أجمع عدد من التحليلات المالية العالمية خلال اليومين الماضيين على أن قطاع الطاقة يعد الأكثر جاذبية للمستثمرين في أسواق الأسهم العالمية لهذا العام، في ظل توقعات بأن تستمر أسعار البترول في التنامي طيلة العام الحالي وبداية العام القادم 2013م لتتخطى 150 دولارا لخام برنت القياسي متأثرة بعدد من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والمناخية التي تلعب دورا محوريا في مسارات أسعار النفط. وأوردت نشرة «ماركت ووتش» المتخصصة أمس الأول تحليلا يشير إلى أن ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل لخام ناميكس القياسي وبروز مؤشرات تدعم استمرار تصاعد الأسعار إلى أكثر من 120 دولارا للبرميل خلال الأشهر القادمة تجعل أسهم شركات الطاقة الأكثر جاذبية للمستثمرين الذين يسعون إلى تعويض مراكزهم المالية وإثراء محافظهم الاستثمارية بأسهم ذات قيمة مضافة، الأمر الذي أدى إلى صعود أسهم شركات الطاقة في مؤشر ستنادرد اند بورز بنسبة تصل إلى 2% ليوم الخميس الماضي، نظرا لإقبال المضاربين الذي شمل حتى شركات الخدمات البترولية وكذلك شركات التعدين والغاز. وقال جوليان جيسوب في تقرير نشر في «كابتل اكونمكس» ان جل المؤشرات تشير إلى صعود أسعار النفط خلال الربع الثاني من هذا العام وسيستمر إلى بداية العام القادم رغم المحاولات التي تبذل من قبل الدول الصناعية الكبرى لكبح تقدم الأسعار وإبقائها في مستويات تساهم في نهوض الاقتصاد العالمي من تبعات وعكته المالية، بيد أن هناك عوامل جيوسياسية من أهمها سخونة الأجواء السياسية بمنطقة الشرق الأوسط والخلاف الإيراني -الغربي، وكذلك انفتاح شهية استهلاك النفط لدى الدول الصناعية الآسيوية تبقي الأسعار في مستويات عالية. وفي تقرير مماثل قالت «أويل فويس» ان قطاع الطاقة أضحى محفزا قويا للاستثمار وخاصة في مجال الكهرباء الذي سيساهم بتزويد حوالي مليون شخص حول العالم بدون كهرباء كما ان هناك فرصا قوية في مجالات النفط والغاز غير أن ذلك يتطلب شركات ذات قدرة مالية كبيرة وإدارة فاعلة تحقق النجاح لهذه الاستثمارات التي ستعزز من أمان مصادر الطاقة، سيما في ظل التنامي عدد السكان بالعالم وارتفاع معدلات استهلاك القطاع الصناعي. وجاء الذهب كثاني قطاع جاذب للمستثمرين في سوق الأسهم العالمية تذكية التوقعات التي تشير إلى احتمال صعود المعدن الأصفر إلى مشارف 2000 دولار للأوقية في بداية العام القادم 2013م، غير أن وصول أسعار الذهب إلى مرحلة الفقاعة، تثير الوجل لدى المضاربين وتبعث الحذر الشديد في التوغل في الاستثمارات الضخمة لمدة طويلة. وفي شأن ذي صلة عوضت أسعار النفط خسائرها التي منيت بها خلال اليومين الماضيين، حيث ارتفع خام ناميكس القياسي إلى 105.64 دولارات للبرميل في بداية التعاملات الإلكترونية ليوم أمس الجمعة، فيما صعد خام برنت إلى 123.55 دولارا للبرميل، وكانت أسعار النفط قد هوت أمس الأول أثر الأنباء التي أشارت إلى قرب اتفاق بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا لإطلاق كميات من مخزونات النفط الإستراتيجية وذلك في محاولة لكبح أسعار النفط وهي الأنباء التي تم نفيها مؤخرا، وانخفض الذهب أمس بمقدار دولارين ليصل إلى 1656.40 دولارا للأوقية.