عمت أسواق الطاقة العالمية أمس موجة بيع دفعت النفط إلى الهبوط بمقدار ثلاثة دولارات للبرميل ليكسر حاجز الثمانين دولار لأول مرة منذ أربعة أشهر ويصل إلى مستوى 79 دولارا للبرميل لخام ناميكس القياسي في السوق الأمريكية بسبب تجدد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وتداعياته على الطلب على الوقود ما جعل المستثمرون يتجهون نحو الذهب الذين يرون بأنه ملاذا آمنا لتقلبات أسعار السلع الأولية وعلى رأسها النفط والتي طفقت تكبد المستثمرين خسائر منذ أربعة أسابيع. حيث هوت أسعار السلع الأولية بنسبة 16% منذ أبريل الماضي في ظل المخاوف التي تحيق بمستقبل نمو الاقتصاد العالمي نتيجة إلى أزمة الديون السيادية الأمريكية والأوروبية ومدى تأثيرها على الطلب على السلع الأولية على الرغم من أن المؤشرات الاقتصادية لا تظهر أي تراجع على معدلات استهلاك النفط الخام في الأسواق العالمية، وربما أن تراجع أسعاره وراء حفظ التوازن في الاستهلاك وهو ما يبرر انسياب الخام بنفس الوتيرة التي كان عليها في السابق رغم تآكل أرباح الدول المنتجة للنفط. وانخفض مؤشر السلع الأولية حوالي 1.7% إلى 624.23 نقطة في السوق الأمريكية في مستهل التعاملات أمس ما أثر على أسعار النفط لتهبط إلى 79.17 دولارا للبرميل إلا أنها لم تبقى طويلا في هذا المعدل السعري حيث عاودت الصعود إلى ما فوق 80 دولارا، فيما قاوم خام برنت ضغوط الانحدار ليبقى فوق 109 دولارات وسط المخاوف من تعرقل الإمدادات النفطية للأسواق الأوروبية في ظل الأحداث المتنامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بيد أن برنت حقق تقدما بحوالي 25.95 دولارا للبرميل على نظيره خام ناميكس القياسي إلا أن المراقبين لا يتوقعون أن يصعد خام برنت لأكثر من 118 دولارا للبرميل حتى نهاية العام الجاري مرجعين ذلك إلى استمرار وجل الديوان الأمريكية والأوروبية والتي ساهمت في تقهقر نمو أكبر الاقتصاديات العالمية. واستمر الحظ يبتسم للذهب الذي راح يسجل أرقاما قياسية جديدة مستفيدا من توجه المستثمرين إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن عن تقلبات أسعار السلع الأولية التي راحت تكبدهم خسائر طائلة منذ عدة أسابيع حيث صعد بنسبة 2.5% إلى 1871.07 دولارا للأوقية وهي نفس التوقعات التي كانت الأسبوع الماضي من أن الذهب سيتجاوز 1800 دولار ويرجح المحللون الماليون أن يستمر الذهب في مساره الصاعد ليلامس 2000 دولار للأوقية في غضون الأيام لقليلة القادمة مع ازدياد المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي فترة ركود اقتصادي قد يكون أكثر ألما مما حدث في عام 2008م رغم أن معظم الاقتصاديين يرون خلاف ذلك ويدللون بأن الاستهلاك الأمريكي من النفط خلال الثلاثة أسابيع الماضية ارتفع إلى أعلى معدلاته قبل أزمة 2008م ما يدعم توقعاتهم باستمرار أداء الاقتصاد بوتيرة تبعث على التفاؤل.