عاد قانون الهجرة البريطانية الحافل بالثغرات مرة أخرى إلى دائرة الأضواء مؤخراً إثر صدور حكم بالسجن لمدة عشر سنوات بحق العقل المدبِّر لشبكة الزيجات المزيفة التي حققت «ثروة» قدرها مليون جنيه استرليني. وكانت جاسويندر غيل، البالغة من العمر 42 عاماً، قد تحايلت على مكتب خدمات الهجرة بعد أن أقامت شبكة زواج لمساعدة الرجال الهنود على التدفق إلى المملكة المتحدة زرافات ووحداناً. وقد وصفت الشرطة غيل بأنها «جشعة ومراوغة»، حيث نصبت أحابيلها على ضحاياها من الفتيات والنساء في مقتبل العمر ممن يحلمن بمستقبل زاهر في بريطانيا، وبصفة خاصة في مجال عرض الأزياء، وذلك من خلال خداعهن بإشراكهن في احتفالات مزيَّفة. وقد تم إرسال النساء البريطانيات المنحدرات من «أصول آسيوية إلى الهند حث يحدوهَّن الأمل في الشروع في مشاوير فنية وتراودهن الأحلام في أن تلتقطهن أعين وكلاء أفلام بوليوود، معقل السينما الهندية. بيد أن أدوار البطولة التي تكون في انتظارهن على صعيد الواقع ليست سوى الزواج من رجال غرباء تماماً - هم عبارة عن هنود يتوقون إلى بدء حياة عملية جديدة في بريطانيا. ففي جلسة سماع انعقدت بمحكمة التاج في آيسلويرث بمدينة لندن، أدلت غيل بإفادات شرحت فيها كيف أنها حصلت على مبلغ يصل إلى حوالي 14 ألف جنيه استرليني في مرة واحدة مقابل الترتيب لزواج زائف وغير حقيقي. وقد صدرت تهديدات لإحدى الضحايا بانها سوف تتعرض للاغتصاب إن هي احجمت عن التعاون. وشاركت فتاة أخرى في «تصوير حفل زواج» لتكتشف أنه لم يكن سوى حفل زفافها هي بدون علمها. وقد تركت في الهند لتعود إلى بريطانيا بطريقتها الخاصة. وتوجه القاضي سام كاثكودا إلى غيل مخاطباً إياها بقوله: «لقد قمت باستمالتهن والتأثير على كل منهن بطريقة أو بأخرى بالمشاركة في زيجات زائفة. وعندما ألقي القبض عليك، حاولت إغراء الشهود بالمكافآت النقدية لإقناعهم على العدول عن شهاداتهم وسحب إفاداتهم». وعندما فشلت في ذلك، لجأت إلى «فبركة» التهم وتوزيعها جزافاً، وعندما فشلت في ذلك أيضاً، قمت بحشد عدد من الشهود الذين قدموا إلى المحكمة ليدلوا بشهادات كاذبة». واجهشت غيل بالبكاء وانهمر الدمع من عينيها مدراراً عند النطق بحكم بحقها هي زوجها وثلاثة رجال آخرين. فقد كانت تعيش مع زوجها حياة ترف وبذخ، حيث تمتلك منزلين ضخمين وسيارات فاخرة تشتمل على سيارة مرسيدس وأخرى لكزس. وقد تعرفت الشرطة على 15 حالة زواج زائف ولكن هذا ليس سوى رأس جبل الجليد العائم كما يرى ضباط الشرطة. وتم أيضاً اقتفاء أثر أكثر من 325 ألف جنيه استرليني عبر حسابين مصرفيين فقط. ويسود اعتقاد بأن المبلغ يقارب المليون جنيه. وقد انكرت غيل وزوجها التهم الموجهة إليهما ولكن أسقط في يديهما وألقما حجراً عندما تم عرض زواج زائف على شريط فيديو على هيئة المحلفين، وهو شريط يحتوي على حفل زواج لشابة في التاسعة عشرة من عمرها، وهي مدمنة مخدرات. وبعد الزواج، هُجرت البنت فأنقدتها أسرتها التي أحضرت شريط الفيديو للمحكمة. واستمعت هيئة المحلفين إلى أن غيل كانت تدير شبكة أنشطتها من منزلها في هيز، غربي لندن. ويعتقد أن معظم أرباحها أصبحت مدخرات. أما ضحاياها فإنهن يشتملن على فتيات بريطانيات من أصول آسيوية يتم إغواؤهن وإغراؤهن بوعود كاذبة بالعمل كعارضات أزياء في الهند. ووافقت أخريات على الزواج من غرباء في بريطانيا والادلاء ببيانات كاذبة لسلطات سجل الأحوال المدنية. وقد صدرت أيضاً إدانة بحق غيل للمساعدة على دخول أشخاص إلى بريطانيا بطريقة غير مشروعة فضلاً عن التآمر لتضليل العدالة. أما زوجها ظهر شان البالغ من العمر 40 عاماً، فقد صدر بحقه حكم يقضي بسجنه لمدة ست سنوات بعد أن اعترف بالتآمر والمساعدة على حالتي دخول إلى بريطانيا بطريقة غير مشروعة. وأما فيصل راشد البالغ من العمر 31 عاماً وأحمد زبير البالغ من العمر 20 عاماً وعكاشة خناع البالغ من العمر 22 عاماً، فقد صدرت بحقهم أحكام تتراوح بين السجن والسجن مع إيقاف التنفيذ. وكانت غيل ومشاركوها قد وقعوا تحت قبضة العدالة في عام 2004م عن طريق شرطة سكوتلاند يارد.