قاد تفكيك الشبكة الدولية لتهريب المخدرات التي يتزعمها مواطن ليبي، إلى توريط حوالي 21 رجل أمن، بحسب ما أفادت مصادر قريبة من التحقيقات. وذكرت المصادر ذاتها أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقق مع هؤلاء الأمنيين، وهم من رتب مختلفة، بعدما وردت أسماؤهم في التحقيقات الأولية مع الموقوفين. وكان الأمن المغربي نجح في تفكيك شبكة مرتبطة بمافيا دولية لتهريب المخدرات، ينشط فيها مغاربة وليبيون وجزائريون ومصريون. وتشير محاضر الشرطة القضائية أن هؤلاء المهربين استطاعوا، بتواطؤ مع رجال أمن، تهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر الصحراء المغربية، إلى الجزائر ومنها إلى ليبيا ومصر. واعتقل الأمن المغربي زعيم هذه الشبكة وهو مواطن ليبي يدعى (عبد الرحيم .ام)، وأربعة من مواطنيه وخمسة مغاربة آخرين، في حين لا يزال البحث جاريا عن مجموعة أخرى، منهم مغاربة وجزائريين وليبيين ومصريين، أصدرت السلطات المغربية في حقهم مذكرات بحث وطنية ودولية. وحجز الأمن المغربي لدى الموقوفين ضمن عناصر هذه الشبكة مجموعة من السيارات (16 سيارة فاخرة وشاحنة واحدة)، ومبالغ مالية تفوق قيمتها 14 مليونا و379 ألفا و650 درهما، وعملة أجنبية تقدر قيمتها بحوالي 7770 يورو، وعينات من مخدر الشيرا. ووصفت المصادر الأمنية المطلوبين ب"العناصر الخطيرة"، مشيرة إلى أنهم لا يترددون في استعمال الأسلحة النارية في أنشطتهم الإجرامية، كما أنهم بارعون في تزوير الوثائق والتخفي، ما مكنهم من تنفيذ العشرات من العمليات دون الوقوع في قبضة الأمن. وبحسب التحقيقات الأولية مع العناصر الموقوفة، فقد تمكنت هذه الشبكة من تنفيذ العشرات من عمليات تهريب المخدرات انطلاقا من الحدود المغربية الجزائرية منذ سنة 2007 إلى شهر مارس الجاري. واعترف الموقوفون أن عصابتهم كانت ترتبط بعلاقات مع صرافين بليبيا ومصر كانوا يحولون لهم المبالغ المالية، التي يحصلون عليها بعد بيع مخدراتهم المهربة في ليبيا ومصر، إلى الدولار وبعثها إلى مدينة دبي ثم يبعثون لهم بجزء منها إلى المغرب في حين يبقى الجزء الأكبر هناك.