبوابة للمعرفة والإبداع لمدارس الهيئة الملكية بالجبيل يتم توظيفها في الحياة الواقعية ضمن إطارها التربوي والثقافي والأخلاقي، وهي بذلك مشروع استراتيجي بعيد المدى ليمثل – بمشيئة الله تعالى – نموذجا سعوديا يضاهي النماذج العالمية. موضحا أن منظومة معرفة تحقق عدة أهداف وفوائد عن طريق أربع مهام استراتيجية هي: (تطوير تنظيمي - تطوير تعليمي - تطوير مهني - تطوير تقني). وعن نموذج التعليم الإلكتروني الذي سيتم تطبيقه أشار مدير التعليم الى أن هنالك عددا من النماذج المتعلقة بتوظيف التعليم الإلكتروني في عملية التعليم والتعلم، والنموذج الذي سيتم تطبيقه هو النموذج المخلوط (المدمج)، وفيه يوظف التعليم الإلكتروني مع التعليم الصفي (التقليدي) في عملية التعليم والتعلم، حيث يتشاركان معا في إنجاز هذه العملية. وزاد: “سيتم اختيار نوعين أساسيين لتطبيق التعليم الإلكتروني هما: التعليم المعتمد على الكمبيوتر والتعليم المعتمد على الشبكات. واستطرد بأنه تم البدء في تطبيق المشروع بصورة تدريجية، حيث تم تدشين بوابة الخدمات الإدارية الإلكترونية في جميع المدارس، وسيتم تطبيق نظام إدارة التعلم في مدرسة الدفي الثانوية خلال الأيام المقبلة حتى الوصول بإذن الله إلى التطبيق الكامل للمشروع في جميع المدارس. وتحدث مدير التعليم عن سعي إدارة الخدمات التعليمية لتكوين ثقافة التعليم الإلكتروني؛ فنجاح التعليم الإلكتروني مرتبط بقناعة الفئات المستهدفة والمجتمع؛ لذا سيتم تنفيذ حملة عبر وسائل الإعلام المختلفة وإصدار المنشورات وغيرهما داخل المدارس وخارجها؛ بهدف نشر الثقافة المعلوماتية وبيان فوائد التعليم الإلكتروني وتحفيز المجتمع للتعامل والتفاعل مع هذا النوع من التعلم. كما أكد أن للمعلم دورا كبيرا في إنجاح التعليم الإلكتروني فهو من سيقود الأنشطة التعليمية، وتنظيم المقررات وإدارة المجموعات وغيرها، وهذا يتطلب تغيرا في دور المعلم؛ لينتقل إلى المعلم الميسر لعملية التعلم، المرشد للطلاب، المصمم لبيئات التعلم المختلفة. وأشاد مدير التعليم بأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والإشرافية في مدارس الهيئة الملكية وبالجهود التي يبذلونها، التي تعتبر رافدا مهما من روافد العمل على تحقيق المشروع لأهدافه، وأكد أنه لا عجب أن نرى مسيرة الإبداع في مدارسنا في تجدد مستمر، وان تزدهر ساحة العطاء كل يوم برموز جديدة وأفكار متجددة بفضل الله ثم بالدعم غير المحدود الذي يجده التعليم ومنسوبوه من جميع المسؤولين في الهيئة الملكية. واختتم عبدالعزيز بن عبدالله المسند مدير إدارة الخدمات التعليمية حديثه بأن هذا الجهد المتمثل في هذا العمل (مشروع منظومة معرفة) هو إحدى ثمار دعم واستثمار الهيئة الملكية في الإنسان؛ وتم من أجل إحداث نقلة نوعية في التعليم تسهم بفاعلية في إعداد جيل متنوع بتخصصاته، عال بأخلاقه، مميز بعطائه، شامخ بأحلامه، جدير بمسؤولياته، يعكس تاريخ وقيم المجتمع السعودي وتطلعاته إلى مستقبل زاهر في ظل منافسة عالمية تتسارع متغيراتها في عالم جديد عالم مجتمع المعرفة.