تلقت أسعار النفط في الأسواق العالمية أمس الجمعة دعما قويا بعد أن بادرت البنوك المركزية العالمية بالتحرك السريع للتصدي لأزمة الديون في أوروبا والتي كانت تهدد بكبح انتعاش الاقتصاد العالمي وتضيف إلى وعكة الاقتصاد الأمريكي الذي ما برح يئن تحت وطأة تبعات الأزمة المالية التي أنهكت قواه وأداءه منذ حوالي ثلاث سنوات، وامتدت آثارها إلى بقية اقتصاديات بعض الدول الأخرى. ورأت أسواق الطاقة في مستهل تعاملاتها ليوم أمس أن هذه الخطوة سوف تساهم في استمرار زيادة الطلب على مصادر الطاقة ما دفع خام ناميكس القياسي في السوق الأمريكية إلى أن يرتفع إلى مشارف 90 دولارا للبرميل، فيما صعد خام برنت في الأسواق الأوروبية إلى 115.50 دولارا للبرميل في قفزة تدل على ثقة المتداولين بأن النفط سيعاود الارتفاع من جديد في ظل بوادر انتعاش الاقتصاديات العالمية والتفاؤل الذي يساور المستثمرين بإمكانية الوصول إلى حلول عملية تدعم إفاقة دائمة للاقتصاديات الأمريكية والأوروبية وتدخلها في مرحلة انتعاش مستمر يساهم في تعزيز التنمية الصناعية والتجارية. غير أن هذه الأنباء لم تكن سارة بالنسبة للمتعاملين في تجارة الذهب الذي هوى بنسبة 2% في التعاملات الآسيوية ليوم أمس الجمعة منحدرا نحو تسجيل أكبر هبوط أسبوعي منذ مارس 2009م وسط تنامي أسواق الأسهم واليورو والنفط، حيث هوى سعر الذهب للبيع الفوري 22.44 دولارا إلى 1765.40 دولارا للأوقية منتصف التداول في الأسواق الآسيوية والأوربية أي بخسائر بلغت 2%. وكان المعدن الأصفر قد سجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا بلغ حوالي 1920 دولارا للأوقية الأسبوع الماضي نتيجة إلى القلق من أن أزمة ديون منطقة اليورو قد تعطل النمو الاقتصاد العالمي وتأثر بصورة قوية على مستويات الطلب على مصادر الطاقة وبالتالي تدني أسعارها ما جعل المستثمرون يتجهون إلى الذهب كملاذ آمن يقيهم من تذبذب أسعار النفط والأسهم التي تقضم أرباحهم عند نشوب أي أزمة مالية. وجاء دعم أسعار النفط بعد أن تراجعت مخزونات البترول الأمريكية بصورة واضحة خلال الأسابيع الماضية والتي هبطت بمقدار 6.7 ملايين برميل لتصل إلى 346.4 مليون برميل، بعد العاصفة المدارية التي ضربت خليج المكسيك الذي يضم حوالي 30% من مصادر الطاقة الأمريكية، كما تأثرت الأسعار باستمرار تقلص الإنتاج من بحر الشمال، بالإضافة إلى تأثير الحرب في ليبيا والقلاقل بمنطقة الشرق الأوسط على تدفق النفط الخام من هذه المنطقة الحيوية والتي تعتبر المكمن الرئيس لأكبر احتياطيات لمصادر الطاقة العالمية. وظلت التوقعات لأسعار النفط تتمحور حول بقائه قرب 90 دولارا للبرميل لخام ناميكس و115 دولارا للبرميل لخام برنت و100 دولار للبرميل لخام دبي/عمان للفترة المتبقية من العام الحالي في ظل عدم وضوح الرؤية بالنسبة لحالة الاقتصاد العالمي ومدى نجاح البرامج الإنعاشية التي تتبعها الدول الكبرى لتفادي أي انتكاسة في صحة الاقتصاد والتي قد تكون أكثرة قسوة من سابقتها وأبلغ تأثيرا على حياة الشعوب. أسعار المعادن النفيسة الأخرى سلكت مسار الذهب حيث هبطت الفضة إلى 39.48 دولارا للأوقية، فيما تراجع البلاتين بنسبة 1% إلى 1768.50 دولارا للأوقية، ونقص سعر البلاديوم إلى 721 دولارا للأوقية، فيما رأى المراقبون أن هذا التراجع قد يكون مؤقتا بفعل الأنباء الإيجابية بشأن الإجراءات التي تتخذ لإنعاش اقتصاديات بعض الدول الصناعية وقد تعاود التحليق في غضون الأسابيع القادمة.