انخفض الذهب وسط تعاملات متقلبة أمس في طريقه لتسجيل ثالث خسائر أسبوعية على التوالي اذ دفع التفاؤل حيال آفاق الاقتصاد الأمريكي المستثمرين إلى البحث عن أوعية استثمارية أخرى بينما حدت خطة الهند لمضاعفة رسوم واردات الذهب إلى المثلين بعض المكاسب المبكرة. وأشار بعض المتعاملين في السوق الفورية إلى موجة شراء محمومة من الهند أكبر مستهلك للمعدن النفيس في العالم بعد أن اقترح وزير المالية الهندي براناب موكيرجي مضاعفة الرسوم على واردات الذهب الى أربعة في المئة اعتبارا من أبريل نيسان بداية السنة المالية 2012-2013. وبلغ الذهب خلال تعاملات أمس 1664.40 دولار للأوقية قبل أن يتراجع الى 1655.69 دولار منخفضا 2.04 دولار.وارتفعت الفضة 0.15 بالمئة الى 32.55 دولار للأوقية وصعد البلاتين 0.13 بالمئة الى 1682 دولارا للأوقية بينما هبط البلاديوم 0.12 بالمئة الى 700.22 دولار للأوقية. وقال تقرير اقتصادي صادر عن مجموعة الزمردة للمجوهرات ان تجاوز الذهب سعر الاونصة لمستوى 2000 دولار قبل نهاية العام «أمر غير مستبعد» ويتوافق مع الوضع الاقتصادي العالمي المتأزم من مشاكل ديون اليونان وعدم اليقين الذي يحيط بالاقتصاد الأمريكي بجانب انخفاض فوائد البنوك التي تساعد السيولة للهروب من الأسواق المالية إلى سوق المعادن الثمينة. وأكد انه مع بداية صدور الأخبار الايجابية لمنطقة اليورو وتحسن العملة الأوروبية مع نجاح خطة دعم اليونان واتفاق الدائنين على إعادة هيكلة الديون انتعشت أسعار الذهب مع انتعاش الأسهم الأوروبية حيث استقر فوق 1690 دولارا بعد تلك الأخبار، مشيرا إلى أن حالات الشراء هي المسيطرة على أسواق المعادن الثمينة، لاسيما أن الطلب الفعلي على المعدن الأصفر أدى به إلى ثبات سعره حتى الأسبوع الماضي ليقاوم النتائج الايجابية لبيانات سوق العمل الأميركية والتي كانت فوق التوقعات. وتوقع التقريرأن يشهد الأسبوع الحالي ، مزيدا من المكاسب للذهب، نظرا لحالة القلق وعدم اليقين المسيطر على المستثمرين، إضافة إلى انخفاض شهية المخاطرة، مما يؤكد أن سيولة الأسواق سوف تتحول إلى الملاذ الآمن «واستمرار الأسعار فوق 1720 دولارا، سيصعد بالمنحنى الى مستوى 1760 دولارا ثم مستوى 1800 دولار للاونصة». وأوضح أن الوضع الحالي قد يكون غير مساير لطبيعة علاقة الذهب بالدولار التي اتسمت بالحالة العكسية في الشهور الأخيرة وارتفاع قيمة الدولار تستوجب انخفاض الذهب وهذا قد لا يكون واضحا مع الأسعار الحالية نظرا لوجود أسباب أخرى تؤثر على الذهب بخلاف قيمة الدولار»، كما أن سيولة الأسواق مازالت تتخذ من الذهب قبلتها الأولى «ومهما انخفضت أسعاره يظل ذا عوائد أعلى استثماريا من فوائد البنوك».