تقدم المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا تقريرها عن سلامة الصحافيين وخطر الإفلات من العقاب إلى مجلس برنامج اليونسكو الدولي لتنمية الاتصال خلال الاجتماع الذي سيعقد اليوم ويواصل فعالياته غدا في مقر المنظمة الدولية بالعاصمة الفرنسية باريس. ويتضمن التقرير معلومات عن جرائم القتل التي دانتها اليونسكو في العامين المنصرمين 2010 و2011 وهي جرائم أودت بحياة 127 صحافياً، كما يشمل التوضيحات التي قدمتها الدول الأعضاء في المنظمة رداً على تساؤلات بوكوفا بشأن سير التحقيقات القضائية المتعلقة بكل جريمة قتل دانتها المنظمة خلال الأعوام ما بين 2006 و2009. وتشهد الإحصاءات التي جمعتها اليونسكو على العدد الهائل للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الذين قُتلوا في أثناء قيامهم بواجبهم المهني. ويفيد التقرير بأن "هؤلاء الصحافيين كانوا في معظم الحالات يجرون تحقيقات صحافية بشأن نزاعات محلية وممارسات الفساد وغير ذلك من الأنشطة غير القانونية" ويضيف "الكثير من الاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون والتي نفذت على يد عناصر من الشرطة أو موظفي أمن أو ميليشيات أو جماعات من غير الدول مثل جماعات الجريمة المنظمة"، ويوضح أن عدداً قليلاً من التحقيقات أدى إلى صدور حكم بالإدانة. بالإضافة إلى ذلك، يسلط التقرير الضوء على الحاجة الملحة إلى منع الإفلات من العقاب على هذه الجرائم التي تشكل أفظع انتهاك للحق في حرية التعبير، ومن بين جرائم قتل الصحافيين التي دانها المدير العام السابق للمنظمة بين العامين 2006 و2009 والبالغ عددها 245 جريمة، حصلت اليونسكو من الدول الأعضاء على معلومات بشأن 101 حالة وتبيّن أن تسعاً من هذه الحالات فقط صدر فيها حكم بإدانة المجرمين. وسينظر مجلس البرنامج الدولي لتنمية الاتصال خلال الاجتماع في مشروع خطة عمل الأممالمتحدة بشأن سلامة الصحافيين وقضية الإفلات من العقاب. ويمثل ذلك أول مبادرة تُتخذ على نطاق الأممالمتحدة لكبح جماح أعمال العنف المرتكبة ضد العاملين في مجال الإعلام. وسترتكز هذه المبادرة إلى مشاركة جميع الوكالات المعنية في منظومة الأممالمتحدة. وسيقدم مشروع خطة عمل الأممالمتحدة إلى اللجنة البرنامجية الرفيعة المستوى والجمعية العامة للأمم المتحدة فور اعتماده في مجلس البرنامج الدولي لتنمية الاتصال ، كما سيناقش المجلس قضية التوازن بين الجنسين في وسائل الإعلام. ويُعد البرنامج الدولي لتنمية الاتصال المنتدى المتعدد الأطراف الوحيد في منظومة الأممالمتحدة الذي يُعنى بتعزيز تنمية وسائل الإعلام في البلدان النامية وتقديم المساعدة لضمان توافر البيئة المؤاتية لتنمية وسائل إعلام حرة وتعددية في هذه البلدان.